والخبير هنا هو كاي همريش رئيس المنظمة الدولية للترويج للاستثمار والمسئول عن ذلك المجال في السويد، والذي التقته العالم اليوم "الأسبوعي" في حوار حول التجربة الاستثمارية في مصر: كيف ينظر إليها.. وما نصائحه إلي القائمين عليها لتحقيق أهدافها في زيادة التدفقات الاستثمارية للسوق المصري؟ ويمكن تلخيص أبرز النقاط التي انتهي إليها الحوار في عدة عناوين مهمة يأتي في مقدمتها إشادته بالخطوات الواسعة لمصر في مجال الاستثمار.. إلا انه شدد في نفس الوقت علي ان الطريق مازال طويلا، كما عاب علي وسائل جذب الاستثمارات بأنها "محلية" علي حد تعبيره وقال: إن أي دولة مثل "الشركة" عليها ان تعمل ليل نهار لمواجهة المنافسة مع الدول الأخري لجذب الاستثمارات. ولم يفت "الأسبوعي" ان يتناول تجربة السويد حيث قدم عددا من النصائح تشمل إمكانية الاستفادة منها في وسائل علاج سلبيات الاستثمار وحل مشاكل المستثمرين.. وهكذا كان الحوار. * دعنا نبدأ بسؤال مهم خاصة مع اهتمام التقارير الدولية حول الاستثمار في العالم بالمناخ العام للدول وارتباطه بقدرتها علي جذب الاستثمار.. هل تري ان المناخ السياسي علي الترويج للاستثمار الأجنبي.. وكيف يمكن ان يحدث ذلك؟ ** يفضل المستثمرون في الغالب التعامل مع حكومة تعمل في إطار قواعد وقوانين ثابتة فيما يتعلق بالجمارك والضرائب وأيضا يكون لديها مناخ سياسي مستقر لكن هذا الاستقرار يتوقف علي القطاع الذي سيستهدفه المستثمر الأجنبي ويتحمل المستثمر عادة في قطاع التعدين والبترول مغامرة عالية لأن العائد المحقق له يكون كبيراً أما باقي القطاعات فيتوقف قرار المستثمر علي مدي طبيعة الاستقرار السياسي في الدولة. السياسة.. والاستثمار * في رأيك.. كيف تؤثر تغطية الإعلام الخارجي لحالة الحراك السياسي التي تشهدها مصر علي قرار المستثمر للمجيء إلي مصر؟ ** لا اعتقد ان المظاهرات التي تحدث داخل مصر يكون لها تأثير سلبي علي تفكير المستثمر أو قراره للاستثمار في مصر، لأنه في السنوات الأخيرة ظهرت الكثير من المشكلات والحروب داخل المنطقة ونجحت مصر في أن تتجنب هذه المشكلات وعدم الغوص فيها وأؤكد ان مصر بعيدة عن الضوء فيما يتعلق بمشكلات المنطقة. * يطرح البعض رؤي مفادها ان هناك غموضا في المستقبل السياسي لمصر.. هل تري ذلك.. وهل من الممكن ان يؤثر ذلك علي قرار المستثمر بالعمل في البلاد؟ ** لا اعتقد ان ذلك يمكن ان يؤثر علي المستثمر لأن المستثمر ينظر بطبيعة الحال لتاريخ الدولة والحالة الراهنة التي تعيشها، وهناك العديد من التغيرات تحدث داخل العالم كل يوم وليس بالضروري ان يكون لدي المستثمر تنبؤ واضح بمستقبل الدولة التي قرر ان يستثمر فيها.. وبالنسبة لمصر، فإن الرئيس مبارك نجح تماما خلال 25 عاما في ان يوجد نوعا من الاستقرار فيها طوال هذه الفترة. القرار الاستثماري * هل يمكنك في هذا الإطار تحديد الأولويات التي ينظر إليها المستثمر قبل اتخاذ قراره للاستثمار داخل أي دولة؟ ** عندما يأتي المستثمر للاستثمار داخل مصر علي سبيل المثال لا ينظر إليها فقط وإنما ينظر لها وسط عدة دول أخري ثم يبدأ في تقييم هذه الدول من حيث عدة اعتبارات منها الاستقرار السياسي وطبيعة القوانين الموجودة فيها مثل الجمارك والضرائب وغيرها، كما ينظر أيضا لمؤشرات الاقتصاد بصفة عامة، ويبدأ بعدها في وضع قائمة مختصرة للدول المفضلة.. ثم يختار واحدة من هذه القائمة بعد التعرف علي مزايا وعيوب كل منها، ومن الممكن ان تفوز دولة علي أخري لوجود هيئة ترويج قوية قادرة علي مخاطبة المستثمر ومساعدته عند ظهور أي مشكلة أو يكون ذلك قرارا شخصيا للمستثمر. التجربة السويدية * ومن وجهة نظرك ما الرسالة التي يجب ان توضحها مصر أو أي دولة عند الترويج للاستمثار بها في الخارج؟ ** لا توجد رسالة واحدة عامة ممكن تقديمها لمصر، ولكن من المهم ان تدرك جيدا القطاعات التي يمكن تسويقها والعمل علي جذب مستثمرين لها بعد دراسة هذه القطاعات والمميزات التي يمكن ان تقدمها للمستثمر فيها، ولا تنتظر مجيء المستثمر إليها وأعني بذلك ان تستهدف المستثمر للعمل في القطاعات التي ترغب في تنميتها. وعلي سبيل المثال، فإن السويد عندما أسست مكتبا للترويج عام 2002 بعد انضمام الصين لمنظمة التجارة العالمية وبحكم انها دولة متقدمة جدا في مجال تكنولوجيا المعلومات، فقد توجهت مباشرة لشركات الاتصالات وتم زيارتهم بصفة شخصية، وتم استهدافها مباشرة حيث تم توضيح المزايا الموجودة والمزايا لديهم، وما الذي ينقصها، وما أريد قوله من هذا المثال ان البداية كانت مع قيام مكتب الترويج بعمله علي أساس صحيح.