انتهت المهلة التي منحها مجلس الامن لايران لوقف تخصيب اليورانيوم باعلان طهران عزمها الاستمرار في الاستفادة من التكنولوجيا النووية بما في ذلك تخصيب اليورانيوم مما يعتبر تحديا واضحا وسافرا للولايات المتحدةالامريكية. وكانت الولاياتالمتحدة قد فتحت ما يعرف بالملف النووي الايراني وجندت معها دول الاتحاد الاوربي في محاولة لم تتوقف لوقف البرنامج النووي الايراني الطموح الذي يستهدف الاستفادة من الطاقة النووية للاغراض السلمية علي حد زعم طهران والذي تزعم واشنطن انه برنامج سينتهي حتما الي صناعة سلاح نووي يزيد تعقيد الامور في منطقة الشرق الاوسط. بصرف النظر عن الجدل الذي يدور بين المؤيدين لحق ايران في امتلاك التكنولوجيا النووية والاخرين الذي يعتبرون ايران نظاما غير مسئول يساعد الارهاب ويشجعه ويخشون من تسرب التكنولوجيا النووية او السلاح النووي الي ايدي ارهابيين عن طريق ايران بصرف النظر عن هذا النوع من الجدل فان حسم هذا النزاع بات امرا صعبا نظرا للفشل الذي منيت به السياسة الامريكية في الشرق الاوسط وغيره ونجاحها في تقديم نموذج سيئ لكل امر تدخلت فيه وهيمنت علي ادارة الصراع فيه. ولعل المثال الواضح علي فشل السياسات الامريكية هو ما يحدث في افغانستان وفي العراق وفي فلسطين وتحول هذه المناطق الي مفرخة للغاضبين واليائسين والبؤساء فلم تتحقق الديمقراطية ولا الرخاء والا الاستقرار وباتت تلك المجتمعات نهبا للعصابات لمسلحة من ناحية او خاضعة للتعنت الاستعماري من قوات الاحتلال الاجنبي. وهذه العوامل تشجع ايران علي المضي في تحديها للولايات المتحدة ورفض الاستجابة للضغوط الدبلوماسية مما يثير حفيظة المحافظين في حكومة واشنطن والذين يبدو انه سيجن جنونهم نتيجة تحالف ايران مع كل من يكرهون امريكا في العالم وشروع الرئيس الايراني في التحدي العلني للادارة الامريكية بما في ذلك من ايحاءات متنوعة باذلال السياسة الامريكية التي خضع لها اخرون عنوة ويتطلعون الي انتقام ايراني من عجرفة السياسة الامريكية. ولكن السؤال المهم هو الي اين تقود تلك المواجهة الدبلوماسية والكلامية بين طهرانوواشنطن وهل يمكن ان تجد حلا دبلوماسيا. والواضح انه لا يلوح في الافق اي حل دبلوماسي يرضي واشنطن وانها ستظل محاصرة في مربع محدود من جانب النظام الايراني الذي بالغ في تحديه باطلاق تجارب صاروخية واجراء مناورات عسكرية استعراضية في الوقت الذي تواجه فيه السياسة الامريكية نكسات متوالية .. فلماذا اذن يتصور البعض ان ايران يمكن ان تقدم تنازلات؟ وللحديث بقية