ذكرت صحيفة ديلي تلجراف البريطانية أن الجنيه الاسترليني يعيش اسوأ أيامه بعد أن تداعي لأدني مستوياته منذ عشرين شهرا بعد سلسلة من البيانات تظهر أن بريطانيا غارقة في الديون وتأتي في المرتبة الثانية بعد الولاياتالمتحدة لأول مرة. فقد سجل العجز التجاري البريطاني أسوأ معدلاته منذ نهاية الثمانينيات وهو ما جعل الميزان التجاري البريطاني أسوأ من الولاياتالمتحدة لأول مرة منذ أن تولي نيجل نيلسون منصب وزير الخزانة، وأحدث الانخفاض الأخير موجة من بيع الاسترليني وانخفض الوزن المرجح للاسترليني في المركزي الانجليزي في مؤشره لقياس سلة العملات إلي مستوي يؤهله ليحقق أدني مستوياته منذ ابريل ،2006 وتعزو الصحيفة تراجع الاسترليني إلي عدة عوامل، أولها تضاعف العجز في الميزان التجاري في الربع الثالث من العام الحالي إلي 20 مليار استرليني وهو أعلي مسجل في مثل هذه الفترة قياسا إلي طبيعته النقدية وهو ما يماثل تقريبا اسوأ عجز سجل علي مدي نصف قرن والعامل الثاني هو تراجع المدخرات بل علي العكس يتزايد اقبال الأسر علي الاقتراض لمسايرة حياتهم اليومية، وهو وضع غير عادي يعيد للذاكرة أوضاع نهاية الثمانينيات وقبل انهيار سوق العقارات، كما تعاني الأسر من زيادة فوائد الرهون العقارية حيث وصلت لأعلي معدلاتها منذ بداية التسعينيات، في مؤشر آخر علي أن تراكم الديون سيؤدي إلي ثمن باهظ. ولا يمكن بالقطع عدم تحميل الحكومة بسياستها المالية المتقشفة عبء المسئولية، فالانفاق يتناقص باستمرار، حيث يعاني رئيس الوزراء من نقص حاد في الميزانية حتي نوفمبر، كما بلغ صافي قروض القطاع العام 2.11 مليار استرليني وهو الأكبر منذ اجراء هذا الاستقصاء. ورغم ان بريطانيا اعتادت الاعتماد علي استثماراتها في الخارج فإنها جاءت مخيبة للآمال أيضا، فهذه الموجة من الأرباح التي كانت تتدفق علي بريطانيا توقفت عن السريان لأول مرة منذ ست سنوات. وفي تطور جديد هبط الاسترليني إلي أدني مستوياته أمام اليورو في وقت يرجح فيه الخبراء لجوء البنك المركزي الإنجليزي إلي خفض معدل الفائدة بمقدار أكبر خلال عام 2008. وبيع الاسترليني مقابل يورو و6.37 سنت فقط في تعاملات يوم أعياد الميلاد الكريسماس في نشاط اتسم بالهدوء. وأشار أحد المحللين في مؤسسة "بي إن بي باريبا" إلي أن الاقتصاد البريطاني واقع تحت صدمة سوق الإسكان. كما عززت تصريحات رئيس البنك المركزي الأوروبي "جان كلود ترشيه" من قيمة اليورو. وتؤكد هذه المؤشرات علي أن العجز القياسي في الميزان التجاري البريطاني يدفع بقيمة الاسترليني إلي الانخفاض، كما من المرجح أن يشهد المزيد من التراجع في الشهور القليلة المقبلة.