نيابة الأموال العامة بدأت التحقيق في اتهامات التلاعب

210 مليارات جنيه خسائر البورصة منذ بداية فبراير

كتب محمد النجار ومحمد الضبعان وشواق محمد:
بدأت نيابة الأموال العامة التحقيق في الانخفاضات الحادة التي تشهدها البورصة والاتهامات الموجهة لبعض الشركات بتعمد دفع السوق للتراجع.
وأشار الدكتور عصام خليفة العضو المنتدب لشركة "الأهلي" لإدارة الصناديق إلي أن نيابة الأموال العامة استفسرت منه وسألته عن الاتهامات التي وجهها بوجود بعض التلاعبات في إطار تحقيقات موسعة تجريها مؤخرا.
وزادت البورصة من حدة تراجعها أمس لتصل خسائر مؤشر السوق الرئيسي CASE30 إلي 4.86% وأغلق مسجلا 4658.21 نقطة لتصل خسائر السوق منذ بدء موجة التصحيح في فبراير الماضي وحتي الآن إلي أكثر من 210 مليارات جنيه.
وتضاعف الاقبال علي البيع خاصة من قبل المتعاملين الافراد المصريين والعرب تخوفا فيما يبدومن موجات هبوط اضافية تعصف بكل ما تبقي من أموالهم اضافة إلي أحد التحليلات القوية التي تشير إلي توجه بيعي منظم من بعض المتعاملين الكبار للوصول بأسعار الاسهم إلي أدني نقطة ممكنة للأسعار والانطلاق منها لاحقا إلي أعلي.
وفي محاولة منها لإنقاذ الوضع المتردي تدخلت المؤسسات المصرية بقوة لدعم السوق واستحوذت علي 56.5% من إجمالي النشاط في اتجاه شرائي واضح إلا أنها فشلت في تحقيق الهدف من وراء ذلك أمام الاقبال الشره من الافراد المصريين والعرب علي البيع وبلغ صافي مبيعات المصريين 33.3 مليون جنيه وصافي مبيعات العرب 26.08 مليون جنيه بينما سجلت تعاملات الأجانب صافي مشتريات 59.3 مليون جنيه لاقتناص الصفقات علي بعض الاسهم التي وصلت لمستويات جيدة للشراء.
بلغت إجمالي التعاملات 621.06 مليون جنيه خلال تداول 23.07 ألف ورقة واستحوذت المجموعة المالية هيرمس القابضة علي أكثر من 33.3% من إجمالي النشاط بقيمة تعاملات بلغت 207 ملايين جنيه تقريبا خلال تداول 8.7 مليون ورقة غالبيتها مبيعات ليتراجع السهم خلال 11.4% إلي 23.69 جنيه مما يعكس التأثير. الاساسي والقوي لهذا السهم علي أداء المؤشرات والسعر
كما تضاعفت انخفاضات أسهم الغزل والنسيج في تعاملات الامس لتساهم بقدر كبير في الاتجاه الهبوطي وفقد سهم النيل لحليج الاقطان 9.9% ليصل إلي 4.08 جنيه خلال تداول 1.06 مليون ورقة وخسر سهم العربية للحليج 8.9% إلي 7.13 جنيه بتداول 1.8 مليون ورقة وهبط سهم العز لحديد التسليح 10.7% إلي 38.74 جنيه.
وأكد السيد الهنداوي المحلل المالي أن ما حدث في السوق بدأ حينما قامت شركة "التجاري الدولي" بإخراج عملائها عند أعلي مستوي سعري مما دفع السوق للتراجع ثم حدثت انهيارات البورصات العربية ليتدافع المستثمرون العرب بالبيع وحدثت موجة انخفاضات لم يستطع أحد التحكم فيها بعد خروج سيولة كبيرة من السوق بدون بدائل لسيولة محلية تحل محلها.
وواصل صغار المستثمرين اتهاماتهم لكبار شركات السمسرة بالتلاعب بالسوق، وطالبوا بتدخل كبار المسئولين واتخاذ قرارات تحد من موجة التراجع بينما أكد الخبراء أن هناك ضغطا متعمدا علي أسعار بعض الاسهم النشطة في السوق خاصة تلك التي تحظي باقبال قوي من جانب المستثمرين الأفراد والصغار مدللين علي ذلك بقولهم "إن أسعار بعض الاسهم وصلت إلي مستويات منخفضة لم تسجلها من قبل ورغم ذلك فهناك موجات بيع عنيفة يتم تنفيذها عليها مما يعني أن البائع يحقق خسائر كبيرة ورغم ذلك فهو مستمر في عملية البيع.
ووصف الخبراء عمليات البيع التي قد يقوم بها بعض صغار المستثمرين بأنها حماقة استثمارية تتسبب في مزيد من الهبوط ناصحين أياهم بالتوقف عن البيع حتي يتمكن السوق من استعادة عافيته.
وأشاروا إلي أن السق يعاني بشدة من نقص السيولة بدليل قيمة التعاملات الهزيلة حاليا خاصة وأن هناك حوالي 20 مليار جنيه خرجت من السوق مؤخرا عن طريق تحويلات الاجانب وزخم الاكتتابات ولم تحل محلها سيولة بديلة أو من مستثمرين أجانب.
ومن جهة أخري من المتوقع أن تؤثر الانخفاضات الحادة في أسعار الاسهم علي الاقتصاد المصري في مختلف قطاعاته حيث سيؤدي الخروج المستمر للأجانب بالدولار إلي الضغط علي الجنيه المصري مع اتجاه أسعار الفائدة الأمريكية للارتفاع.