كولن باول يستبعد اندلاع حرب في المنطقة وكونداليزا لا تستبعد العمل العسكري

إشارات أمريكية متناقضة تجاه مستقبل التعامل مع الملف النووي الإيراني

رسالة الكويت - مصطفي عبدالسلام:
ظهرت أمس اشارات متباينة من قبل الولايات المتحدة الامريكية تجاه مستقبل التعامل مع الملف النووي الايراني ، ففيما لم تستبعد كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية احتمال توجيه عمل عسكري ضد ايران وتأكيد مسئول امريكي رفيع المستوي اخر علي وجود توقعات بتوجيه ضربة عسكرية وقائية تستهدف المنشآت النووية الايرانية ،اكد في المقابل الجنرال كولن باول وزير الخارجية الامريكية الاسبق إنه يتوقع الا توجه الولايات المتحدة الامريكية ضربة عسكرية الي ايران.
وكان باول قد التقي مساء امس الاول عددا من كبار المسئولين ورجال الاعمال الكويتيين وذلك خلال الندوة السنوية التي نظمها بنك الكويت الوطني وعقدت تحت عنوان "الفرص والأزمات في الشرق الأوسط".
وحرص باول خلال اللقاء علي التأكيد علي انه رغم انه لا يمثل الحكومة الأمريكية لكنه يعتقد انه ليس هناك نزاع عسكري قادم او محتمل مع ايران إذ لا توجد بوادر لذلك، وقال ان الولايات المتحدة لا تبحث عن مزيد من التحديات تضاف الي تحدياتها الحالية في العراق وافغانستان وحاليا باكستان، وقال انه لا يوجد سيناريو منطقي لضربة كهذه، كما انه لا يوجد تأييد شعبي أمريكي لنشوب نزاع بين الولايات المتحدة وايران وذلك خوفا من ان تعزل امريكا نفسها عن العالم، كما لا نري منفعة في هذا النزاع علي ارض دولة اسلامية. خاصة وان الولايات المتحدة مستمرة في محاربة الارهاب وتحتاج لمساندة هذه الدول.. وأكد وزير الخارجية الامريكية الاسبق عدم وجود سيناريوهات سياسية وعسكرية لخوض حرب ضد ايران، مشددا علي عدم وجود خطوات ملموسة علي هذا الصعيد. وأعرب باول عن امله في أن يقاوم الشعب الأمريكي القيادات الامريكية التي تغذي خطابات الحرب والنزاع لافتا النظر الي ان بعض القادة العسكريين يؤيدون الضربة العسكرية لايران.
وأكد باول ان الضربة لن تأتي بالنفع لا علي أمريكا ولا علي شعوب المنطقة كافة، وعلي الشعب الأمريكي أن يضع حدا لهذه التصريحات الصادرة عن المسئولين الامريكيين في هذا الشان، مشدداً علي أن تكون الإدانة لإيران عالمية وليست أمريكية فقط بسبب مضيها قدماً في مشروعها النووي من دون الانصياع إلي المجتمع الدولي.
وعلي الرغم من أن وزير الخارجية الامريكية الاسبق لفت خلال ندوة بنك الكويت الوطني إلي أهمية ارتفاع أسعار النفط كي تستفيد منها البلدان الخليجية في تطوير مواردها البشرية، فإنه اعتبر أن مقولة سلاح النفط الذي يمكن استخدامه ضد الغرب غير واقعية وأقول لمن يفكر في استخدام النفط كسلاح إن النفط يدر أرباحا لأننا نشتريه نحن.. كونوا شكورين واحمدوا الله علي الفرص الممنوحة لكم، انظروا إلي إيران المعزولة، ولذلك عليكم أن تحرصوا علي الاستثمار في التربية والتعليم والنظم الديموقراطية والحوار والانفتاح والموقع والمكانة التي تحظون بها بفضل مواردكم النفطية ومساعداتكم للبلدان الفقيرة.
ويعتبر باول واحدا من ابرز الشخصيات السياسية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية حيث قاد بصفته وزيرا للخارجية بين العامين 2001 و2005 الدبلوماسية الأمريكية في زمن تحديات جديدة وأحيانا كثيرة غير مسبوقة الي جانب خبراته العسكرية والحربية التي تزيد علي 35 عاما.. ومن جانبها لم تستبعد وزيرة الخارجية الامريكية امس احتمال توجيه عمل عسكري ضد ايران، لكنها قالت ان الحل الدبلوماسي الدولي لازمة ملف ايران النووي يظل ممكنا.. وجاء تعليق رايس ردا علي ما اوردته صحيفة بريطانية من ان وزارة الدفاع الامريكية تعد خطة لشن غارات جوية مدمرة علي المنشآت الايرانية النووية، ونقلها عن مسئول عسكري امريكي قوله ان استراتيجية توجيه مثل تلك الضربة ازدادت الحاجة اليها خلال الاشهر الاخيرة.. وقالت رايس ان الرئيس الامريكي جورج بوش لم يتخل عن اي خيار مطروح امامه في اشارة الي العمل العسكري لكنها اضافت ان هناك حلا دبلوماسيا للمواجهة مع ايران وبامكان مجلس الامن القومي الامريكي القيام بالعديد من الخطوات للمساعدة في فرض الاتفاقيات التي ابرمتها الوكالة الدولية لطاقة الذرية مع ايران. وردا علي تهديد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بخروج ايران من المعاهدة الدولية لعدم الانتشار النووي قالت رايس ان مثل هذا العمل سيؤدي الي تعميق عزلة ايران.