بعد حوالي أسبوعين من تشغيل تاكسي العاصمة والذي انطلق في شوارع القاهرة في منتصف مارس الحالي نستطيع القول ان التجربة جديدة وتعكس تطورا جديدا في وسائل النقل خاصة بعد المشكلات العديدة الناتجة عن ركوب التاكسي العادي. مندوبة "الاسبوعي" ركبت تاكسي العاصمة من ميدان طلعت حرب بوسط القاهرة حتي شارع عباس العقاد بمدينة نصر ولمست الفرق بين التاكسي القديم والجديد. في البداية اكتشفت ان خدمة استدعاء تاكسي العاصمة بالتليفون لا تعمل فلا يوجد في دليل التليفونات ما يعرف بارقام التاكسيات الجديدة رغم الاعلان عن أنه من صميم تلك الخدمة هو الاستدعاء بالتليفون لمكان العميل، كما أن الشركات التي تعمل في المشروع لم تعلن عن أرقام تليفوناتها. وبدأت أبحث في "الشوارع" عن تاكسي العاصمة من الدقي حتي التحرير الي ان وصلت الي ميدان طلعت حرب فوجدت تاكسي اصفر حديثا موديل هذا العام فركبته ووجدته مكيفا من الداخل وصالونه مريحا وبه معطر للجو، ويوجد بجوار السائق علي "التابلوه" ماكينة تحصيل الكتروني للسداد سواء بالبطاقات الذكية أو الممغنطة "فيزا أو ماستر كارد" بالاضافة الي عداد "ديجيتال". بمجرد ركوبي سجل العداد ثلاثة جنيهات ونصف واستمر العداد في العمل حتي وصلت الي شارع عباس العقاد بمدينة نصر وطلبت من السائق الدخول في شوارع جانبية لأصل الي منزلي فرحب بشدة. وطوال الطريق تحدثت مع السائق عن المشكلات التي يصادفها او المواقف التي تقابله. فقال: هناك من يوقفني ويحاول تعطيلي كي يتفرج علي التاكسي من الداخل، كما أن بعض سائقي الأجرة "القديمة" يتشاجرون معي كي لا اقف في أماكن التجمعات حتي لا اقطع ارزاقهم كما يدعون. وعندما وصلت الي منزلي اخرج لي السائق من العداد الالكتروني فاتورة مطبوعة قيمتها 16 جنيها، فدفعتها بنفس راضية لانني رأيت انها مقابل فعلي للخدمة التي قدمت الي. وفي اليوم الثاني حاولت ركوب تاكسي أجرة قديم كي اشعر بالفرق ومن نفس المكان وبعد عدة محاولات لتوقيف تاكسي للوصول الي مدينة نصر وشارع عباس العقاد وبعد أن سمعت اجابة واحدة تقليدية وهي "ليس طريقي" ركبت عربة تاكسي قديمة ليست مكيفة بالطبع وغير مريحة واوصلتني الي نفس المكان بعد ان تذمر السائق من طلبي له الدخول يمينا ويسارا لاصل الي منزلي.. وقد طلب مني 15 جنيها بالتمام والكمال.. اي ان الفرق بين تاكسي العاصمة والاجرة القديمة.. جنيه واحد. المرحلة الأولي ومن باب الفضول "الصحفي" سألت المهندس كمال ابراهيم نائب رئيس هيئة النقل والمدير التنفيذي لمشروع تاكسي العاصمة عن تقييمه للتجربة فقال: ان المشروع بدأ المرحلة الأولي في القاهرة الكبري وفي محافظات القاهرة، الجيزة، القليوبية بعدد 150 سيارة. ويعمل المشروع علي تطبيق المرحلة الثانية خلال 6 أشهر بحيث تطرح 450 سيارة بعد ثلاثة أشهر ويطبق خدمة النداء الآلي، ثم تطرح 900 سيارة بعد 3 أشهر أخري لتصل الطاقة الاجمالية في نهاية المرحلة الي 1500 سيارة في نهاية العام. وأوضح انه تم اختيار السيارات بموديلات حديثة "موديل 2006" وسيتم تجديدها كل خمس سنوات مع تجديد العقد مع الشركة وتعمل في كل محافظة شركتان اي ستضاف علي الفاتورة. أما عن مواقف تاكسي العاصمة فأوضح ابراهيم انه تم تجهيز 40 موقفا منها 20 في القاهرة والباقي موزع في الجيزةوالقليوبية ويجري الآن تجهيز مواقف أخري لافتتاحها مع بدء المرحلة الثانية والثالثة. أما بالنسبة لمراقبة التزام السائقين بالتعليمات فقال كمال إبراهيم إنه تم انشاء جهاز رقابة وتم تحديد جزاءات في العقود الموقعة مع الشركات وتشمل جزاءات مالية واستبعاد السائقين اذا تكررت أي مخالفات. أما عن الاقبال فيري المدير التنفيذي للمشروع ان الاقبال كبير حيث تتلقي المحافظة العديد من المكالمات التليفونية للاستعلام عن الخدمة الجديدة كما ان تكلفة تلك الخدمة مناسبة لشرائح معينة تحتاج هذه الخدمة وتقبل عليها ومن يريد اسعارا اقل فالسيارات الأجرة القديمة منتشرة في جميع انحاء الجمهورية موضحا أن المشروع عمل خصيصا لخدمة السياح العرب والأجانب وفئات معينة تقبل علي تلك الخدمة. أما عن انتشار تلك الخدمة في باقي محافظات مصر فلم يتم دراستها بعد وكل محافظة لها حق تقرير ذلك وقد بدأت محافظة الاسكندرية تطبيق تلك الخدمة. إقبال ملائم وعن مدي الاقبال يقول المهندس حسين عبد المنعم رئيس مجلس ادارة شركة "كايرو كاب" ان الاقبال ملائم حتي الآن حيث يعمل التاكسي ثلث الوقت المحدد للوردية تقريبا. ويري أن الاقبال سيزيد عندما تبدأ خدمة النداء الآلي كما ان الاقبال لن يظهر خلال المراحل الأولي لأننا لن نستطيع ان نتقارن 150 سيارة تعمل بنظام تاكسي العاصمة حاليا بحوالي 80 الف تاكسي علي مستوي الجمهورية بالنظام القديمة. أما عن نظام مراقبة التاكسي فيقول عبد المنعم ان هناك جهازا يعمل عند فتح باب العربة بعد 10 أمتار من سير العربة ويقوم بتشغيل العداد حتي لو لم يشغل السائق العداد. وطريقة اختيار السائقين فيقول محمد محمود المدير التنفيذي بشركة اتستند احدي الشركات العاملة في تاكسي العاصمة انه يجب ان يكون السائقون حاصلين علي مؤهل لا يقل عن المتوسط ولدي الشركة 40% من العاملين مؤهلات عليا بالاضافة الي الالمام باللغة الانجليزية ولا يزيد السن علي 45 عاما ولا يقل عن 35 سنة وهناك من يراقب هؤلاء السائقين في الشوارع حتي يبدأ العمل بخدمة النداء الآلي التي ستوضح كفاءة العمل. وعن مرتبات العاملين يقول محمود ان هناك نسبة معينة لعمل كل دورية وهي 550 جنيها فاذا زاد عمل السائق عنها يأخذها واذا قل نحاول ان يقوم السائق حتي يصل الي الرقم المطلوب.