اقترب تاكسي العاصمة من اكمال عام ونصف العام من تشغيله بعد ان انطلق في شوارع القاهرة في منتصف مارس 2006 وبالطبع هناك مشكلات ظهرت بعد تطبيق مشروع التاكسي مثل أي تجربة جديدة فهناك ايجابيات وسلبيات. ولعل أبرز المشكلات الحقيقية التي واجهت تشغيل التاكسي بعد حوالي 17 شهراً من بدء خدمته هي سوء خدمة الاستدعاء التليفوني وبطء حضوره في المواعيد المحددة بعد الاستدعاء بحجة زحام شوارع القاهرة كما ان حظر تنقل التاكسي بين المحافظات إلا بتصريح يؤثر علي أداء الخدمة، وان التعريفة المحدودة للتاكسي مازالت في وجهة نظر بعض رؤساء الشركات غير مجدية ولا تكفي مصاريف التشغيل من صيانة وقطع غيار. وهناك أقاويل ترددت حول سوء مرتبات سائقي التاكسي واعتمادهم في تعاملهم مع الزبائن علي الاتفاق الودي لتحصيل الاجرة بعيداً عن العداد أو حصول بعض الشركات علي مقطوعية من السائقين شهرياً تسدد احيانا لاقساط التاكسي تمهيداً لتملكه. كما ان هناك أقاويل بأن هناك شركات ستغلق أبوابها وستصفي أعمالها، ولكن تلك الأقاويل نفاها بشدة اصحاب بعض الشركات والمدير التنفيذي لمشروع تاكسي العاصمة اللواء صفوت امبابة ووصفوا تلك الأقاويل بالشائعات التي يرددها أصحاب الشركات المنافسة. مندوبة "الاسبوعي" حاولت التحقق من صدق تلك المعلومات ومحاولة معرفة السلبيات والايجابيات. في البداية طلبت تاكسي من منزلي بالتليفون للذهاب إلي وسط البلد لم يرد علي أحد من شركة كايروكاب او شركة سي آي تي ولكن استجابت شركة سيتي كاب في النهاية وكان الرد انه لا توجد عربات في الوقت الحالي وسأنتظر ساعة حتي يتم توفير تاكسي وبعد مرور الساعة اتصلت بمسئول من الشركة وقالت ان التاكسي سيتأخر نصف ساعة اخري ولكن انفعلت لأنني سوف أتاخر علي مشواري فاستجاب المسئول حتي جاء لي التاكسي بعد ثلث ساعة وقال لي سائق التاكسي ان شوارع القاهرة مزدحمة ولهذا السبب تتأخر التاكسيات في تلبية الطلبات. وفي لقاءات للاسبوعي مع بعض سائقي تاكسي العاصمة والتابعين لعدة شركات تاكسيات كانت الشكاوي من السائقين هي انخفاض المرتبات، والمفاجأة كانت في ترديد شائعات حول سعي بعض الشركات إلي التصفية فهناك من يقول ان شركة كايروكاب جعلت سائقيها يتعاملون مع الزبائن دون تشغيل العداد وبذلك يحصل السائق دخلاً اضافياً إلي جانب المرتب الذي يحصل عليه من الشركة!! وهناك من يقول ان شركة سي آي تي تعامل سائقيها بنفس النظام ولكن مقابل ان يدفع 1750 جنيها في الشهر كقسط للشركة وبعد فترة يمكن ان يتملك التاكسي. الاسبوعي أرادت ان تتحقق من صدق أو كذب هذه الشائعات والتقت مع اللواء صفوت امبابي المدير التنفيذي لمشروع تاكسي العاصمة بالقاهرة والذي أكد علي عدم صحة تلك الشائعات. وانهم يعتمدون في تقييمهم علي نجاح المشروع علي استطلاعات الرأي العام التي يعدها مركز معلومات واتخاذ القرار بمجلس الوزراء بالاضافة إلي تلقي شكاوي المواطنين عبر محافظة القاهرة واجراء دورات تفتيشية علي عربات تاكسي العاصمة دون ان يعرف السائق ان الراكب مفتش. تعميم المشروع وفي تقييمه للمشروع يري انه وصل إلي مرحلة جيدة واكد ان الدليل علي نجاح المشروع وان ما يتردد مجرد اشاعات ان بعض المحافظات الاخري بدأت في طلب اللوائح والمواصفات التي تم تطبيقها في المشروع تاكسي العاصمة لتعميم الفكرة في محافظات اخري وتساءل امبابي اذ لم يكن المشروع ناجحا فلماذا سيتم تعميمه. قلت للمدير التنفيذي للتاكسي كيف يمكن التعميم في الوقت الذي لا تعمل فيه خدمة التليفون بالقاهرة؟! وتوجهت الاسبوعي لناجي يسي العضو المنتدب لشركة كايروكاب الذي أكد علي أن الشركة لديها عطل لدي سنترال المعادي كما ان الخط الساخن للشركة يعمل عليه خمسة 5 خطوط لذا بدأت الشركة تستخدم خطي موبايل حتي يتم الانتهاء من العطل. ونفي يسي صحة الشائعات التي تروج إلي أن الشركة تصفي اعمالها والدليل العربات الجديدة التي تم طرحها في الشوارع منذ يوم الأحد الماضي. واضاف ان المشكلة الرئيسية التي تعاني منها الشركة هي السعر المنخفض للتعريفة المحددة التي لا تفي بمصاريف الصيانة وقطع الغيار. واضاف اننا تقدمنا للسيد محافظ القاهرة بدراسة اقتصادية لتكاليف التشغيل لرفع التعريفة المحددة. وقال يسي اننا نواجه مشكلة في تعيين السائق الجيد الكفء وقال ان معظم السائقين غير أمناء - علي حد قوله - رغم التفتيش المستمر عليهم ويهتمون علي الحصول علي البقشيش فقط. لا للمحافظات ومن المشكلات الأخري التي تواجه تاكسي العاصمة هي عدم السماح للتاكسيات بالسفر إلي المحافظات الأخري ولابد من الحصول علي تصريح مسبق من المرور وبالطبع لايوجد زبون ينتظر حتي يتم استخراج التصريح. ويطالب ناجي يسي بتطبيق استخدام gps وهو الجهاز الذي يتيح للشركة بأن تراقب التاكسي ونعرف أين يقع مكانه والذي رفضت المحافظة تركيبه لدواع أمنية رغم أنه مطبق في كل بلدان العالم ويباع في أوروبا في السوبر ماركت. مجرد شائعات وتوجهت "الاسبوعي" لشركة سي أي تي وقابلت هناك خالد يونس رئيس مجلس ادارة الشركة الذي أكد علي أن كل مايقال عن الشركة محرد شائعات من الشركات المنافسة مؤكدا أن الشركة تقوم بالتحضير لمؤتمر عالمي حاليا ستشارك فيه بعض الشركات المنظمة مثل هذا النوع من التاكسيات للاستفادة من الخبرات العالمية في هذا المجال، وذلك خلال الاشهر الثلاثة القادمة. وقال إنه منذ ثلاثة أشهر كانت سي أي تي مشاركة في المؤتمر الدولي لشركات التاكسي في لندن ودعا يونس إلي دعم المشروع من أجل تطويره ونشره خاصة أن الدول المجاورة مثل دبي بلغ عدد التاكسيات العاملة بها 9200 ألف عربة وفي الهند 17 ألف تاكسي عاصمة مؤكدا أن مرتبات سائقي التاكسي تتراوح لديه ما بين 2000 جنيه و2400 جنيه. ورغم دفاع أصحاب الشركات عن أنفسهم ووصفهم أن ما يتردد من شائعات يرددها اصحاب شركات تاكسي منافسة إلا أن الواقع يؤكد أن هناك مشكلة في جودة الخدمة المقدمة والتي لم تصل بعد إلي مرحلة متقدمة كما كان مأمولا واتفق معي في هذا الرأي صفوت امبابي والذي تمني أن يتطور المشروع في عامه الثاني قريبا.