من أهم الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية هذا الأسبوع حدثان مهمان الأول هو مشاركة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في القمة الخليجية في قطر.. أما الحدث الثاني فهو الاتفاق الذي تم بين مصر وإيران لإقامة مشروع ضخم لإنتاج السيارات الإيرانية في مصر بطاقة إنتاجية 5000 سيارة سنويا بجانب توريد كميات من القمح الإيراني إلي مصر. الحدث الأول يحمل أكثر من دلالة أن إيران ليست بعيدة عن دول الخليج وأن دول الخليج تبحث عن مصالحها رغم الضغوط الأمريكية علي الحكومات العربية من خلال موضوعات المؤتمر فإن هناك 3 قضايا أساسية الأولي المشروع النووي الإيراني وتسعي إيران إلي مد جسور من التفاهم مع دول الخليج بحكم الجوار والمصالح والعقيدة.. أما القضية الثانية فهي موقف إيران مما يجري في العراق ولاشك أن إيران تستطيع أن تلعب دورا مهما في العراق.. أما القضية الثالثة التي تهم إيران ودول الخليج فهي أسعار البترول في ظل هوجة عالمية شهدت ارتفاعا كبيرا في أسعار البترول مع هبوط شديد في سعر الدولار، ولاشك أن ذلك ترك اَثارا بعضها سلبي وبعضها إيجابي علي اقتصادات دول الخليج. علي جانب اَخر فإن حضور الرئيس الإيراني للمؤتمر الخليجي يحمل رسائل كثيرة لأطراف عربية وأوروبية وقبل هذا هو يحمل رسالة واضحة للإدارة الأمريكية خاصة أن هناك من يسعي لإيجاد حل للأزمة الإيرانية. في هذا السياق تأتي الاتفاقات التي وقعها وزير الصناعة المصري رشيد محمد رشيد مع نظيره الإيراني ولاشك أن العلاقات المصرية الإيرانية تواجه تقلبات كثيرة منذ سنوات طويلة وربما اكتشف الطرفان أن التباعد بينهما قد وصل بالعلاقات المصرية الإيرانية إلي ظروف صعبة ومن هنا فإن العلاقات الاقتصادية بين البلدين يمكن أن تفتح أبوابا كثيرة لمستقبل جديد.. من الصعب جدا أن تتجاهل مصر دور إيران في المنطقة والأصعب أن تتناسي إيران الدور المصري اقليميا وعالميا وهناك علاقات قديمة بين البلدين علي كل المستويات السياسية والاقتصادية والشعب الإيراني يحب مصر والمصريين، ففي تراب مصر جزء عزيز من اَل بيت رسول الله صلوات الله عليه وسلامه وفي زمان مضي كان بيننا نسب، كما أن مصر ظلت 4 قرون كاملة شيعية وحصنا للشيعة ومن هنا فإن ما يجمع العرب مع إيران أكثر من كل ما يفرقهم.