بدأت واشنطن تحس بأن الجبهة الأمريكية تتصدع بعد تأميم بوليفيا حقول الغاز. ومعروف أن هذه الدولة تعتبر ثاني مصدر للغاز في أمريكا الجنوبية. وموقف بوليفيا يجيء بعد سنوات طويلة من شيوعية كاسترو في كوبا وبعد وصول شافيز إلي السلطة في فنزويلا وموقفه العدائي بصفة عامة والبترولي بصفة خاصة من واشنطن. وفي شيلي واورجواي يوجد حكام يساريون كما أن حكام البرازيل إلي حد ما يساريون. وستجري بيرو والمكسيك واكوادور انتخابات قريبة لايعرف أحد ما ستسفر عنه لصالح واشنطن أو ضد مصالحها. والاستثمارات العالمية في بوليفيا في حقول الغاز بلغت 5.2 مليار دولار أكثر من بليون دولار منها من البرازيل وحدها التي تستورد نصف ما تحتاج إليه من الغاز من بوليفيا. وقد تم تأميم الغاز في بوليفيا بعد اسبوع من لقاء زعيمها مع كل من فيدل كاسترو وشافيز رئيس فنزويلا في كوبا، مما يدل علي نفوذ الزعيمين المعاديين لأمريكا بالنسبة لبوليفيا. وهذا يدل علي بداية تكتل اقليمي بترولي وسياسي في أمريكا اللاتينية ضد واشنطن. وكان تأميم الغاز في بوليفيا صدمة لواشنطن وللبرازيل ايضا التي تعرف أنه إذا قطعت بوليفيا الغاز عنها فإن ذلك يعني كارثة. وفي الوقت ذاته بدأ أصدقاء أمريكا في أمريكا الجنوبية مثل كولومبيا وبيرو يهاجمون بوليفيا وينتقدون قيامها بالتأميم، وقد حذرت اسبانيا بوليفيا قبل التأميم من اتخاذ هذه الخطوات ولكن شافيز وكاسترو كانا من أكثر المتحمسين لهذه الخطوة التي تمثل ضغطا قويا علي البرازيل وإن كان اقتصاديا حتي الاَن إلا أنه قد يتحول إلي ضغط سياسي ايضا. ومعروف أن المكسيك قد أممت بترولها ولكن ذلك تم عام 1938.. الاَن تعود موجة التأميم إلي دول أخري في أمريكا اللاتينية مما جعل واشنطن تحس بأن موجة العداء والسياسة الاشتراكية تتجه ضدها وفي قواعدها الخلفية وفي منظمة الدول الأمريكية! محسن محمد