لايزال حصاد الرءوس نشطا في العراق، ولم تفلح بعد حتي الان الخطط الامنية ولا السياسية في وقف نزيف الدم الذي يطال عشرات ومئات العراقيين يوميا بلا هوادة في عمليات تفجير انتحارية وسيارات مفخخة وعبوات ناسفة. ومن كثرة احداث القتل الجماعي بالسيارات والاشخاص المفخخين لم تعد الاخبار تثير الانفعالات كما كان الامر من عدة اشهر، ومعني ذلك ان اعمال القتل بدأت تفقد بريقها واهميتها لدي الرأي العام العالمي والاقليمي الذي بدأ يعتادها وكأنها مسألة طبيعية. ولم تمنع اعمال القتل العراقيين من استمرار حياتهم اليومية فهم يرتادون الاماكن التي تحدث فيها التفجيرات، يذهبون الي الاسواق ويتطوعون في الجيش والشرطة، وحتي الجامعات لم تسلم من الاعمال الانتحارية لقتل طلبة العلم والثقافة. ومعني استمرار الحياة العادية في العراق مع تصاعد عمليات القتل ان الارهابيين الذين يقتلون الشعب العراقي بدأوا يخسرون الارض التي يقفون عليها، وعدم مبالاة الشعب العراقي بأعمال القتل الوحشية التي يقوم بها ارهابيون ايا كانت انتماءاتهم يعني بداية هزيمة محققة لهؤلاء الارهابيين. الخطط الامنية والسياسية لاتنجح عادة الا بمعاونة صادقة ومتحدية للمخاطر من افراد الشعب، والارهابيون الذين يقتلون الناس في المساجد والاسواق والجامعات ومراكز التطوع وغيرها يخسرون رغم ما يسببونه من خسائر بشرية.. فهم في النهاية اي الارهابيون لا تنشق عنهم الارض ثم تعود فتبلعهم بعد اداء اعمالهم القذرة، ولكنهم يعيشون وينتشرون بين الناس في العراق.. اي انهم يلتمسون الحماية من الناس، وحين يتخلي الناس عنهم فلن يستطيعوا الاستمرار. وحتي تكتمل صورة الرفض الشعبي للارهاب في العراق يجب ان تتجه حكومته الي التعامل مع قضية العراق وشعبه دون نظرة طائفية حتي تقطع الطريق الي تسلسل الارهابيين من بين مفاصل الشعب العراقي بطوائفه واعراقه. الحكومة الطائفية لن تستطيع انهاء الحرب، وقيادة العراق نحو شكل من اشكال التقسيم الطائفي للناس وللشعب ستؤدي الي كارثة، ومع ذلك فهناك امل لايزال باقيا بسبب صمود الشعب في وجه الاعمال الارهابية وعدم مقاطعة الحياة العامة بسبب التفجيرات، ولو استطاع الشعب وحكومته تجاوز التقسيم الي شيعة وسنة بصورة ما واقتنع قادة الطرفين بعدم جدوي التقسيم الطائفي او سيطرة طائفة علي اخري فسينجو العراق.