في سابقة هي الاولي من نوعها كشفت الاممالمتحدة ان الصناعات الابداعية تعد من بين أكثر القطاعات نشاطا في التجارة العالمية حيث شهدت التجارة الدولية في السلع والخدمات الابداعية متوسط معدل نمو سنويا غير مسبوق بلغ 8.7% خلال الفترة ما بين 2000 و2005. وذكر تقرير الاقتصاد الابداعي لعام 2008 وهو أول دراسة تطرح رؤية الاممالمتحدة لهذا الموضوع الناشئ ان قيمة صادرات العالم من السلع والخدمات الابداعية بلغت 424.4 مليار دولار عام 2005 تشكل 4.3% من اجمالي التجارة العالمية. وأشار التقرير إلي أنه بالرغم من عدم وجود تعريف واحد متفق عليه للاقتصاد الابداعي أو الصناعات الابداعية فإنها تشمل الخصائص الجوهرية لمفهوم الابداع الذي غالبا ما يشار إليه بأنه المصدر الأساسي لاقتصاد المعرفة، الذي يؤدي إلي ابتكارات وتغييرات تكنولوجية، ويعطي ميزة تنافسية لشركات الاعمال والاقتصادات الوطنية. وتشمل الصناعات الابداعية الواردة في التقرير التراث الثقافي والفنون المرئية وفنون الاداء والصناعات السمعية البصرية والاعلام المنشور والمطبوع والاعلام الجديد والتصميم والخدمات الابداعية بما فيها الإعلانات والهندسة المعمارية وظهرت الصناعات الابداعية لخيار استراتيجي في معظم الدول المتقدمة من اجل انعاش المو الاقتصادي وايجاد فرص العمل وتحقيق التماسك الاجتماعي. وذكر التقرير أن عائدات الصناعات الابداعية الأوروبية بلغت 654 مليار يورو أي 1034 مليار دولار أمريكي عام 2003 مسجلة نموا بنسبة 12.3% اسرع من الاقتصاد الكلي للاتحاد الأوروبي وتجاوز عدد العاملين بها 5.6مليون شخص. وتم وصف هذا التقرير بأنه نتيجة مهمة للدراسة الحالية لظاهرة أن بعض الدول النامية ومعظمها في اسيا بدأت في الاستفادة من ديناميكية الاقتصاد الابداعي العالمي وتطبيق سياسات متداخلة مخصصة لتعزيز صناعاتها الابداعية. وكشف ان الغالبية العظمي من الدول النامية ليست قادرة علي تسخير قدراتها الابداعية في تحقيق مكاسب تنموية بسبب مزيج من ضعف السياسات الداخلية وتحيز الاجهزة العالمية. زادت صادرات الدول النامية من السلع الابداعية ومن بينها اجهزة الكمبيوتر والكاميرات والتليفزيونات والاجهزة الاذاعية والاجهزة السمعية البصرية سريعا خلال الفترة ما بين 1996 و2005 من 51 مليار دولار إلي 274 مليار دولار، مما يشير إلي تطبيق استراتيجيات تهدف إلي اللحاق بالدول المتقدمة في عدد من الدول النامية لزيادة قدراتها علي توريد منتجات القيمة المضافة إلي الأسواق العالمية.