في حوار مع الدكتور سامح الترجمان

الرقيب يجب ألا يقف ضد الأدوات الجديدة وان يتخلي عن الجمود

التطورات التي حدثت في كل من البورصة وهيئة التمويل العقاري خلال الاعوام الماضية كان الدكتور سامح الترجمان شاهدا عليها، تولي الترجمان رئاسة البورصة منذ نهاية التسعينيات وحتي منتصف عام 2003 وشهدت فترة توليه رئاسة البورصة العديد من المواجهات مع الرأي العام واستجواب مجلس الشعب وكذلك مع الهيئة العامة لسوق المال.
ويحسب للترجمان بشهادة القائمين علي سوق المال انه بدأ عملية التحديث في انظمة البورصة وكوادرها، وبعد خروج الترجمان من رئاسة مجلس ادارة البورصة تولي رئاسة هيئة التمويل العقاري في مرحلة صعبة للغاية فالقطاع بدون معلومات وبدون عقارات مسجلة، وبدون تمويل وبدون هيكل تنظيمي واستمر الترجمان عاما واحدا عمل خلاله بجد وأثر الرحيل.
ويتولي الترجمان حاليا منصب رئيس مجلس ادارة شركة اوبليسك للوساطة، وعضوية بورصة دبي العالمية، ورئاسة شركة للتمويل العقاري اسستها شركة اوراسكوم للفنادق والتنمية، ويستعد لتأسيس شركة لادارة الاصول برأسمال 10 ملايين جنيه بمشاركة مجموعة "روبيكو" العالمية. وحول خبراته التي كونها كرئيس لهيئتي التمويل العقاري والبورصة والمواجهات التي خاضها.
اكد الدكتور سامح الترجمان ان اهم الخبرات هي كيفية ادارة المخاطر، ويجب عدم خداع الاسواق لانها ستكتشف الخطأ وتعاقب الجميع. ويجب عدم اتخاذ قرارات ادارية للتدخل في آليات الاسواق.
واكد ان تدخل الرقيب لمنع ادوات جديدة سيؤدي لانكماش السوق، وان الرقابة يجب ان تكون متفهمة وليست جامدة الفكر.. واشار الي ان مشكلة التمويل العقاري في مصر ان الملكية العقارية في مصر خفية.. والمعلومات غائبة عن القطاع وهناك مشاكل خاصة بالتسجيل ورسومه الباهظة وتعقيد الاجراءات واكد ان فرص نمو التمويل العقاري في مصر جيدة للغاية وفيما يلي نص الحوار.
* ما هي الخبرات التي استفدت منها كونك رئيسا سابقا للبورصة؟
- الخبرات التي كونتها كرئيس سابق للبورصة اولها الاهمية القصوي لفكرة التنظيم الدقيق لأي شركة لكي تنمو ولكي تكبر. وثانيا اهم شيء يتم ادارته كرئيس للبورصة هو ادارة المخاطر، وكيفية التعامل معها، وكيفية التنبؤ بها بالنسبة للمخاطر النظامية بالطبع، وكيف يمكن مواجهتها لتقليل حدوثها وثالثا من يريد ان يتعامل مع اسواق المال يجب ان يتفهم طبيعة هذه الاسواق بشكل جيد والا واجه صعوبات كبيرة في هذا المجال ورابعا ان الاسواق بصفة عامة لا تنخدع وبالتالي الصدق هو الافضل وبالتالي تحري الدقة في القواعد والتنظيمات مهم جدا لان الاسواق قادرة علي اكتشاف اي خطأ والاسواق تعاقب من يخدعها بشدة فالاسواق كائنات حية فعلا.
* هل عانيت خلال تلك الفترة من القرارات والتدخلات الادارية؟
- القرارات الادارية وتدخلاتها في الاسواق يجب ان تكون مدروسة وان نعرف تأثيرها علي السوق مستقبلا وان يعي التأثير علي السوق، واي قرار يأخذه مسئول يجب ان نعرف ايضا كيف نتعامل مع نتائجه، ويجب ان يكون واضحا ومحددا وهناك طريقة واضحة في اتخاذه.. واطالب بعدم وجود قرارات ادارية تحد من عمل آليات السوق.
* كان هناك الكثير من التصادم والخلافات بينك وبين رئيس هيئة سوق المال السابق، فهما حدود العلاقة بين الرقيب ورئيس البورصة؟
- الرقابة يجب ان يكون لها هدف واحد ومحدد وان التعاملات تتم بدقة وعدالة، وان تكون الصورة واضحة امام جميع المتعاملين في السوق، وليس من دور الرقابة ان تقضي علي ابداع الهندسة المالية، ومنع اي فكر جديد للاسواق، ولكن تنظيم هذا الفكر بشكل جيد، ودخول ادوات جديدة هو دور للسوق، والرقابة دورها كبير في ضبط السوق وحمايته وزيادة معدلات نموه. والرقابة المتفهمة تساعد علي نمو السوق اما الرقابة الجامدة تؤدي لانكماش الاسواق. فالرقيب يجب ان يكون صارما في تنفيذ القانون في ظل القواعد المحددة في السوق، ولكنه يجب الا يكون ضيق الافق.
* ما نشاطك في البورصة حاليا؟
- اسست شركة اوبليسك، هي شركة للوساطة بعد الاستحواذ علي شركة "الاخوة المتحدون" التي كانت متوقفة عن النشاط لفترة طويلة، والشركة تم تأسيسها بمشاركة مجموعة من المستثمرين المصريين والعرب، والشركة ستكون متواجدة ايضا في دول العالم العربي وتقيم فروعا في قطر ودبي والسعودية حسب الظروف ونمو االشركة.
نتقدم للهيئة العامة لسوق المال لتأسيس شركة اوبليسك لادارة الاصول مثل الصناديق وستدخل معنا شركة شريكة هي "روبيسكو" ومقرها في هولندا وهي من المؤسسات المالية الكبيرة في اوروبا والولايات المتحدة الامريكية وتدير استثمارات حول العالم قيمتها حوالي 160 مليار يورو.