نقلت الصحف الأمريكية أسرار اللقاء الذي جمع الرئيس مبارك والرئيس بشار الأسد منذ عدة أيام في القاهرة. وقالت أن الرئيس مبارك طلب من الرئيس الأسد ضرورة التعاون الكامل مع لجنة التحقيق في مقتل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري التابعة للأمم المتحدة . كما طلب مبارك من الأسد أن يسلم أي عناصر مشتبه في تورطها في اغتيال رفيق الحريري إلي لجنة التحقيق المذكورة أو إلي المحققين اللبنانيين المستقلين . إلى ذلك قالت مصادر مصرية رفضت الكشف عنها أن الرئيس مبارك يدرك صعوبة موقف الرئيس الأسد الذي يصعب عليه التعاون الكامل مع جهات التحقيق في حادث اغتيال الحريري ، لأن هذا يعني من " وجهة نظر الرئيس مبارك " أن يقوم بتسليم أفراد سوريين ، ويعني أيضا توجيه اتهامات إلي كبار المسئولين الأمنيين السوريين وبعض الرجال المقربين من الرئيس الأسد الذين يحتلون مراكز قيادية سواء في السلطة أو في أجهزة الاستخبارات أو أجهزة الأمن السورية . كما أن تسليم هؤلاء الأفراد قد يقود إلي بعض أقرباء الرئيس السوري نفسه في الأجهزة المشار إليها. المصادر التي تحدثت إلي وكالة الاسوشيد برس قالت أن الرئيس السوري رد علي الرئيس مبارك بكلام مفاده: "أنه سيكون مغامراً بمستقبله السياسي ومستقبل شعبه ووطنه وسيفقد مصداقيته لدي شعبه إذا قام بتسليم المشتبه فيهم إلي لجنة الأممالمتحدة" . الرئيس مبارك وفقاً للمصادر طلب أيضاً من الرئيس بشار أن يوقف الحملات الإعلامية في وسائل الأعلام الحكومية التي تنتقد بشدة السياسة الأمريكية وأعضاء تلك الإدارة . كما نوه مبارك لمسألة ضبط الحدود مع العراق والدخول في مفاوضات غير مشروطة مع إسرائيل وفقاً للأجندة الإسرائيلية . وتؤكد المصادر أن مبارك لم ينتظر رداً من الأسد ، بل باغته بالقول أن الرفض السوري لتلك المطالب ستعني أن تذهب فرنسا وأمريكا لمجلس الأمن لطلب إصدار قرار يقضي بفرض عقوبات اقتصادية وتجارية وتجميد للأرصدة والأصول السورية في الخارج " كما سيتضمن القرار حظر سفر كبار المسئولين السوريين للخارج وكذا فرض حظر علي رحلات الطيران من وإلي سوريا" . وتوقعت المصادر أن يتطور الأمر لفرض حصار بحري حول سوريا في إطار عقوبات اقتصادية وتجارية ، الأمر الذي يذكر بالعقوبات والحظر الذي فرض علي ليبيا عندما رفض تسليم اثنين من مواطنيها هما: عبد الباسط المقراحي وسعيد فتيحه علي خلفية اتهامهما في حادث تفجير طائرة لوكيربي . المصادر أكدت أن بشار الأسد استمع بإنصات لمبارك ولم يعلق كثيراً ، ولم يقدم أي وعود صريحة علي ما قاله الرئيس مبارك . الصحف الأمريكية أكدت أن زيارة الرئيس بشار الأسد للقاهرة كانت تهدف الحصول علي دعم من مبارك أمام الضغوط الأمريكية والفرنسية واتهاماتهم بضلوع المخابرات السورية في اغتيال رفيق الحريري ، لكن الرئيس بشار كما تقول الصحف الأمريكية لم يجد من القاهرة إلا مزيد من النصائح والضغوط التي لم يكن ينتظرها الرئيس بشار الأسد . من جانب أخر قالت "روزميري موريس" الخبيرة في شئون الشرق الأوسط في المعهد الملكي للشئون الدولية في لندن في تصريحات لوكالة الاسوشيد برس أن الرئيس السوري سوف يدان وتفرض عليه عقوبات سواء تعاون مع جهات التحقيق وسلم مواطنيه أو لم يتعاون .. وتصريحات "روز ميري" تؤكد ما يتردد عن أن الحملة علي سوريا تأتي علي خلفيات سياسية في إطار الهيمنة الأمريكية علي المنطقة.