بعد الدعم الذي اكتسبته أسعار البترول العالمية نتيجة استمرار قوة الطلب الصيني علي الطاقة، تأرجحت أسعار البترول العالمية عند مستوياتها المرتفعة قرب 72 دولار للبرميل في نايمكس وسط توقعات بان تثبت اوبك إنتاجها عند مستوياته القصوي وهو ما يبرئ اوبك من سلسلة الارتفاعات القوية التي شهدتها أسعار الخام خلال الأشهر الأخيرة. ففي آسيا ومع بداية التعاملات امس تراجع سعر عقود البترول الخام الامريكي الخفيف لشهر يوليو في التعاملات الالكترونية لنايمكس عبر نظام اكسيس ثمانية سنتات الي 71.95 دولار للبرميل. وذلك بعد أن سجل امس الأول 72.03 دولار للبرميل مدعوما بصعود الطلب علي البترول من الصين ثاني اكبر مستهلك للطاقة في العالم. وفي بورصة البترول الدولية بلندن أغلق خام القياس الاوروبي مزيج برنت امس الاول مرتفعا 46 سنتا الي 71.05 دولار. وأغلق البنزين لعقود يونيو في نايمكس مرتفعا 1.31 سنت الي 2.1499 دولار للجالون بعد ان سجل اثناء الجلسة مستوي أكثر ارتفاعا بلغ 2.19 دولار. وأظهرت بيانات رسمية أن الطلب الصيني علي البترول قفز بنسبة 10.8% في ابريل مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي مسجلا أقوي زيادة منذ 2004 بعد أن شجعت زيادة بعد أسعار الوقود التي تحددها الحكومة مصافي التكرير علي زيادة الإمدادات الي السوق المحلي. واستهلكت الصين وهي ثاني أكبر مستهلكي البترول في العالم 6.69 مليون برميل يوميا الشهر الماضي رغم هبوط في واردات الخام. ولقيت السوق أيضا دعما من المخاوف بشأن النزاع النووي بين ايران والغرب علي الرغم من أن طهران العضو في منظمة اوبك اطلقت اشارات تصريحات مفادها أنها مستعدة للحوار مع القوي الأوروبية والولايات المتحدة. وأبدي وزراء أوبك قلقهم من تأثير أسعار البترول المرتفعة علي الطلب علي الوقود علي المدي الطويل ولكنهم أضافوا أنهم لا يملكون شيئا يذكر للسيطرة علي سوق البترول العالمية. وقبل اجتماعها اليوم الخميس لا تزال المنظمة عاجزة عن احتواء الأسعار التي ترتفع بشكل حاد دفع الخام بمقدار 40 دولارا الي اكثر من 70 دولارا في غضون ثلاثة اعوام. وتوقع وزراء ان تبقي اوبك حصص الانتاج دون تغيير وان تواصل الضخ قرب اقصي طاقة لديها وهي السياسة التي تنتهجها منذ يوليو تموز الماضي. وأعرب وزير البترول القطري عبد الله العطية عن قلق المنظمة ازاء الاسعار المرتفعة جدا مضيفا ان العديد من العوامل السياسية والجغرافية تؤثر علي السعر حتي أن أوبك أصبحت تقوم بدور المتفرج. ويخشي عدد كبير من أعضاء أوبك أن يؤدي استمرار الاسعار المرتفعة لفترة طويلة لتراجع الطلب علي صادرات المنظمة ويزيد الاستثمارات في طاقة بديلة.وقال ادموند داوكورو رئيس اوبك "لا نريد ان تضطرهم الاسعار للاستثمار في البدائل نظرا لان تكنولوجيا هذه البدائل لم تصل بعد لمرحلة النضج ومن ثم ستؤدي لتحويل استثمارات بعيدا عن البترول." وتشير البيانات التي صدرت في الاونة الاخيرة الي أن الاسعار بدأت تغير سلوك المستهلك في الغرب وتقلص معدل نمو الطلب ويدلل علي ذلك تقليص وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب علي البترول هذ العام مرتين في الاونة الاخيرة. وربما يعرض تراجع الاقتصاد العالمي الطلب علي بترول اوبك لضربة اشد. ومن المتوقع ان يقل معدل النمو العالمي عن خمسة بالمئة بفارق طفيف هذا العام مما يعني تصديه للمخاوف بشان اسعار البترول علي نحو افضل كثيرا مما كان يرجوه معظم اعضاء اوبك. ومن المعتقد علي نطاق واسع الان ان نمو الطلب الذي تقوده الصين والنقص العالمي في طاقة التكرير المتطورة اللازمة لانتاج انواع وقود لاغراض النقل اكثر حفاظا علي البيئة هما العاملان الاساسيان وراء ارتفاع الاسعار