[email protected] الحديث عن الواقع المؤلم لتجاهل استخدام تكنولوجيا المعلومات في تطوير الخدمات الصحية في المؤسسات العلاجية والمستشفيات سواء التابعة لوزارة الصحة أم القطاع الخاص يمتلئ بكثير من المآسي التي ربما تؤدي إلي فقدان حياة إنسان أو التسبب في حالة عجز مزمنة لإنسان آخر وهو أمر بات غير مقبول علي ضوء ما تجريه الحكومة من استقطاع لجميع أوجه الدعم ورفع الأسعار بحجة سعيها إلي تطوير وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية المقدمة للمواطن! وفي الحقيقة لا أعلم تحديدا ما هو حجم الإهدار من المال العام الذي يمكن عن طريق استخدام تكنولوجيا المعلومات توفيره في مجال الخدمات الصحية علي الرغم من تأكيد بعض الخبراء أنه يتجاوز 3 مليارات جنيه سنويا فهل يمكن أن نتخيل حجم هذا المبلغ وما يمكن أن نستفيد به في إقامة المراكز والوحدات العلاجية والمستشفيات لخدمة الآلاف من المرضي الذين لا يجدون من يمد لهم يد العون. ومؤخرا اضطررت إلي الذهاب إلي أحد المراكز الطبية الخاصة والمتخصصة في مجال إجراء الإشاعات علي المخ والأعصاب لإجراء فحص لعصب شبكية العين لابنتي وبالمناسبة هناك ندرة كبيرة في مثل هذه المراكز علي مستوي الجمهورية ككل ففي القاهرة مثلا هناك مركزان فقط أحدهما حكومي تابع لمستشفي قصر العيني، المهم دخلت ابنتي التي لم يتجاوز عمرها 6 شهور لحجرة الأشعة وظلت بها أكثر من ساعة ونصف علي حين أن الأشعة لا تستغرق أكثر من 25 دقيقة وبعد كل ذلك خرجت الطبيبة لتعلن أن جهاز الكمبيوتر تعطل فجأة ورغم مرارة الألم الذي تجرعتها مع العديد من المرضي الذين كانوا في حالة انتظار انصرفنا من المركز والجميع يصب غضبه علي الكمبيوتر والتكنولوجيا! وبعد عدة أيام تم تحديد موعد آخر واتصلت بالمركز الطبي للتأكد من صلاحية الكمبيوتر للعمل بكفاءة وتكرر نفس الموقف ولكن مع حالة طفل آخر ساقته الأقدار ليكون قبلنا في الدور الأمر الذي زاد من حدة غضب الجميع علي التكنولوجيا والقائمين عليها وبالاستفسار عن سبب هذا العطل المتكرر للكمبيوتر بدت الإجابة ساذجة تماما فجهاز الأشعة يعمل من خلال جهاز كمبيوتر تتم برمجته بواسطة مهندس يعمل في شركة للصيانة ولا يوجد بالمركز الطبي موظف فني قادر علي التعامل مع برمجة هذا الجهاز حتي الطبيبة نفسها التي تقوم بإجراء الأشعة فهي مجرد مستخدم فقط! أتصور أن حالة الخوف من التعامل مع التكنولوجيا لم تعد مقصورة فقط علي فئة محددة من المستخدمين بل هي السمة الغالبة لجميع المستخدمين وهذا أمر يبدو مستغربا من أفراد ومؤسسات طبية تقدم خدماتها للجمهور عبر استخدام التكنولوجيا الحديثة بتكاليف باهظة الثمن فما المانع أن يتم اشتراط الاستعانة بعمالة فنية مؤهلة تكنولوجيا تتواجد بصورة دائمة في جميع المراكز الطبية ولاسيما الخاصة؟ كذلك لماذا لا تقوم وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع وزارة الصحة ونقابة الأطباء بتنظيم دورات تدريبية في مجال تكنولوجيا المعلومات للأطباء بما يمكنهم من الحصول علي الحد الأدني المطلوب للتعامل مع الأجهزة التكنولوجية بصورة احترافية وينعكس بصورة ايجابية علي تحسين مستوي الخدمات الطبية للمرضي. للحديث بقية...