بعد مرور أكثر من شهرين من انطلاق مشروع تاكسي العاصمة، يمكن القول ان التجربة عكست قدرة وسائل النقل الخاصة في تطوير وسيلة نقل حضارية للركاب المصريين ورجال الأعمال والسياح الأجانب والعرب إلا أنه مازالت هناك بعض المعوقات والمشكلات التي تسعي محافظة القاهرة حاليا لايجاد حلول لها قبل انطلاق المرحلة الثانية للمشروع. و"الأسبوعي" كشفت عدم التزام مسئولي المشروع ببنود العقد الذي تم توقيعه مع الشركات.. بل وتقييم التجربة خلال الشهرين الماضيين. بداية تؤكد ريم فوزي رئيس مجلس ادارة احدي الشركات المشاركة بالمشروع مخالفة محافظة القاهرة لشروط العقد حيث لم تلتزم بانشاء مواقف لتاكسي العاصمة أمام ميناء القاهرة الجوي والذي يمثل البوابة الرئيسية لدخول "القاهرة" ومحطة السكة الحديد بميدان رمسيس والفنادق الكبري والمولات التجارية مما أدي إلي نشوب خلافات بصفة مستمرة مع سائقي التاكسي القديم علاوة علي قيام رجال المرور بسحب رخصة القيادة لسائقي تاكسي العاصمة. وتشير ريم فوزي إلي تأخر دخول خدمة استدعاء التاكسي باللاسلكي من قبل محافظة القاهرة وشركة الاتصالات مما أدي إلي تعاقد الشركة مع احدي الشركات المحمول "فودافون" علي عدد من الخطوط بتكلفة اجمالية بلغت 25 ألف جنيه والتي يمكن للعميل ان يتصل بأحد الأرقام بالتليفون الأرضي أو المحمول لاستدعاء التاكسي الأمر الذي ساهم في اقبالا كبيرا علي المشروع وكشفت عن أن البنوك الوطنية لديها الاستعداد حاليا لتمويل المشروع ب45 مليون جنيه ولكن بسعر فائدة مرتفع. وأشارت إلي أن طاقة المشروع حاليا 25 سيارة بكل شركة وسيتم قريبا تطبيق المرحلة الثانية للمشروع ليصل عدد السيارات إلي 100 سيارة عن كل شركة. وأضاف ريم فوزي أن 70% من عملاء تاكسي العاصمة من السيدات و10% أجانب و20% من الشباب مما يوضح نجاح المشروع وخاصة أن فترة الصيف سوف تشهد اقبالا كبيرا علي التاكسي والذي عكس قدرة القطاع الخاص علي تطوير أهم مشروعات النقل. وأشارت إلي أن السيارة الواحدة تستقبل من 30 إلي 40 عميلاً خلال الوردية الواحدة وسوف تتم إعادة دراسة جدوي قبل انطلاق المرحلة الثانية والثالثة لتحقيق أرباح جديدة. وأشارت إلي قيام شركات التأمين بأنواعها بتحرير بوليصة تأمين علي السائق والعميل والسيارة ب6% من قيمتها. تاكسي الثغر في السياق نفسه طالب ناجي يس العضو المنتدب لاحدي الشركات بزيادة تعريفة الكيلو متر من جنيه إلي جنيه ونصف وساعة الانتظار من 5 جنيهات إلي 10 جنيهات أسوة بتاكسي الثغر بالاسكندرية. وأكد ناجي يس علي أن السيارات تقطع رحلات طويلة لتوصيل العملاء وتعود فارغة أحيانا وهذا سوف يحمل الشركة مبالغ ضخمة ويحد من زيادة أرباح المشروع. وأشار إلي أن الشركة استعانت باحدي شركات الايجار التمويلي والتي تعد أحدث انظمة التمويل في العالم حيث تتحمل 75% من تكلفة السيارة بينما تشارك الشركة ب25% فقط وتقوم بسدادها علي أقساط شهرية. ويشير يس الي انه يتم استدعاء التاكسي باللاسلكي حاليا عن طريق الاتصال باحد الارقام وهذه الخدمة بلغت تكليفتها علي الشركة حوالي 120 الف جنيه. منوها الي تحمل الشركة حوالي 40 مليون جنيه لدخول 500 سيارة الخدمة علي مدار المرحلة الثانية والثالثة اضافة الي 30 الف جنيه ما بين مرتبات ومصروفات اخري. والمح ناجي يس الي صعوبة حصول الشركة علي سائقين يجمعون بين رخصة القيادة المهنية والمؤهل العالي واجادة اللغة الاجنبية بسبب وجود قانون يمنع الجمع بين المؤهلات العليا والرخص المهنية والذي يعتبرها مهنة او حرفة. وطالب يس الإدارة العامة للمرورة بوزارة الداخلية السماح لشركات تاكسي العاصمة الاستعانة بأصحاب رخص القيادة الخاصة للعمل بالمشروع حيث ان معظمهم من حملة المؤهلات العليا ويتحدثون الانجليزية. التجربة نجحت وفي السياق نفسه يؤكد الخبير الاداري خالد مصطفي علي نجاح القطاع الخاص في التجربة التي تطبق في معظم دول العالم ومنها مصر مشيرا الي تعاقد بعض الشركات الامريكية معه لنقل المشاركين في مؤتمر يقام بأحد الفنادق الكبري بالقاهرة. ونوه مصطفي إلي ضرورة استخدام خدمة "الجي بي إس" التي نستطيع من خلالها مراقبة السيارات والسيطرة عليها وعدم ارتكاب قائدها مخالفات مثل التدخين واستقبال أكثر من عميل في رحلة واحدة وتحويل مسارها من رحلة إلي أخري فيوقت واحد وذلك لتلبية رغبات العملاء. ومن جانبه قال الدكتور حمدي عبد العظيم عميد أكاديمية السادات للعلوم الإدارية ان إدارة المشروعات في مصر مازالت تحتاج إلي تطوير للمساهمة في زيادة فرص الاستثمار. وأكد عبد العظيم ان العقد شريعة المتعاقدين ولابد من قيام المسئولين عن المشروع بإزالة العقبات التي تعرقل نجاحه وذلك من خلال عقد اجتماعات بصفة دورية تستمع من خلالها إلي طلبات أو رؤية المستثمرين. رأي المحافظة أكد اللواء محمود ياسين نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية علي وجود اتفاق بين المحافظة والمهندس عقيل بشير رئيس الشركة المصرية للاتصالات لتنفيذ خدمة استدعاء اللاسلكي والذي يتيح تنفيذه خلال الأشهر الستة المقبلة. ورفض ياسين زيادة تعريفة البنديرة الحالية لتاكسي العاصمة قائلاً إن أعضاء المجلس المحلي الشعبي لمدينة القاهرة هم أصحاب قرار زيادة النبديرة. وأشار إلي نجاح المشروع بكل المقاييس مؤكداً علي ضرورة مشاركة القطاع الخاص في مثل هذه المشروعات التي توفر فرص عمل ووسيلة نقل حضارية وتساعد علي جذب الاستثمارات بالقاهرة الكبري.