تحقيق - راضي عبد الباري: في الوقت الذي واصلت فيه أسعار المشغولات الذهبية ارتفاعها في السوق العالمي والسوق المحلي إلي مستويات قياسية لن تصلها منذ أكثر من نصف قرن حيث توقفت حركة البيع والشراء في أغلب محلات الذهب واحجم العديد من الأسر المصرية عن شراء الذهب في الوقت الحالي وقاموا بتأجيل حفلات الزواج الخاصة بهم لحين انخفاض أسعار الذهب مرة أخري وسيطرت حالة الركود علي جميع المحلات وقام بعض أصحابها باغلاقها في بعض الفترات بسبب انخفاض الاقبال من قبل الأفراد. يأتي هذا في ظل تأكيد عدد من تجار المشغولات الذهبية علي ان ارتفاع أسعار الذهب ليس في صالحهم بل تسبب في خفض المبيعات الخاصة بهم وتراجعها بشكل كبير بسبب احجام العديد من الأفراد عن الشراء في الوقت الحالي. يقول هاني مراد عضو رابطة الذهب ان اسعار الذهب وصلت الي اسعار فلكية لم تصلها منذ سنوات مشيرا الي ان هذا الارتفاع ليس في صالح التجار خاصة ان المبيعات الخاصة بهم تأثرت بشكل كبير بالاضافة الي ان الركود يسيطر علي السوق في الوقت الحالي واغلب المحلات تبحث عن زبائن. ويضيف انه ليس صحيحا ان التجار اكبر المستفيدين من هذا الارتفاع مؤكدا ان التاجر الذي يرغب في تصفية نشاطه هو الذي سوف يستفيد لان قيمة الذهب الموجود لديه ارتفعت أما التاجر المستمر في نشاطه فلا توجد اية استفادة تعود عليه من عملية الارتفاع بل علي العكس المبيعات الخاصة به تأثرت بشكل كبير ويؤكد مراد ان غالبية التجار في حالة ترقب حتي تستقر الاسعار خاصة ان سعر الذهب يتغير أكثر من مرة في اليوم الواحد مشيرا الي ان حالة الركود التي تسيطر علي سوق المشغولات الذهبية دفعت العديد من التجار الي البحث عن وسائل بديلة لتصريف الذهب الموجود لديهم مؤكدا ان بعض التجار يقومون في الوقت الحالي بتصدير جزء من الذهب الموجود لديهم الي الاسواق الخارجية خاصة وان اسعار الذهب في الخارج أعلي من مصر. ويضيف مراد ان غالبية الافراد احجموا عن شراء الذهب في الوقت الحالي وذلك علي أمل تراجعه في الفترة القادمة واذا كان هذا ما أكده هاني مراد فان المؤشرات تؤكد ان اسعار المشغولات الذهبية سوف تواصل ارتفاعها خلال الفترة القادمة حيث سجلت اسعار الذهب نهاية الأسبوع الماضي ارقاما قياسية لم تصلها من قبل حيث وصل سعر الجنيه الذهب في السوق المحلي 800 جنيه وبلغ ذهب عيار 21 حوالي 107 جنيهات ومن المرجح ان تستمر عمليات الارتفاع خاصة ان الذهب في السوق المحلي يرتبط بشكل كبير بالاسعار المتداولة في السوق الخارجي. حيث اكد رفيق عباس رئيس الشعبة العامة للمشغولات الذهبية باتحاد الصناعات ان اسعار الذهب في السوق المحلي مرتبطة بالسوق العالمي مؤكدا ان الذهب في الأسواق العالمية سوف يواصل ارتفاعه وبالتالي سوف ينعكس ذلك علي السوق المصري مشيرا الي ان الارتفاع الحالي للذهب اصاب سوق المشغولات الذهبية بحالة من الركود واغلب المحلات تراجعت المبيعات الخاصة بها بشكل كبير. ويضيف ان غالبية الافراد يعتقدون ان الذهب سوف يتراجع مرة أخري وهذا ليس صحيحا خاصة علي المدي القريب فمن الممكن ان يتراجع ولكن لن يبلغ اسعاره السابقة مشيرا الي ان غالبية الافراد يؤجلون في الوقت الحالي شراء الذهب حتي يعاود انخفاضه. ويتوقع عباس ان يستمر ارتفاع الذهب مادامت الاوضاع السياسية غير مستقرة وبالتالي سيواجه ذلك ارتفاعا في السوق المحلي والذي سوف يتسبب في زيادة الركود. ويتفق مع الرأي السابق عماد حسن صاحب احد محلات الذهب وعضو رابطة الذهب ويقول ان ارتفاع أسعار الذهب الي الحدود الحالية تسبب في زيادة الركود متوقعا ان تشهد الفترة القادمة تراجعا في الشراء وسوف يستمر ذلك لعدة شهور حتي يعتاد الناس علي هذه الأسعار ويعودوا لشراء الذهب مرة أخري. ويضيف ان امتناع الناس عن شراء الذهب سوف يتسبب في توقف نشاط العديد من المحلات التي لا تجد أي زبائن حاليا لشراء الذهب الموجود لديها. وبالنسبة للاجراءات التي سوف يتخذها التجار لمقابلة هذه الارتفاعات والتصدي لحالة الركود يؤكد حسني ان التجار واصحاب المحلات سوف يقومون بانتاج اشكال جديدة وباوزان أقل وبأسعار تتناسب مع جميع الأفراد وجميع المستويات. ويضيف ان اسعار المشغولات الذهبية سبق وان حققت نفس نسب الارتفاع منذ ما يقرب من 50 عاما وتأثرت الأسواق العالمية وقتها بهذا الارتفاع ولكن السوق المصري لم يتأثر لان سعر الدولار وقتها كان اقل من سعره الحالي بكثير. ويؤكد حسن ان غالبية التجار في الوقت الحالي بدأوا في فتح قنوات اتصال مع التجار الموجودين في الدول العربية لبيع الكميات الموجودة لديهم والفائض عن احتياجاتهم. أما جوزيف ملاك -احد تجار الذهب- فيؤكد أن جميع تجار الذهب توقفت مبيعاتهم فلا يوجد اقبال نهائي علي الشراء سواء من الطبقات العليا او من محدودي الدخل مشيرا إلي أن غالبية الافراد يرفضون الشراء في الوقت الحالي وبعض الاسر لا تط