تعيّن علي الرئيس السوري والرئيس الايراني الاستقواء ببعضهما البعض لمجابهة الضغوط التي تمارس عليهما. حيث تم تطويق "بشار" بتقرير لجنة التحقيق الدولية حول اغتيال الحريري ومحاولة امريكا توظيفها لمحاصرة سوريا واتخاذها كجسر لتغيير النظام البعثي. اما احمدي نجاد فلقد تعرض بدوره لحملة امريكية هدفت الي احالة ملفه النووي الي مجلس الامن والذي قد يؤدي الي فرض عقوبات عليه او توجيه ضربات عسكرية تستهدف مفاعله النووي إما عن طريق امريكا او عن طريق اسرائيل تماما كما حدث مع العراق عندما قصفت اسرائيل مفاعله النووي في اوائل الثمانينيات. دعم معنوي زيارة احمدي نجاد لدمشق في 19 يناير الحالي كانت في الاساس من اجل التضافر مع سوريا ومد الوصال مع الفصائل الفلسطينية العشر المتمركزة في دمشق ومع حزب الله حيث تسني ل"نجاد" فرصة عقد لقاء مع الفصائل الفلسطينية وعقد لقاء آخر مع حسن نصر الله وهو امر انتقدته امريكا لاسيما بعد ان اعلن نجاد عن دعم ايران الكامل لكفاح الشعب الفلسطيني، فلقد قال الناطق باسم البيت الابيض بانه لا يحق لايران ولا لسوريا التحدث باسم الشعب الفلسطيني ويبدو ان اسرائيل هي التي يجب ان تكون المتحدث الرسمي باسم الشعب الذي تحتل ارضه وتغتصب ثرواته وتصادر حقوق ابنائه! كان لابد من مجابهة الضغوط الغربية ومن ثم عمد نجاد الي زيارة دمشق التي اسفرت عن دعم معنوي لا يمكن التقليل من شأنه خاصة مع اعلان بشار انه يؤيد طهران في المواجهة الحالية مع الغرب بشأن برنامجها النووي. خطاب بشار كان من الطبيعي للطرفين توثيق علاقتهما نظرا للظروف الحالية القائمة في المنطقة لاسيما وان الدولتين حليفتان منذ الحرب العراقية الايرانية في الثمانينيات وكلتاهما تدعم حزب الله.. وتعد زيارة احمدي نجاد لسوريا اول مهمة ثنائية له منذ انتخابه في اغسطس الماضي وكان قد غادر ايران من قبل عندما توجه الي نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة والثانية عند حضوره اجتماعات المؤتمر الاسلامي في السعودية وغداة زيارة نجاد لدمشق جاء خطاب بشار امام مؤتمر المحامين العرب السبت الماضي. كان الخطاب حازما وجادا اكد فيه علي ان سوريا ستواصل التعاون مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري ولكنه سلط الاضواء علي ان السيادة الوطنية لسوريا هي الاعلي وليس قرارات مجلس الامن الدولي كما سلط الاضواء علي ان استهداف سوريا ولبنان يدخل في اطار مؤامرة كبري تستهدف الامة العربية وان الازمة السورية اللبنانية تستغلها امريكا للتمويه علي فشلها في العراق. محور سوري إيراني؟ قد يتساءل البعض عن الهدف من وراء المحور السوري الايراني اليوم والذي تأكد وجوده بزيارة احمدي نجاد الي دمشق وهي الزيارة التي تم توقيتها مع اشتعال المواقف وتزايد الضغوط علي سوريا وايران. الهدف واضح وجلي وهو هدف مشترك للدولتين ينحو صوب مواجهة اسرائيل بوصفها العدو المشترك لكل منهما في المنطقة.. اي ان المحور السوري الايراني هو للوقوف ضد الهيمنة والتسلط الذي تمارسه ادارة بوش واوروبا بتحريض من اسرائيل، فالتحالف بين الدولتين هو تحالف سياسي علي اساس ان كلا من سوريا وايران تتعرضان للاستهداف فكان طبيعيا ان تتوحد جبهتهما ويصبح الكل في واحد.. جاء المحور بين الدولتين لترسيخ ما يمكن ان نطلق عليه التوازن الاستراتيجي في المنطقة والذي يحتاج الي ظهور قوي اخري امام اسرائيل التي تملك ترسانة نووية علي ارض الواقع والتي تتصيد دول المنطقة دولة دولة بدعم وتأييد من الولاياتالمتحدة يشجعها علي ذلك غياب المجتمع الدولي بعد ان التحقت اوروبا بالمواقف الامريكية وتحولت الاممالمتحدة الي اداة في يد ادارة بوش. جبهة للانقاذ إن جبهة إيران سوريا هي جبهة انقاذ من المصير الذي يتهدد كلا من سوريا وايران علي يد الولاياتالمتحدة وصنيعتها اسرائيل بل واوروبا التي ألحقت نفسها بالدولة العظمي وصارت اليوم تأتمر بما تمليه ادارة بوش فالتحالف هنا يأتي قسريا بين دولتين تعرضتا للاستهداف فكان من الطبيعي ان تتوحدا عبر استراتيجية واحدة فرضتها التهديدات التي تطوقهما من قبل امريكا واسرائيل. الغريب انه في الوقت الذي كان يتعين فيه علي اسرائيل ان تعمل علي الحد من تسلحها الاستراتيجي قد زادت منه ولم تحرك امريكا ساكنا تجاهها وعلي العكس رأينا امريكا تصنف ايران علي انها هي التي تهدد اسرائيل وليس العكس وان هناك خوفا من ايران نووية يحكمها نجاد وكأن امريكا بذلك قد قلبت الاوضاع وخلطت الاوراق. ولعل الطريق الوحيد للخروج من مأزق التهديدات هو ان يكون هناك برنامج اقليمي يتم من خلاله اخلاء المنطقة من اسلحة الدمار الشامل وينخرط فيه الجميع بما في ذلك اسرائيل. علي ان يكون لكل دولة الحق في امتلاك التقنية النووية في المجالات السلمية.