كلما حلت ذكري 25 ابريل 1982 وهو اليوم الذي استردت فيه مصر بالكامل شبه جزيرة سيناء محررة من الاحتلال الاسرائيلي، تذكرت التضحيات الكبيرة الغالية التي قدمها شعب مصر علي مر التاريخ في كفاح لم ينقطع لحماية استقلال بلادنا الوطني والدفاع عن ارضها وحريتها. واعجب كثيرا من اولئك الذين يفكرون في مصر بطريقة مختلفة كأن تكون جزءا من امبراطورية كبري تفقد هويتها وخصوصيتها واستقلالها سواء أكانت تلك الامبراطورية "الحلم" عربية او اسلامية او شرق اوسطية او ضع لها الاسم الذي تريد. نعرف بلادنا ونتعرف عليها باحساسنا انها وطن ام ونعتز بحدودها التي تضم ارضا لا يمكن المساومة عليها بأي شيء في هذه الدنيا.. علي تلك الحدود وفي طريقها سالت الدماء وارتوت الارض بأرواح الشهداء الذين يراقبون ما نفعل حتي تقوم الساعة. انهم يراقبون المتساهلين في أي حبة رمل او المفرطين في قدسية الوطن وحرمة اراضيه وكيانه السياسي، كل هذا هو مصر بالنسبة لنا سواء أكان من يسكنها مصريا مسلما، أو مصريا قبطيا، أو مصريا يعبد الله كما يشاء.. اننا جميعا مصريون نحمي بعضنا بعضا، ونخشي علي مصالحنا ونحترم جيرتنا، ونتعاطف ونتكاتف ونتكافل لا فرق بين مصري وآخر بسبب دينه أو لونه أو عرقه، جاء من الجنوب او الشرق او الشمال او الغرب، المهم انه يحمل الهوية المصرية، وهذه خصوصية الشعب المصري التي يحاول البعض ان يعتدي عليه بطرح افكار تغرق المصريين لحساب اي شيء آخر لينتهي المطاف بهم الي شقاق وتناحر وقسمة للوطن الذي ظل طول عمره ينعم بالوحدة في ظل اقسي انواع الاستعمار والاحتلال الاجنبي. يقول المؤرخون ان كل من مروا بمصر عبر التاريخ من الامم الاخري تأثروا بشعب مصر وتأثر بهم في بعض النواحي ولكن شعب مصر ظل راسخا ليستعيد قوته ومجده بعد ان يذهب الطغاة. وربما لهذا السبب بقي المسلمون في مصر بعد الفتح الاسلامي ولم يحاولوا ان يغيروا من طبيعتها بل اندمجوا فيها واصبحوا مصريين يعيشون جنبا الي جنب مع غير المسلمين دون تفرقة او تمييز.. فقط في بعض عصور الضعف والانحطاط تظهر بعض الدعاوي العنصرية او الطائفية ولكن الثقافة المصرية الاصيلة وموروثها الثقافي العميق يتغلب في النهاية ليطرد محاولات الفتنة ويقتلها في مهدها وتبقي مصر حرة مستقلة موحدة متكافلة مصرية بكل معاني هذه الكلمة.