توقع خبراء وول ستريت أن تواجه الأسهم الأمريكية طريق صعباً خلال النصف الأول من العام الجديد بعد أن خابت توقعات المحليين بأن تحقق البورصة الأمريكية مكاسب قوية خلال عام 2005 نتيجة الأداء السيء للاسهم في شهر ديسمبر الذي التهم معظم مكاسب الخريف. وفي عام 2005 هبط مؤشر داو بمقدار 0.6% مسجلاً أسؤ أداء سنوي له منذ عام 2002 وأقل مستوي تغير منذ عام 1926 بينما انتعش مؤشر اس اند بي بنحو 3% خلال العام بأكمله بعد أن كان متقدماً بمقدار 5% حتي 14 ديسمبر الماضي ليسجل يمثل نحو ثلث مكاسبه خلال عام 2004. وسجل مؤشر ناسداك الذي أنشئ في عام 1971 أدني مقدار تغير له خلال سنة منذ إنشائه متقدماً بنحو 1.4 في المائة. وكانت خطي الأسهم متذبذبة معظم شهور السنة قبل أن تجد بعض الزخم خلال الربع الأخير إلا ان التقدم الذي شهدته الأسهم خلال شهري أكتوبر ونوفمبر قد تبخر معظمه في ديسمبر . وجاءت معظم الارتفاعات من المكاسب الكبيرة التي تم تحقيقها خلال فصل الخريف حيث يتوقع المحللون أن تكون تلك الارتفاعات لن تحدث لفترة من الوقت قد تمتد حتي النصف الثاني من عام 2006. ويقول بول ليفين رئيس الإدارة المالية بشركة لايف تايم فاينينشيال ستراتيجيز انه هناك جانب إيجابي يجب النظر إليه والذي يتمثل في بعض العوامل التي قد تحقق دفعة للأسهم بداية العام مثل مكافات الأجازات والسيولة المالية المشابهة التي تدفق في وقت مبكر من عام 2006. إلا انه علي الجانب الأخر هناك العديد من المخاوف التي تثار بشان تأثير عب نمو ديون الولاياتالمتحدة علي كل من المستهلك والحكومة, كما ان بعض المحللين يتوقعون أن يشهد الدولار هبوطاً خلال عام 2006 وهو سيمثل امر سلبي علي الأسهم. كما أن هناك تهديداً للإنفاق الاستهلاكي من جراء تباطؤ سوق العقارات مما قد يضعف التدفقات المالية وكذلك بسبب ارتفاع أسعار الطاقة الامر الذي يتسبب في خفض المتبقي من الدخل . هذا بالإضافة إلي أن السوق قد شهد متاعب خلال الثلاثة سنوات الأخيرة كما أن هناك العديد من الأمور التي قد تثير قلق المستثمرين. ويوضح ليفين أنه من ضمن العوامل السلبية المؤثرة نظرية تربط ما بين الانتخابات الرئاسية الأمريكية واداء السوق وهي عبارة عن دورة سوقية متوافقة مع فترة الرئاسة التي تمتد أربع سنوات. وتقول النظرية بالتطبيق علي الفترة الرئاسية الثانية لبوش ( 4 سنوات) أن العامين الأوليين من هذه الفترة تشكلان الأسواء بالنسبة للأسهم بسبب قيام الحزب الحاكم باتخاذ قرارات صعبة بشان الضرائب والسوق والموضوعات الأخري وبالنسبة لهذين العامين تكون السنة الثانية أكثر صعوبة. وأوضح جيفري هيرش رئيس تحرير ستوك ترادير الماناك أن فترة منتصف الانتخابات تكون الأصعب بالنسبة للأسواق. وأضاف ان الأسهم يتغير أدائها خلال العام فبعد الهبوط الذي يحدث خلال فترة الربيع وبداية الصيف فان السوق يصبح قرباً من القاع مما يجعل المستثمرون يقبلون علي شراء الأسهم لاستثمار اموالهم. ووصرح هيرش أن يناير عادة ما يشهد أسوء أداء شهري خلال هذه الأعوام (العامين الأولين من الرئاسة) بعكس ما يحدث في باقي الأعوام حيث يكون أداء الأسهم جيداً خلال يناير. وأضاف قائلا انه وفقا للمعدلات منذ بداية مؤشر ناسداك في عام 1971 فأن المؤشرات الرئيسية الثلاثة (داو و اس اند بي و ناسداك) يفقدون علي الأقل 1% خلال منتصف يناير فيما يميل شهر فبراير إلي أن يكون شبه مستقر في حين يشهد شهر مارس بشكل عام انتعاشاً. تساؤلات الفائدة ومع إنتهاء ولاية الان جرينسبان رئيس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) يأمل مراقبي سياسات البنك أن يتحول الفيدرالي عن سياسته التي انتهجها خلال ال18 شهراً الماضية والقائمة علي رفع أسعار الفائدة. ففي منتصف ديسمبر الماضي قام الفيدرالي برفع مؤشرات الاقتراض للمرة ال13 علي التوالي كما هو متوقع إلا أن لغة واضعي السياسة بالبنك قد بدت عليها التغير في البيانات الرسمية مشيرة إلي قرب نهاية موجة الارتفاعات في الفائدة. وكانت الفائدة قد بلغت 4.25 في المائة. وصرح ستيفن جولد مان خبير الأسواق بشركة ويدين اند كو للأبحاث أن ذا ما أنهي الفيدرالي سلسلة الارتفاعات في أسعار الفائدة فا، ذلك سيمثل ركيزة قوية للأسهم خلال الربع الأول من العام الحالي. موضحاً أنه في حالة عدم حدوث ذلك فأن الأسهم ستكون عرضه للهبوط. ويتوقع جولدمان أن يقوم الفيدرالي بإضافة ربع نقطة مئوية خلال الاجتماعين المقبلين علي مستواها الحالي. جدير بالذكر أن الاجتماعات الثلاثة المقبلة للبنك ستكون خلال يناير ومارس ومايو. ويقول كين تور رئيس محللي الأسواق ب سايبر تريدير أنه حتي في حالة توقف الفيدرالي عن القيام بمزيد من الارتفاعات مع حلول شهر مارس فأن ذلك لن يكون بالضروة مفيد للأسهم بشكل فوري. وخلال عام 2006 فأن متوسطات خبراء وول ستريت تشير إلي ان اس اند بي 500 سيتقدم بمقدار 7% ليسجل ثالث عام علي التوالي من الانتعاش بنسبة مئوية تقل عن 10% وهو أمر لم يحدث من قبل.