لم يستغل منها سوي‏170‏ ألفا فقط‏6,5‏ مليون فدان صالحةللزراعة بالوادي الجديد

تبلغ مساحة محافظة الوادي الجديد نحو‏458‏ ألف كيلو متر مربع بما يعادل‏40%‏ من المساحة الكلية لجمهورية مصر العربية وهذه المساحات الشاسعة زاخرة بالمعادن وصالحة للزراعة
ولكن هل يعقل أن تقتصر الزراعة حتي الآن في هذه المساحات الشاسعة علي‏170‏ ألف فدان فقط من مساحات قدرتها الدراسة الاستراتيجية التي نفذتها جامعة أسيوط عن الوادي الجديد حتي عام‏2027‏ أنها تصل الي‏6‏ ملايين و‏500‏ ألف فدان أراض صالحة للزراعة وتحتاج فقط الي المياه لزراعتها وكشفت الدراسة كذلك عن قدرة الخزان الجوفي الموجود تحت التربة علي زراعة‏500‏ ألف فدان في الوقت الحالي وهي ليست اجتهادات لكنها حقائق أكدها علماء وخبراء متخصصون للارتقاء بالمساحات الكبيرة للوادي الجديد وأستغلالها وزراعتها واستثمارها بما يعود بالخير علي مصر بأسرها‏.‏ وأقتصرت جهود المسئولين خلال الفترة الماضية التي بدأت مع الثمانينيات علي توطين الخريجين في الأراضي الصحراوية وتم تنفيذ تجارب في الفرافرة والداخلة والزيات وكان مصير الغالبية منها الفشل لأنها لم تدرس بالشكل اللازم حيث تم إعطاء الخريجين الأرض وتركهم مع الجبال والصحراء فمنهم من ترك الأرض وهرب من جفاء الصحراء ومنهم من باعها ومنهم من قام بتأجيرها والنهاية كما هو واضح الآن ثم توجه المسئولون الي الترويج للاستثمار الزراعي وكانت التجربة الوحيدة التي تبناها الرئيس مبارك بنفسه في شرق العوينات ونجاحها هي النموذج لهم لكي يقيموا مشروعات زراعية كبري بالمثل ودخل عدد من الشركات وأعداد كبيرة من المستثمرين منهم من نجح ولو بنسب بسيطة ومنهم من تقاعس ومنهم من لم يعمل شيئا وينتظره سحب الأراضي مرة أخري‏..‏ وأن كانت كل التوجهات والرؤي الحالية تشير الي فتح محاور جديدة للاستثمار الزراعي أعلنها محافظ الوادي الجديد السيد أحمد مختار بأنها ستبدأ باستصلاح نحو‏7‏ آلاف فدان أراض جديدة في الداخلة الجديدة وبلاط الجديدة والمنطقة الواقعة علي محور موط شرق العوينات وتم تفضيل تخصيصها لكبري شركات الاستثمار العاملة لنجاح الاستثمار الزراعي بها وتم الاتفاق مع هذه الشركات لاقامة صناعات تكاملية علي هذه المساحات وعدم خروج أي منتجات من موارد الوادي الجديد خام ولابد من تصنيعها داخل المحافظة للاستفادة الأكبر‏.‏
وأكد المحافظ أن هناك مخططات مدروسة يتم تنفيذها طبقا لسياسة زراعية جديدة للوادي الجديد لاستغلال هذا الكم الكبير من الموارد والمقومات تبدأ بتطبيق الري الحديث للخروج من قلة المياه الجوفية المتاحة ويمكن مضاعفة المساحات المزروعة وبكميات أوسع علاوة علي دخول أصناف لحاصلات زراعية غير تقليدية تحقق جدوي اقتصادية كبري للقائمين بالوادي الجديد خلاف تفعيل القوانين المنظمة بعدم زراعة الأرز وتم تحرير مخالفات وقضايا لمساحات تقدر بحوالي‏1000‏ فدان مزروعة بالأرز وإحالة أصحابها للنيابة العامة للتحقيق معهم باعتباره محصولا يحتاج الي كميات مياه ويمكن استغلال هذه الكميات في زراعات أخري غير تقليدية تعود بالنفع العام لسكان المنطقة‏.‏المهندس السيد عطية المدير العام للقطاع الزراعي بالوادي الجديد أشار الي أن هناك جهودا كبيرة تدور حاليا مع وزارتي الزراعة والري ووزارة التعاون الدولي لتوفير الاعتمادات المالية اللازمة لتطبيق الري الحديث بالوادي الجديد لأنه في الوقت الحالي القادر علي زيادة المساحات المزروعة والحفاظ علي الخزان الجوفي وسيلة الري الوحيدة لسكان الوادي الجديد ولا يختلف أحد في القول ان الوادي يمتلك مساحات كبيرة من الأراضي الصالحة للزراعة لكن ذلك مرتبط بكميات المياه المتاحة‏.‏