يتصور البعض أن السفراء يقضون أوقاتهم في حفلات الاستقبال ومآدب العشاء والتشريفات والبروتوكولات والأبهة والفخفخة. وربما يكون هذا ما يفعله بعضهم، لكن معظمهم تكون فترة عملهم الدبلوماسي في الخارج بمثابة "أشغال شاقة"، وفرصته للمزيد من البحث والدراسة. وهذا هو واقع الحال بالنسبة للسفيرة الدكتورة ماجدة شاهين التي عكفت أثناء عملها كسفيرة لمصر لدي اليونان، وقبل أن تتولي في سبتمبر 2005 منصبها كمساعدة لوزير الخارجية للعلاقات الاقتصادية الدولية، عكفت علي تأليف كتاب مهم عن "منظمة التجارة العالمية: تقييم الاتفاقيات وتحديات التطبيق"، الذي صدر مؤخرا عن سلسلة كتاب الاهرام الاقتصادي. والكتاب - كما يقول الزميل عصام رفعت رئيس تحرير السلسلة - كتاب متميز يناقش قضية وإن كانت دولية فان انعكاساتها المحلية علي درجة كبيرة من الاهمية.. خاصة أن المؤلفة تعاملت مع الموضوع بصورة جعلت الكتاب "أشبه بموسوعة علمية في التجارة الدولية الحديثة". وقدم السفير منير زهران - محامي العالم الثالث في المحافل الدولية - إضاءة مهمة في تصديره للكتاب حيث استرجع مشاركة الدكتورة ماجدة شاهين كمندوبة مناوبة لوفد مصر الدائم لدي الاممالمتحدة والمنظمات الدولية الاخري، ومنها الجات التي ورثتها منظمة التجارة العالمية، وذلك خلال الفترة من 1992 إلي 1997 وهي الفترة التي كان يرأس فيها السفير منير زهران وفد مصر في جنيف. وهكذا شاركت مؤلفة هذا الكتاب في المرحلة الأخيرة من مفاوضات جولة أوروجواي، ثم وقعت اتفاقية انشاء منظمة التجارة العالمية والاتفاقيات المصاحبة لها. وهذه الاضاءة تجعل القارئ يتنبه إلي أن كتاب ماجدة شاهين جمع بين خلفيتها الأكاديمية وتجربتها العملية. ونتيجة لهذا المزيج المدهش يعتبر الكتاب - علي حد تعبير السفير منير زهران - عملا جادا بل ومرجعا مهما للمهتمين بالتجارة الخارجية علي المستويين العملي والأكاديمي، بما في ذلك الدارسون للعلاقات الاقتصادية الدولية والتنظيم الدولي. وهو بلا شك مرجع مهم يستحق قراءة متأنية حتي نتبين مواطئ أقدامنا في هذه الغابة العصرية المسماة بمنظمة التجارة العالمية.