لم تكد الاسواق العالمية تلتقط انفاسها من سلسلة التراجع الحاد التي منيت بها الاسبوع قبل الماضي حتي تلقت ضربة جديدة من تصاعد المخاوف بشان مسيرة النمو في الولاياتالمتحدة بعد اظهرت تقارير رسمية تراجع مبيعات التجزئة الامريكية في وقت يسود فيه القلق من ازمة سوق الرهن العقاري في اكبر اقتصادات العالم . و في الولاياتالمتحدة اشار اتحاد البنوك العقارية الي ان معدل العجز عن سداد القروض في تزايد مستمر مما هوي باسهم المؤسسات المالية ال ثمانية و ثمانين المدرجة في مؤشر ستاندرد اند بورز 500 بقيادة سهم " بيير ستيرنز " الذي هبط الي ادني مستوياته منذ احداث 11 سبتمبر 2001 . و هبط داو جونزالصناعي ب242.66 نقطة او ما يعادل 2 % الي 12075.96 نقطة في ختام تعاملات الثلاثاء و هي المرة الثانية التي يتراجع فيها المؤشر باكثر من 200 نقطة منذ مايو الماضي . و تراجع ستاندرد اند بورز 500 ب2 % ايضا الي 1377.95 نقطة بينما فقد ناسداك المجمع 2.2 % منهيا التعاملات عند 2350.57 نقطة . و هبط سهم " جولدمانساكس " اكبر مؤسسات تداول الاوراق المالية في العالم من حيث القيمة السوقية علي الرغم من اعلانها ارتفاع ارباحها ب34 % فيما فاق تقديرات المحللين . و هوي سهم " بيير ستيرنز " ب6.7 % الي 142.97 دولار . و فقد سهم " ليهمان برازرز " ب5.9 % الي 72 دولار اسوأ تراجع له منذ اكتوبر 2002 . و كانت اسهم العقارات ايضا من اكبر الخاسرين يوم الثلاثاء ليفقد مؤشرها 4.6 % . و خسر سهم " دي آر هورتون " اكبر شركات القطاع في الولاياتالمتحدة من حيث قيمة السوق 86 سنت منخفضا الي 22.1 دولار . و تزايدت في الفترة الاخيرة اعلانات البنوك عن عدم امتلاكها السيولة الكافية لتغطية عجز اصحاب المنازل عن تسديد اقساط الرهن العقاري . بل و اصبح شبح الافلاس يواجه بعض المؤسسات المالية حتي النشطة منها . في مطلع الشهر الجاري توقع المحللون افلاس " نيو سنشاري فاينانشيال " ثاني اكبر بنوك الرهن العقاري في امريكا . وواصل سهم البنك تراجعه الثلاثاء منخفضا ب82 سنت او ما يعادل 49 % من قيمته الي 85 سنت لتصل خسارته منذ بداية العام الي 97 % . و لم تكن معنويات المستثمرين تحتمل البيانات الضعيفة التي اعلنتها وزارة التجارة و التي اظهرت ارتفاع مبيعات التجزئة الامريكية بما لا يتجاوز 0.1 % في فبراير فيما يعد اقل من نصف تقديرات المحللين . و زاد ذلك من اقبالهم علي التخلي عن الاسهم . و نزل سهم " وول مارت " اكبر سلاسل التجزئة علي مستوي العالم ب1.08 دولار الي 46.18 دولار . اوروبا و لم يكن الوضع افضل حالا علي الجانب الآخر من المحيط الاطلسي حيث افتتحت الاسهم الاوروبية جلسة الاربعاء علي تراجع متأثرة بمخاوف النمو الامريكي . و انخفض مؤشر ستوكس 600 الذي يتعقب اداء اسهم 600 شركة علي مستوي القارة الاوروبية ب1.8 % الي 355.23 نقطة في لندن بينما هبط كل من ستوكس 50 و يورو ستوكس 50 لدول اليورو ال 13 ب1.6 % . و ما زالت قيمة ستوكس 600 اقل من المستوي القياسي الذي بلغه في التاسع عشر من فبراير بنحو 5.4 % . و هبطت المؤشرات في جميع الاسواق المحلية باوروبا الغربية . و انخفض فاينانشيال تايمز 100 البريطاني ب1.5 % و داكس الالماني ب1.7 % و كاك 40 الفرنسي ب1.8 % . و جاءت اسهم البنوك علي راس قائمة الخسائر حيث هبط سهم " يو بي اس " اكبر البنوك السويسرية ب3.9 % الي 67.45 فرنك سويسري . كما تراجع سهم " رويال بانك اوف سكوتلاند " الذي يمتلك بنك " سيتيزينز فاينانشيال " في الولاياتالمتحدة ب3.5 % الي 1977 بنس . كما هبط سهم " اتش اس بي سي " اكبر بنوك المنطقة من حيث القيمة السوقية ب1.2 % الي 891.1 بنس . و تسبب عامل العجز عن سداد اقساط الديون في تراجع ارباح البنك في منطقة امريكا الشمالية في النصف الثاني من العام ب87 % . آسيا و في البورصات الاسيوية منيت الاسهم بموجة بيع جديدة يوم الاربعاء اثر القلق من تباطؤ النمو الامريكي . و قاد المصدرين الاتجاه التراجعي لمؤشرات المنطقة . و فقد المؤشر الاقليمي مورجان ستانلي كابيتل انترناشيونال لآسيا و الباسيفيك ب2.4 % منهيا تعاملات الاربعاء عند 140.54 نقطة في اكبر هبوط له منذ 5 مارس . و انخفض المؤشر القياسي الياباني نيكي 225 ب2.9 % و هي ثاني اكبر خسارة يومية له منذ بداية العام . و باستثناء تايلاند و باكستان تراجعت مؤشرات المنطقة باكثر من 1 % . و هوت البورصة الصينية التي كانت السبب الرئيسي وراء سلسلة الخسائر العالمية منذ اسبوعين ب1.6 % . و تركزت الخسائر في قطاع المصدرين بسبب القلق من ضعف لانمو الامريكي لان الولاياتالمتحدة تستقبل الجزأ الاكبر من صادرات المنطقة . و في كوريا الجنوبية انخفض سهم " سامسونج اليكترونيكس " اكبر منتجي الشاشات البلورية السائلة في العالم ب2.7 % الي 548000 وون . و في اليابان هبط سهم " تويوتا " ثاني اكبر منتجي السيارات في العالم ب3.2 % الي 7540 ين . يشار الي ان اسواق امريكا الشمالية مثلت اكثر من ثلث ارباح الشركة في العام المالي 2006 . و تاثرت اسهم المصدرين اليابانيين سلبا ايضا بمواصلة الين ارتفاعه مقابل الدولار و ما ينتج عن ذلك من انخفاض القدرة التنافسية للصادرات اليابانية في السوق الامريكي حيث تصبح اغلي ثمنا و اقل جذبا للمستهلكين الي جانب تقلص قيمة المكاسب عند اعادة تحويلها الي العملة المحلية مرة اخري . و مني سوق هونج كونج باكبر معدل تراجع علي مستوي المنطقة حيث فقد 2.6 % من قيمته مع اقبال المستثمرين علي البيع وسط انخفاض شهيتهم للمخاطرة . و من حيث النقاط هبط مؤشر هانج سينج ب496.21 نقطة الي 18836.93 نقطة عند الاغلاق .