يبدأ الاتحاد العام للغرف خلال أربعة أشهر في إنشاء مرصد يعلن من خلاله أسعار جميع السلع بشكل منتظم لكل المستهلكين، وقد اتفق الاتحاد مع وزير الإعلام علي أن تتم إذاعة نشرة بأسماء السلع ضمن شريط الأخبار بمعظم القنوات.. الفكرة ليست جديدة حيث كان يتم العمل بها قديما من خلال الإعلان في الإذاعة عن أسعار السلع الأساسية كالخضار والفاكهة، كما تقوم بعض القنوات المحلية بإعداد نشرة ضمن برامجها اليومية تذيع فيها أسعار بعض السلع. كما أن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء يقوم بعمل رصد شهري بأسعار السلع وإن كان هناك بعض التحفظات علي البيانات التي يصدرها المركز لكونها تهتم بأسعار الشهور المنقضية من جهة ومن جهة أخري لكونها تعتمد علي مصادر محددة في جمع البيانات كما أن تداولها يتم بشكل سري فلا يحق للعامة الاطلاع عليها. المرصد الجديد سوف يشارك في تنفيذه الاتحاد العام للغرف التجارية ووزارتا التجارة والصناعة والزراعة وجمعيات حماية المستهلك ووزارة الإعلام وذلك حتي يستطيع المستهلك الحصول علي مؤشرات الأسعار أولا بأول من خلال جهة استرشادية يمكن الرجوع إليها في معرفة أحوال السوق. يوضح د. علاء عز رئيس الجهاز التنفيذي للاتحاد العام للغرف التجارية أن الرغبة في ضبط الأسعار كانت الهدف الأساسي من وراء إنشاء هذا المرصد، مشيرا إلي أن المنتج الذي يتم طرحه للبيع إما نتاج تصنيع محلي أو استيراد وحتي يصل للمستهلك يمر بسلسلة توزيع تبدأ من صاحب المصنع مرورا بتاجر الجملة ثم تاجر التجزئة ثم الموزع في كل حلقة يتم زيادة سعر المنتج بناء علي زيادة التكلفة وفي بعض الأحيان تكون الزيادة غير منطقية ومن هنا ومن أجل معرفة أسباب ارتفاع الأسعار وحتي يمكننا معالجتها جاءت فكرة إنشاء مرصد للسلع الاستراتيجية يتم من خلاله معرفة كل ما يدور حول السلعة ويمكنه التأثير فيها مثل السعر العالمي للسلعة، أسعار الخامات، مصاريف الشحن والتفريغ ومن هنا قد يتبين للجميع سواء للحكومة أو التجار والمصنعين أو المستهلك أن السبب في ارتفاع سعر إحدي السلع يعود لأسباب منطقية ومن هنا يمكن البحث لها عن حلول.. مثل تحسين وسائل النقل والتخزين أو الاستيراد من أماكن أخري بأسعار أقل. سلع استراتيجية يضيف علاء عز أن مصر تستورد العديد من السلع الاستراتيجية ويمكن معرفة تطور أسعار هذه السلع في الخارج حيث إن كل منتج يمر بدورة أسعار خلال العام حيث سيقوم المرصد بإبلاغ الحكومة أو القطاع الخاص بأفضل الأوقات التي يمكن الاستيراد فيها والتي يمكن من خلالها الحصول علي أرخص الأسعار علي المستوي العالمي.. مشيرا إلي أن اتخاذ قرار وعمل رؤية لعمل كهذا لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال إحداث رؤية متكاملة للأسعار خلال السنوات الخمس الماضية وبناء عليها قد يتم تقييم الأسعار لمدة أسبوع قادم. أشار إلي أن بداية المشروع كانت تتطلب البحث عن المنتجات التي يوجد بها مشكلات فيما يتعلق بتوافر المعلومات والبيانات وعلي سبيل المثال قطاع الألبان بمشتقاته حيث إن حجم الإنتاج المحلي لم يتم تحديده بعد خاصة أن هذا القطاع تنشق منه صناعات عديدة ومنها الرسمي وغير الرسمي كما أن آليات جمع هذه البيانات مختلفة. يشير عز إلي أن المرصد سوف يكون جهة منتجة للمعلومات وليس البيانات وذلك من خلال الاعتماد علي مصادر مختلفة. وعن دور الإعلام في هذا المشروع يوضح عز أن دور الإعلام هو توعية الرأي العام بأسباب ارتفاع الأسعار وهل هي منطقية أم انها ناتجة عن استغلال بعض التجار.. مشيرا إلي أن أسعار القمح قد ارتفعت خلال العام الماضي ثلاث مرات وهو الأمر الناتج عن حدوث ارتفاع عالمي للأسعار لأسباب قد لا يعلمها المستهلك العادي مثل حدوث جفاف في استراليا وهي الدولة التي كنا نعتمد عليها في استيراد كميات كبيرة من القمح، بالإضافة إلي القرار الذي اتخذه مليار شخص صيني وهو الاتجاه إلي تناول الخبز بعد أن كان اعتمادهم الأساسي علي الأرز وهو الأمر الذي أدي إلي ارتفاع الأسعار عالميا في ظل تناقص الإنتاج المحصولي بسبب اتجاه معظم الدول المنتجة للقمح في استخدامه كوقود حيوي بعد ارتفاع أسعار البترول. أشار إلي أن معرفة هذه المعلومات قد تفيد قطاعات عديدة مثل الحكومة فهي مهمة للتخطيط حيث يمكن تغيير التركيب المحصولي للدولة في ظل التغييرات المناخية التي يشهدها العالم، كما انها قد تفيد المستهلك فمن خلال الرؤية الواضحة لأسعار المنتجات المختلفة والتي يمكن من خلالها تغيير النمط الغذائي وفقا للأسعار، فالمواطن يمكنه ضبط سلوكه علي توليفة جديدة وفقا للأسعار العالمية.