الحج إلي بيت الله الحرام بالنسبة للحاج هي رحلة العمر لأداء فرض شرطه الاستطاعة، ولذلك يحرص معظم الناس علي تلمس وسائل لاستطاعة وتدبير موارد قد يكون صعبا عليهم للذهاب إلي رحلة الحج. ولأن الحج أصبح صناعة بمعني الكلمة بالنسبة لمن ينظمون تلك الرحلات فإن عنصر المكسب قد يكون واحدا من أهم الدوافع لدي بعض المنظمين مثل شركات السياحة التي تحاول أن تغري الزبائن من الحجاج بوعود عن الراحة والرفاهية والسكن القريب من المسجد الحرام، ومن المسجد النبوي وتوفير وجبات البوفيه المفتوح، وما إلي ذلك من الإغراءات، وبالطبع كل شيء بثمنه لتصل أرقام تنظيم الرحلة للفرد الواحد إلي رقم خيالي يبلغ أربعة أو خمسة أضعاف ما يدفعه الحاج في رحلات الحج الشعبي الذي تنظمه وزارة الداخلية أو الجمعيات تحت إشراف وزارة التضامن. بلغ أقل مبلغ دفعه الحاج هذا العام إلي إحدي الجمعيات نحو 12 ألف جنيه شاملة تذكرة السفر بالطائرة ووجبات وفرتها الجمعية لأعضاء بعثتها، كما أن شراء "الهدي" جماعيا عن طريق الجمعية وفر للشخص الواحد نحو 90 ريالا إذ بلغ ثمن الصك للفرد 390 ريالا، بينما استطاعت الجمعية عن طريق مشاركة الأعضاء في الهدي أن تخفض التكلفة إلي 300 فقط.. كما أن الجمعية صرفت للحجاج التابعين لها مبلغ 150 ريالا يوم عيد الأضحي، ويعتبر هذا تخفيضا لقيمة الاشتراك في الرحلة البالغة قيمتها 12 ألف جنيه مصري شاملة تذكرة السفر. بلغ اشتراك حج "القرعة" التابع لوزارة الداخلية 16 ألف جنيه، 12 ألفا دفعها الحاج كرسوم مباشرة لخزائن مديريات الأمن، واشتري تذكرة السفر بالطائرة بمعرفته ويبلغ ثمنها 3900 جنيه "ثلاثة اَلاف وتسعمائة جنيه مصري" للتذكرة مدتها شهر أي يجب علي الحاج أن يبقي في الأراضي السعودية لمدة شهر أو علي الأقل 25 يوما من تاريخ السفر حتي تاريخ العودة. والواقع أنها مدة كبيرة للغاية بالمقارنة برحلات الحج السريع التي تستغرق الرحلة فيها حجا وزيارة نحو 9 أيام أو 10.. وكلما طالت مدة بقاء الحجاج في الأراضي السعودية كان احتمال حدوث المشكلات أكبر، وأعتقد أن المدة المثالية للحج بالطائرة يجب ألا تزيد علي 15 يوما وربما تصل إلي 20 يوما كحد أقصي. وسألت أحد كبار المطوفين في مكة من غير المسئولين عن الحجاج المصريين عن التكلفة المجزية للحج التي تدر ربحا معقولا، وسألته بالتحديد عن حج الجمعية الذي كان اشتراك الحاج فيها 12 ألفا بما في ذلك ثمن التذكرة بالطائرة.. فأجاب بأن السلطات السعودية تمنح التأشيرة مجانا، وأن تكلفة الانتقالات لا تزيد علي ألف ريال كما أن السكن في مكة تتحدد قيمته حسب بعد مكان الإقامة عن الحرم، ولذلك فالمبلغ يعتبر مجزيا بالنسبة للمكان الذي أقامت فيه بعثة تلك الجمعية. وأضاف أن السكن في المدينةالمنورة لا يكلف كثيرا مثل الإقامة في مكةالمكرمة، ولذلك فهو يعتقد أن مبلغ ال 8 اَلاف لكل حاج مع الخدمات التي وفرتها الجمعية مثل الوجبات وسيارات لنقل الحجاج من مكان السكن إلي الحرم المكي يعتبر مبلغا مجزيا مع هامش ربح ضئيل للغاية لا يصلح في حالة ترتيب الرحلات لأغراض تجارية.. ولنا عودة