من كان يصدق أن يتوقف رئيس وزراء فلسطين خمس ساعات كاملة في رفح حتي ينطلق عليه سيل من الرصاص الفلسطيني وليس الاسرائيلي.. من كان يصدق ان يقف السيد هنية حائرا بين أبناء شعبه وهو يشاهد الرصاصات الطائشة تصيب ابنه وتقتل حارسه.. هذا ما أرادته اسرائيل من البداية عندما اجهضت انتفاضة الثمانينيات في أوسلو ومدريد وعندما قضت علي المقاومة في الجدار العازل وخارطة الطريق وعندما سخرت وجوها فلسطينية وعربية تنفذ مخططاتها وتحقق أهدافها.. إن حماس هي آخر قلاع المقاومة الفلسطينية وبعدها سوف يقبل الفلسطينيون أي شيء وكل شيء.. ولهذا تخلصت اسرائيل من أحمد ياسين والرنتيسي وتريد ان تتخلص من مشعل وهنية وكل من يقاوم في الارض المحتلة.. إن اسرائيل عدو واضح وصريح ولكن هناك اعداء آخرين أشد ضراوة من اسرائيل وللأسف انهم يقفون في مقدمة الصفوف التي تتحدث عن السلام وتتغني بحقوق الشعب الفلسطيني.. لقد كان واضحا من البداية ان اسرائيل ستحاول بكل الوسائل اسقاط تجربة حماس في السلطة ولهذا فعلت كل ما تريد ابتداء باعتقال الوزراء وانتهاء بمطاردة قيادات حماس.. وللأسف الشديد ان اسرائيل وجدت من يساعدها في ذلك من بين الفلسطينيين انفسهم ومن جبهات عربية كثيرة لا تريد بقاء حماس في السلطة.. ولكن ماذا تفعل اسرائيل وحكومة حماس اختيار شعب وقرار وطن.. وماذا ستفعل مع تأييد شعبي جارف اختار حماس بكامل حريته.. لقد خرج رئيس الوزراء الفلسطيني يجمع الاموال لشعبه الذي تحاصره قوي البغي.. ورفض العالم العربي ان يمد يد العون الي حكومة حماس ورفضت امريكا ان تتفاوض معها ووقف المسئولون في حماس امام مؤامرة دولية تقودها اسرائيل وتشارك فيها امريكا والدول الغربية وعدد من الدول العربية، إن القضية الاساسية ليست في شعارات حماس الاسلامية ولكن القضية هي المقاومة التي لا تريدها اسرائيل من احد سواء كان اسلاميا او غير اسلامي.. إن اسرائيل تريد صكوك استسلام وهوان لكل ما هو عربي ولهذا تحارب حماس وترفض بقاءها في السلطة حتي لا يبقي هناك صوت يطالب بحقوق الشعب الفلسطيني ولهذا وصلت اسرائيل الي هدفها الاساسي ان يحارب الفلسطينيون انفسهم.. وهذا يكفي لاجهاض كل شيء.