نيابة الأموال العامة تبدأ تحقيقاتها حول التلاعب في السوق

رغم أن التراجع الكبير الذي تشهده البورصة حالياً مرتبط بانخفاض الأسواق الأخري الناشئة والعالمية إلا ان حالات التهدئة التي يقودها المسئولون في السوق لم تفلح في الدعم ووقف نزيف الخسائر.
علمت "العالم اليوم" أن الاتهامات المتواصلة بوجود تلاعبات في السوق دفعت نيابة الأموال العامة إلي البدء في إجراء تحقيقات حول الشائعات التي يرددها المتعاملون في السوق.
بعيداً عما يقال عن تلاعبات دفعت السوق للتراجع أكد عدد من العاملين ان هناك عدة عوامل دفعت السوق للتراجع بقوة منها الاوضاع السياسية الداخلية والعوامل الخارجية مشيرين إلي ان التعامل السيئ للمسئولين مع الأزمة وأسبابها عمق الانخفاضات.
أكد محمد ماهر العضو المنتدب بشركة برايم سيكيورتيز وعضو مجلس إدارة البورصة ان انخفاض البورصة حاليا انعكاس للتراجع التي تشهده جميع أسواق العالم المتقدمة والناشئة متوقعا ان يتحسن أداء السوق مع عودة الأموال التي خرجت منه الفترة الأخيرة.
حول وجود تلاعبات في السوق أوضح انه لا يوجد أي دليل علي وجود تلاعبات في السوق فلا يمكن ان ننسب أي انخفاض في البورصة إلي وجود تلاعبات خاصة والأسواق المتقدمة تنخفض بقوة حاليا مثل السوق الروسي والياباني فهل الانخفاضات سببها وجود تلاعبات في هذه الأسوق.
أكد المهندس هاني توفيق خبير اسواق المال ان هناك عدة عوامل وراء انخفاض البورصة موضحاً ان اجتماع هذه العوامل معا من سوء حظ البورصة وأهمها الانخفاضات التي تشهدها أسواق المال في العالم اجمع سواء الناشئة أو المتقدمة وهناك عمليات تصحيح قوية في مختلف الأسواق منها السوق المصري.
أضاف ان السوق يعاني الكثير من المشاكل التي تضافرت علي الصعيد السياسي وتعاملت معها الحكومة بصورة سلبية منها ازمة القضاة والصحفيين كذلك ما تتم مناقشته في مجلس الشعب من اتهامات للبعض بالتلاعب بالأسواق ثم يتم غلق الباب فيها دون تحقيق مؤكدا ان هذا كله يؤثر سلبيا علي المجهودات المبذولة لجذب الاستثمارات إلي مصر.
أشار إلي ان جميع الاتهامات التي تتم مناقشتها في مجلس الشعب والصحف تعد بلاغات للنائب العام لابد من التحقيق فيها والإعلان عن نتائج التحقيقات بشفافية.. أما ما يحدث الآن فهو تعامل ساذج مع الأمور.
اوضح ان هناك سبباً آخر للتراجع وعدم استخدام الشركات لحق إعادة شراء اسهمها في صورة اسهم خزينة رغم انخفاض الاسعار بقوة فيما يعد مؤشرا لعدم ثقة الشركات في اسهمها تعادل كيف يمكن ان نعيد الثقة للمستثمر في هذه الأسهم؟!
بالنسبة للمستثمر الصغير أكد توفيق ان هيئة سوق المال والبورصة لابد ان تحمي المستثمر الصغير في السوق لأنه لا يملك الوعي الكافي للتعامل في السوق ولابد ان نحميه بتأهيله للتعامل في السوق أو تأهيل شركات السمسرة التي يتعامل معها.. أما ما حدث فهو السماح بتكويد عدد كبير من صغار المتعاملين الذين استغلتهم شركات السمسرة لتحقيق مكاسب من تعاملاتهم واصبحوا السبب الرئيسي في تعميق الهبوط الذي يشهده السوق حالياً.