جسر جديد للمودة والارتباط بين مصر وبين المملكة العربية السعودية تقرر البدء في اقامته الأسبوع المقبل بتكلفة تبلغ ثلاثة مليارات دولار. والجسر الجديد يربط بين شرم الشيخ المصرية وشمال المملكة العربية السعودية وتشير الأنباء إلي أن العاهل السعودي سيضع حجر الأساس للمشروع في غضون الأيام القليلة المقبلة. يبلغ طول الجسر حوالي 50 كيلو مترا ويسهم في تقليل مخاطر حركة النقل البري بين مصر والسعودية كما يخفف في الأعباء المادية لراغبي الحج والعمرة عن طريق البر فضلا عن تقليل مخاطر النقل بالعبارات التي شهدت في العام الماضي كارثة مروعة راح ضحيتها حوالي ألف من المصريين. وتشير الأنباء إلي أن الجسر الجديد والشروع في تنفيذه يعتبر خطوة عملاقة تعزز سياسة المملكة العربية السعودية برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في الانفتاح علي المنطقة وانتهاج سياسات ايجابية ذات بعد استراتيجي لتقوية الروابط الاقليمية. ويؤكد مشروع إقامة جسر بري يربط بين السعودية ومصر عبر جزيرة ثيران ويعبر فوق منطقة المضايق الشهيرة التي كانت سببا في حرب 67 بين إسرائيل والعرب- نوايا العرب تجاه السلام إذ لا يمكن أن تفكر السعودية أو مصر في إقامة مثل هذا المشروع العملاق دون أن تكون نوايا إقامة سلام دائم في المنطقة قائمة علي أساس متين. واعتقد ان قرار المملكة السعودية بالبدء في تنفيذ المشروع الانمائي الضخم مع الجانب المصري وتقدم الملك عبد الله عبد العزيز لوضع حجر الأساس بنفسه كإشارة بدء للتنفيذ إنما هو في الواقع رسالة دعم واضحة لمشروع السلام بين العرب واسرائيل الذي تقدم به الملك عبدالله منذ سنوات في قمة بيروت وأعيد طرحه مرة أخري منذ أسابيع مؤكدا وضع الكرة في الملعب الإسرائيلي. وسوف يثير مشروع الجسر الجديد في منطقة جنوب خليج العقبة مخاوف لدي الجانب الإسرائيلي من الاستخدامات العسكرية الممكنة للجسر ومهمته في تسهيل نقل قوات بين الجانبين، وإمكانية اضافة أنابيب بترول تحت الجسر تؤثر علي القيمة الاستراتيجية لميناء ايلات وغير ذلك من الهواجس التي يمكن أن يثيرها الجانب الإسرائيلي تجاه المشروع. وسوف نسمع كثيرا من هذه الهواجس كلما تقدمت التحضيرات للتنفيذ ولكن المهم هو اتجاه المشروع في الحقيقة والواقع نحو تعزيز السلام وليس في أي اتجاه آخر وسوف يحظي المشروع بتأييد كامل من المجتمع الدولي نظرا لارتباطه الزمني بالرؤية العربية الواضحة للعلاقات بين العرب وإسرائيل بإقامة علاقات طبيعية علي أساس انهاء الاحتلال وإعادة الأرض إلي أصحابها. ان تبني المملكة العربية السعودية للمشروع السلامي والانمائي الكبير تطور استراتيجي له مغزاه بالنسبة لمستقبل المنطقة.