الله يكون في عون المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام الذي تتكوم علي مكتبه يوميا مئات القضايا -حديث الرأي العام- ويرسل فرسانه للتحري والتقصي والسؤال.. قضايا خلافية أو قضايا بلطجة أو قضايا متفبركة صحفيا. وآخر القضايا هي وفاة أطفال في مستشفي تعليمي بسبب انقطاع الكهرباء. وقد التقطت الصحف الحادث واستثمرته -في زمن التوزيع المتدني للصحف- وهات يا ضرب في وزارة الصحة وأنا لا يهمني الدفاع عن حاتم الجبلي للاحتفاظ بمعاليه في التعديل الوزاري، فهو يملك "مستشفي مرموق" وليس في حاجة للمنصب بل ان لقب الوزير صار "عبئا" عليه لقد أصبح الوزراء يصحون كل يوم فيقرأون "خوازيق" في الصحف -في زمان الشهوة للتوزيع-بعضها حقيقي واللغة سوقية وبعضها كذب وافتراء ويجب أن يحال للنيابة العامة. التقطت الفضائيات "الحدوتة" ومعها C.D. هناك حقائق في موضوع وفاة الأطفال أهم هذه الحقائق -بعد التحري والتنقيب- ان طفلين ماتا الساعة اتنين ونص أي قبل انقطاع الكهرباء - كما هو ثابت- في الساعة الرابعة صباحا وهناك لوائح رسمية ان يظل الطفل الميت ساعتين علي جهاز التنفس الصناعي منعا لان يقال ان المستشفي دفنته بمعرفتها هناك أيضا طفلان توفيا بعد 24 ساعة من انقطاع التيار، وكلاهما كان يعاني من مشاكل صحية حادة حسب توصيف أساتذة الطب في تخصص "أطفال حديثي الولادة" ومعني ذلك انه ليس صحيحا بالمرة ان وفاة أربع أطفال جاء نتيجة انقطاع تيار الكهرباء الذي يمثل ظاهرة في مناطق عدة ويغيظني إلي درجة الخنق تصريحات باننا سنزود بلادا بالكهرباء ومازالت محطات كهرباء في بلدنا أعباءها كبيرة لدرجة انقطاع التيار وما يجلبه للأجهزة الكهربائية في البيوت من مشاكل وحين انقطع التيار عن المستشفي اشتغلت المولدات الاحتياطية بل اشتغلت أيضا الأجهزة التي تعمل ببطاريات لقد أدار أطباء شبان الأزمة بمهارة تامة وبهدوء أعصاب حتي عاد التيار الكهربائي.. لكننا شطار في جلد الذات وتشويه أي انجاز محترم وليس لدينا الصبر الكافي علي تتبع الموضوعات وتقصي الحقيقة والوصول للأعماق واستنباط الدروس المستفادة من الاخطاء إن الاطفال الذين توفوا قبل انقطاع الكهرباء في الرابعة صباحا يعانون من عدم اكتمال الرئتين والوفاة بهبوط حاد بالدورة الدموية ان هناك خمس أطفال مازالوا بالحضانات أحياء رغم انقطاع التيار وهم "ابن عبير محمد، وابن ولاء محمد وابن أسماء مرسي وابن نبيلة هاشم وابن مها سيد أحمد" هؤلاء الأطفال يعانون من صعوبات في التنفس واعمارهم تتراوح بين 28 أسبوعا و38 أسبوعا. إن متوسط إقامة الطفل علي جهاز التنفس الصناعي هو تسعة أيام ومتوسط إقامة الأطفال علي جهاز الاشعاع الضوئي 4 أيام فقط إن في مستشفي المطرية 34 حضانة ونسبة الوفيات في الأطفال 11% وعدد الحضانات بالمستشفيات التعليمية 217 حضانة ونسبة الوفيات للأطفال حديثي الولادة في الدول المتقدمة 5% وفي الدول النامية 10% "معلومات من النت". إن الأمانة -هذه الفريضة الغائبة في حياتنا- تقضي بالتصدي الموضوعي للأخطاء الواردة الحدوث دون مبالغات ودون جلد للذات فلا نجد شبابا أدار بحبكة أزمة انقطاع تيار كهربائي عن مستشفي تعليمي ولا نضخم حادثا من فراغ ومحط افتراء انها الغوغائية التي صارت سمة حياتنا وملعونة الديمقراطية في التعبير إذا كان دورها غياب التقييم الأمين والتشويه.