[email protected] بات افتقار غالبية المراكز الطبية والمستشفيات إلي الحد الأدني من استخدام تكنولوجيا المعلومات سواء في مجال بناء قواعد بيانات للمرضي ومتابعة حالتهم الصحية أو في مجال إدارة موارد المستشفي ومخزون الأدوية والمعدات الطبية الوجه الأخر الذي يترجم في إهدار كبير في تلك الموارد العلاجية ذات التكلفة الباهظة علاوة علي عدم وجود اي خطوط ربط بالمستشفيات بشبكة الانترنت لتدريب الأطباء أو الاستفادة من الأبحاث الطبية الحديثة. والسؤال الذي يطرح نفسه كيف يمكن تطوير الخدمات الصحية عبر التكنولوجيا؟ والإجابة تعتمد بدرجة كبيرة علي ما يمكن أن توفره التكنولوجيا من إمكانية بناء قاعدة بيانات لكل مريض تتضمن جميع البيانات الخاصة بهذا المريض وحالته الصحية بشكل دقيق بداية من فصيلة الدم ونوعية الأدوية التي يتناولها حتي العمليات الجراحية التي أجراها طوال حياته الأمر الذي يساهم بدرجة كبير في عملية تشخيص ما يمكن أن يتعرض له هذا الإنسان في المستقبل من متاعب صحية بمجرد الرجوع الي الملف الصحي الإلكتروني الخاصة به. ولنا أن نتصور مدي أهمية توافر مثل هذه المعلومات عبر بطاقة الكارت الذكي في حالة تعرض اي منا لحادث عارض والتي يلعب عنصر الوقت دورا مهما في إنقاذ حياة إنسان خاصة إذا كان فاقد الوعي ولا يستطيع التحدث بمجرد إدخال الكود الخاص بالمريض يظهر ملف كامل بحالته الصحية العامة يتم الاعتماد عليه في تقديم العلاج المناسب. كما أن بناء قاعدة بيانات صحية إلكترونية سيكون بمثابة خطوة أولية للتخطيط لاحتياجاتنا المستقبلية من المستشفيات والوحدات العلاجية المتخصصة من خلال حصر دقيق لأصحاب الأمراض المزمنة ومعرفة مدي تفاقم أو انحصار مرض ما علاوة علي الدور المهم لهذه القاعدة من البيانات في مجال مكافحة الأمراض والأوبئة وخاصة الأمراض المتعلقة بالأطفال. نعلم أن بناء قاعدة البيانات الصحية أمر يصعب أن تقوم به وزارة الصحة بمفردها إلا انه من الممكن أن تطلق الوزارة موقعا لها علي الإنترنت يكون به استمارة إلكترونية معدة بشكل مسبق ليقوم المواطن بمليء هذه الاستمارة وتحديثها عبر الإنترنت وبمرور الوقت وزيادة وعي المواطن سوف يكون قاعدة بيانات ضخمة خاصة إذا قمنا بإدخال بيانات المرضي المسجلين بالتأمين الصحي وكان هناك إلزام من جانب المدارس بعمل قاعدة بيانات إلكترونية صحية لكل طالب. نأمل كذلك في ظل إعادة الهيكلة والتوسع الحالي في شبكة التأمين الصحي لجميع أفراد المجتمع وبعد بناء قاعدة البيانات الصحية أن يتم إتاحتها عبر شبكة متخصصة متصلة بجميع المستشفيات والوحدات العلاجية سواء العامة والخاصة بما يساعد هذه الوحدات علي تحسين وتطوير مستوي خدماتها الصحية للمواطن.