أهل الوادي ليس لديهم مشكلة، لكن الوادي هو مشكلة مصر..! هكذا يؤكد اللواء أحمد مختار محافظ الوادي الجديد ومجموعة من أساتذة الجامعات والخبراء الاقتصاديون الذين يرون أن الاستثمار في منطقة الوادي الجديد التي تمثل 44% من مساحة مصر. أي نصف المساحة تقريبا بما يعادل 440098 كيلو متر مربع وبما يمثل 67% من الصحراء الغربية، يمكن أن يحل مشاكل مصر الاقتصادية حيث تتوافر جميع الامكانات الاستثمارية في جميع المجالات الزراعية والسياحية والتعدينية. لكن المشكلة كما يقول أهالي الوادي في جذب الاستثمارات لهذا الجزء الغالي من أرض مصر يكمن في التجاهل الاعلامي والحكومي للمنطقة وإهمال المرافق والتعليم والخدمات فلنا أن نتخيل أنه لا يوجد خط طيران يربط المنطقة بالعاصمة القاهرة ولا توجد جامعة مستقلة في المدن الجديدة، حتي الخدمة الفندقية لا تتجاوز فندق (3 نجوم). بداية يؤكد المهندس سعد نجاتي الخبير الزراعي وعضو مجلس الشعب عن الوادي الجديد أن المنطقة يتوافر لها الماء من الأبار بما يكفي لعقود طويلة قادمة، وهو ما يمكن استخدامه في الاستثمار الزراعي ويطالب بعمل اتفاقية دولية لتقسيم مياه الآثار تماما مثل اتفاقية تنظيم وتقسيم مياه النيل مشيرا إلي أنه خاطب وزير الري في هذا الصدد لأن كل دولة تأخذ من مياه الآخري لذلك نريد الحفاظ علي نصيب الاجيال القادمة في المياه الجوفية وترشيدها والحفاظ عليها مع ايجاد وسائل جديدة للحصول علي الماء وتوصيل المياه للمنطقة. ويوضح عبد العزيز خضر مفتش آثار منطقة الخارجة والبجاوات، أن المشاريع السياحية مازالت قليلة فمثلا لا يوجد كافتيريا مناسبة وفندق بجوار منطقة جبانات البجاوات التي يمكن جذب السياحة الدينية إليها عن طريق ابرازها اعلاميا وتشجيع المستثمرين لعمل مشاريع سياحية بجوارها لجذب مزيد من السياح. وهناك أماكن كثيرة أثرية غير مستغلة سياحيا مثل معبد "هيبس" الذي يقع علي بعد 2 كيلو متر شمال الخارجة وهو المعبد الوحيد الباقي من العصر الصاوي الفارسي وقد بني في العصر الفرعوني (الأسرة 26).. لكن أعمال الترميم لم تنته في المبعد ولم يتم الاتفاق من قبل هيئة الآثار لانقاذ المبعد من المياه الجوفية نتيجة الزراعة المحيطة بها، فبعد الاتفاق علي نقل المعبد والبدء في ذلك تم العدول عن هذه الخطوة ليتم عمل عازل أرض حول المعبد عن المياه الجوفية ولم يتم استغلال المعبد سياحيا حتي الآن. ويلتقط خيط الحديث الآثري فؤاد سعد فرح وهو أخصائي علاقات عامة بالمحافظة قائلا ان مصر تستطيع الاستفادة من المنطقة التي هي أمل مصر في الزراعة حيث يتم تمليك الأراضي للشباب بأسعار زهيدة جدا ومنحهم منازل وآبار تحفرها شركة "ريجوا) التابعة للقطاع العام. ولا أحد يصدق أن سعر الفذان يتراوح ما بين 55 إلف 100 جنيه للشباب ومع ذلك فالمنطقة في حاجة لتوصيل المياه من أسيوط كما تم في الغردقة التي تصلها المياه من محافظة قنا، كذلك ربط المنطقة بخطوط الطيران اذا لا توجد سوي رحلة اسبوعية مباشرة بين القاهرة والخارجة يوم الأحد من كل اسبوع تقلع صباحاً وتعود 4 مساء وهي طائرة تابعة لشركة وخدمات البترول. وعن استراتيجية التنمية بالمحافظة يقول خالد عز رئيس جهاز العلاقات العامة ان هناك برنامجا تنمويا في جميع القطاعات الزراعية والسياحية والصناعية حتي عام 2027 ففي الزراعة يبلغ اجمالي الأراضي الصالحة للزراعة في نطاق المحافظة للتوسع الزراعي الأفقي 5.3 مليون فدان المنزرع منها حاليا 138 ألف فدان وجار حاليا زراعة واستصلاح 7.18 ألف فدان في العوينات وسهل البركة والداخلة وباريس ويهدف التوسع الزراعي لاقامة مشروعات حيوانية واعادة هيكلة صناعة الدواجن وتوفير احتياجات السوق المحلي المصري من خلال استغلال الامكانيات المتاحة من المساحات الزراعية وكميات المياه والبنية الأساسية والمرافق والخدمات وبذلك يتم زراعة 80 ألف فدان لكمية مياه تقدر بنحو 600 مليون متر مكعب سنويا في مراكز الداخلة وشرق العوينات. وهناك محور آخر لربط محور التنمية بكل من مركزي الخارجة وباريس من خلال مساحة 134 ألف فدان تتوافر لها كميات مياه تقدر بنحو 250 مليون متر مكعب سنويا، بإجمالي عام 500 الف فدان بكميات مياه اجمالية 3165 مليون متر مكعب سنويا ومن المستهدف ان تصل المساحة المستصلحة والمزروعة في نهاية السنوات الخمس القادمة إلي 125 الف فدان بتكلفة 317.1 مليار جنيه وهناك عدة سبل للاستثمار الزراعي مثل زراعة وتصدير الزهور وشتلات الحفر وتوفير الميكنة الزراعية وصناعة الأسمدة وانشاء شبكات للري بالتنقيط. اما في الصناعة فهناك عدة محاور للصناعات الغذائية القائمة علي البلح والعسل والألبان والزيوت وايضا الصناعات التعدينية ومنها صناعات الأسمنت وهو ما تم في مصنع (أبو طرطور) ثم الزجاج والرخام والطوب والاعلاف والمبيدات الحشرية.