هل غابت شمس بيزنس "الجماعة المحظورة" حاليا.. و"الإخوان المسلمون" سابقا؟! فرض ذلك السؤال نفسه بقوة بعد تلك الضربة القوية التي تلقتها بالقبض علي 29 من كبار رجال الأعمال الذين ينتمون إلي هذه الجماعة والتحفظ علي أموالهم وما يتعلق بهذه الخطوة سواء من حيث أبعادها الاقتصادية والأمنية والسياسية. ناقش العالم اليوم "الاسبوعي" هذه القضية من مرصدها المحايد، حيث حاولت رصد حقيقة بيزنس الاخوان الذي قدره البعض بنحو 20 مليار جنيه وآخرون ب3 مليارات فقط.. لتبقي الحقيقة في خزائن الجماعة نفسها، كما رصدت في نفس الوقت حقيقة اتهامات رجال أعمالها بغسل الأموال.. والابعاد الأخري لهذه القضية سواء من جبهة الجماعة نفسها أو الخبراء المتخصصين في شئونها. اهتمت جماعة الاخوان المسلمين منذ شأتها "بالبزنس" وكان زعيمها حسن البنا يدعو الاعضاء إلي عدم التعلق بالوظيفة والاهتمام بالعمل الخاص وعمل أعضاؤها بالنصيحة إلا أنه تم في ديسمبرعام 1948 مصادرة أموال مؤسسات عديدة يمتلكها اعضاؤها منها شركة الاخوان للصحافة وشركة الاخوان للطباعة وشركة الاعلانات العربية وشركة المعاملات الاسلامية والشركة العربية للمناجم والمحاجر وشركة التوكيلات التجارية بالسويس ومزرعة العركي كما تم مصادرة ممتلكات أخري عام 1954. وأخيرا أيدت محكمة جنايات القاهرة قرار النائب العام بمنع 29 من رجال أعمال الجماعة من التصرف في أموالهم التي تم تقديرها بنحو نصف مليار جنيه ويأتي علي رأس هؤلاء خيري الشاطر النائب الثاني للمرشد العام للجماعة ويوسف ندا بسويسرا وحسن مالك وعبدالرحمن سعودي.. وغيرهم واتهامهم بغسل الأموال وتعتبر شركة التنمية العمرانية للاستثمار العقاري والتي يملكها عبدالرحمن سعودي من أكبر الشركات التي تدعم الاقتصاد وتستثمر 300 مليون جنيه ويعمل بها 3000 عامل وقد ساهمت هذه الشركة في بناء جامعات القاهرة وحلوان و6 أكتوبر وقد كشف مركز الاندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف عن تعاون الحكومة المصرية بوزاراتها المختلفة مع هذه الشركة حيث اسندت لها وزارة الصحة مهمة تشييد ملحق لمستشفي معهد ناصر للبحوث والعلاج كما اسندت لها وزارة الداخلية مهمة تشييد مشروع برج زغلول في الفترة الحالية. من ناحية أخري تبلغ استثمارات حسن مالك 250 مليون جنيه وهو يمتلك معارض للأثاث وشركة للغزل والنسيج ويساهم في عدة شركات مثل شركة الانوار للتجارة والتوكيلات ويعمل بمشروعاته حوالي 500 عامل ومعظمهم ممن ينتمون لجماعة الإخوان. المال.. والأرباح وفيما يلفت الدكتور حمدي عبدالعظيم الرئيس السابق لأكاديمية السادات أن السجلات والحسابات والتراخيص لا يدون بها الانتماءات الحزبية أو السياسية ولكن يمكن بسهولة التعرف علي الشركات المملوكة لرجال أعمال الاخوان من خلال اسماء الشركات التي ترفع الرايات الاسلامية أو من ودائع البنوك الاسلامية ويضيف عبدالعظيم أنه ثبت من خلال تحقيقات النيابة أن بزنس الاخوان يحقق سنويا أرباحاً تقدر بنحو 500 مليون جنيه كعائد يأتي من رأسمال يصل إلي حوالي 3 مليارات جنيه ويتم انفاق معظمها علي تمويل الانتخابات والانشطة الطلابية. وحول اتهام رجال أعمال الاخوان بتهمة غسل الأموال يوضح عبدالعظيم أنه من الصعوبة بمكان أن يتم توجيه هذه التهمة لهم بالذات لأن غسل الأموال يشترط أن يأتي من نشاط غير مشروع كالرشوة أو السرقة أو المخدرات إلا أن بزنس الاخوان يلتزم بتعاليم الشريعة الاسلامية وبالتالي فهم يتجهون إلي استثمار المخاطرة. علام.. والاخوان في البداية يؤكد اللواء/ فؤاد علام خبير شئون الاخوان المسلمين ونائب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة الاسبق أنه لا صحة لما يقال فإن قرارات الاعتقال قد جاءت قبل انعقاد انتخابات مجلس الشوري موضحا أنها تمت بعد أن تجمعت الأدلة وتوافرت أركان الجريمة ليتم اتخاذ الإجراءات اللازمة ضدهم ويري أن مثل هذا الادعاء ليس سوي محاولة لاصباغ الطابع السياسي علي قرار الاعتقال مشيرا إلي أن ال39 عضوا المقبوض عليهم لم يسبق لواحد منهم أن رشح نفسه في الانتخابات كما أنه من الناحية القانونية لا يحق لهم الترشيح لأن معظمهم قد سبق الحكم عليهم في قضايا سياسية.