نتمني ونرجو ان ينتهي العنف في العراق ويعود الامن للشعب العراقي الذي يدفع يوميا ثمنا باهظا لفقدان الامن وانتشار المسلحين الذين يقتلون العشرات في تفجير السيارات والعمليات الانتحارية. واصبح لفظ "المسلحين" لفظا غامضا لانعرف بالضبط ماذا يقصد به من اخترعوا هذا اللفظ ..فهل يقصدون افراد المقاومة العراقية التي ترفض الوجود الاجنبي وتسعي الي جعل اقامته غير مستقرة.. فلماذا اذن يقتلون العراقيين في المقاهي والمطاعم وعلي محطات الحافلات. وهل يقصدون بهم افراد الميلشيات الطائفية التي تدبر عمليات انتقامية اواستفزازية بين العرب السنة والعرب الشيعة من اهل العراق وعشائره، وهؤلاء أليسوا عراقيين وهل غاب عنهم انهم يقتلون انفسهم بأيديهم في نهاية الامر وانهم يدورون في حلقة مفرغة لا يستفيد منها سوي اعداء العراق. وهل يقصدون بالمسلحين "الارهابيين" الذين اتخذوا من القتل وسيلة لاثبات عدم قدرة السلطات الحاكمة ..وتتخذ من هذه الوسيلة اي القتل طريقا لابتزاز الناس والسلطات للوصول الي اهداف محدودة. والملاحظ ان استخدام لفظ "المسلحين" يجعل المسألة غير محددة، ويجعل تحليل الاحداث منقوصا.. في البداية اي عند بدء عملية غزو العراق وبعد اسقاط النظام السابق قيل ان "المسلحين" اجانب اي غير عراقيين ويقودهم شخص اردني الجنسية اسمه "الزرقاوي"، ودارت الانباء في معظمها لوقت طويل حول مطاردة المقاتلين الاجانب ، بقيادة الزرقاوي ثم انتقل التعبير من المقاتلين الاجانب الي "المسلحين" بعد أن تبين ان الوقت طال لدرجة لا يمكن معها ان نقبل بوجود عدد كبير جدا الي هذا الحد من المقاتلين الاجانب في العراق اي المقاتلين القادمين من الدول المجاورة بقصد قتال امريكا في العراق. وبعد مصرع الزرقاوي في غارة امريكية تجري الان محاولة لتلخيص كل العنف وعمليات المقاومة والارهاب وقتال المسلحين ايا كانت الاسماء، في مسئولية الزرقاوي عن كل ما حدث.. والايهام بأن اختفاء الزرقاوي يبشر باختفاء العنف. ونحن نتمني ان يختفي العنف من العراق او يتقلص بحيث لا يصبح سمة الحياة اليومية، ونتمني فعلا ان يكون اختفاء الزرقاوي إيذانا بزوال دولة الارهاب في العراق، ولكن ليس الامر بهذه البساطة.. وتصويره بهذه البساطة يدل علي انه تسطيح زائد وايهام بغير الحقيقة او يدل علي ان اللغز "اقصد لغز الزرقاوي" له حل اخر غير المطروح علينا منذ بداية الازمة وحتي الان.. فلا يمكن تصور ان الزرقاوي كشخص هو مفتاح باب الارهاب في العراق وبسقوطه ينتهي الارهاب هكذا ببساطة. ويؤكد ان في الامر شيئا مجهولا حتي الان وهو ما ذهب اليه مسئول عراقي بقوله ان الزرقاوي كان يخطط لاشعال حرب بين امريكا والعراق، فهل يعني ذلك ان اختفاء الزرقاوي ابطل فتيل الازمة وان العلاقات بين امريكا والعراق ستصبح سمنا علي عسل؟ محمود التهامي