تجددت المخاوف مرة أخري لدي شركات الطيران بعد التهديدات الأمريكية باحتمال توجيه أي ضربات عسكرية لإيران، وعادت الأزمة النووية الإيرانية والنزاعات والتوتر في العراق والشرق الأوسط بالأذهان إلي التهديدات الأمريكية قبيل الحرب علي العراق. لكن شركات الطيران بدت وكأنها استفادت من الأزمة السابقة لحروب الخليج والعراق ولجأت شركات الطيران لعمليات مضادة للحروب مثل توصيل مواد الإغاثة والاحتياجات الأساسية للمتضررين بالمناطق المنكوبة في العالم ورعاية الشباب واللاعبين واللاعبات، فلم يقتصر دور شركات الطيران علي نقل الركاب والمسافرين وامتد نشاط شركات الطيران ليشمل العديد من الأنشطة في جميع المجالات، فهناك مساهمات مباشرة وجهود فاعلة في إنقاذ وإعادة تأهيل سكان المناطق المنكوبة التي تأثرت بالزلزال في باكستان وبعض المناطق المتفرقة بالعالم. وقامت عدة شركات للطيران منها شركات أجنبية وأخري عربية مثل "طيران الخليج" التي قامت بشحن اَلاف الأغطية والملابس والأدوية لنقلها عبر شبكة خطوط في 44 مدينة في 30 دولة بشتي قارات العالم وإلي مدن بيشاور ولاهور وإسلام أباد وكراتشي وتم بالفعل شحن 50 طنا من مواد الإغاثة. وتجد عدة شركات طيران عالمية تعرضت لأزمة ركود في حركة الطيران من قبل وسائل جديدة لتنشيط حركتها بالجوائز والتنشيط الدعائي، بل وأحيانا تخفيضات لمشتركي الكروت الذهبية وبعض بطاقات الائتمان. وكما يقول جيمس هوجن الرئيس التنفيذي لشركة "طيران الخليج" إن الحاجة إلي التعاون فيما بين شركات الطيران تبرز حاليا أكثر من أي وقت مضي لتشجيع حركة الطيران العالمي ووكالات الطيران علي تجاوز الأزمات السابقة وأن تتنوع أنشطة شركات الطيران حتي تسهم في تنمية الاقتصاد العالمي.. ومازالت شركات الطيران تحمل قيما اقليمية واقتصادية مثل تعريف قيمة العلامة التجارية والخدمة في إطار بيئة عالمية معاصرة. وتشير الاحصاءات إلي أن شركات الطيران حققت أرباحا ملحوظة بعد تجاوز أزمة الركود وعزوف الركاب في السنوات الثلاث السابقة بسبب تكرار حوادث الطيران والتوتر في الشرق الأوسط والحروب حيث زادت حركة الطيران بنسبة 40% عن فترة الركود، كما زادت خطوط الطيران الجديدة بنسبة 20% وزادت الشركات من أساطيلها الجوية بنحو 21% تقريبا إذ يبلغ متوسط أسطول الشركات نحو 34 طائرة ولعل أبرز الشركات التي طورت من نفسها شركة طيران "اَسيا الباسفيك" CAPA وحققت الشركات الخليجية تميزا عن الشركات الغربية حيث حصلت علي جوائز "تحول شركات الطيران" وجوائز الجائزة البلاتينية وسكايتر إكس والامتياز لأفضل شركات الطيران في الشرق الأوسط وأفضل شركات الطيران المحسنة وأفضل طعام ومراجعة درجات الأعمال. ومع كل هذه المحاولات مازالت شركات الطيران تطمح إلي رفع مستوي عائدات وتحسين أحوال موظفيها في الرواتب بعد تسريحها لاَلاف العمال إبان حرب العراق كما حدث في شركات "إيرلاينز" و"دلتا إيرلاينز" و"يو اس إيرلاينز" الأمريكية و"ريان إير" و"إيزي جيت" وكلها شركات استطاعت الخروج من كبوتها مرة أخري والطيران والتحليق من جديد برغم الخسائر.