قال عدد من مسئولي البنوك إن المتابعة سواء كانت مالية أو إدارية تعد من أهم الخطوات أيضاً من أصعبها الحفاظ علي أموال البنوك من الإهدار والضياع للإبقاء علي المحفظة الائتمانية نظيفة. ويقول محمد المهدي مدير إدارة قطاع الائتمان بالبنك الوطني المصري إن من الأسباب الرئيسية التي تدفع البنك لتنظيف محفظته الائتمانية هي تعثر العملاء.. وهذا التعثر قد يكون لأسباب خارجة عن إرادة العميل وهذا يسمي بالعميل الجاد، وهناك أسباب للتعثر تكون عن عمد من العميل غير الجاد. ويضيف المهدي أن البنك عندما يشعر بعدم جدية العميل وتورطه وإدخال أموال البنوك في أشياء غير الغرض الممنوح من أجلها فانه يبدأ بالضغط علي العميل بالطرق القانونية، وبعد ذلك يتم التوقف عن التعامل معه وعدم تقديم أي تسهيلات أخري وذلك بالاتفاق مع البنك المركزي قبل أن يجلس الطرفان (البنك والعميل) للاتفاق. ويشير إلي أن هناك ظروفاً خارجة عن إرادة العميل وتتعلق بأحوال السوق وتغيرات سوق الصرف ويتحمل العميل ارتفاع أسعار الدولار أو فروق العملة وهذا بالطبع يعرضه لخسارة كبيرة، وفي هذه الحالة علي العميل أن يستكمل المشروع متحملاً تلك الخسارة أو يمتنع عن استكماله ويقبل خسارة المشروع عليه. ويضيف المهدي أن من الأسباب التي تعوق مسيرة العميل في مشروعاته الشركات التي يتعامل معها العميل لمساعدته في استكمال المشروعات مثل شركات المقاولات التي غالباً ما تكون السبب في تأخر تسليم المشروع في موعده المحدد وهذا بالطبع يحمل العميل عبء هذا التأخير لأن الفوائد تزداد عليه كل يوم يتأخر فيه. ويقول المهدي إن العميل الجاد تكون له معاملة خاصة عندما تكون أسباب التعثر خارجة عن إرادته وذلك بالدراسة ومعرفة أسباب التعثر وبعد ذلك يبدأ البنك في مساعدة العميل وجدولة الديون وأيضاً يقوم البنك بتمويل عمليات جديدة مع هذا العميل وذلك لتسديد العمليات المتأخرة عليه من خلال العمليات الجديدة. ويضيف أن الحل الأمثل لتجنب مخاطر الائتمان والعمل علي بقاء المحفظة الائتمانية نظيفة يتمثل في المتابعة الائتمانية والتي تبدأ منذ منح العميل التسهيل أو التعرف والبدء في استخدام التسهيل للغرض المخصص، ومتابعة دورات التسهيل وفتح الاعتماد وورود الحصيلة في صورة تقديم أوراق تجارية بالإضافة إلي متابعة عمليات المقاولات ميدانياً وذلك بزيادات دورية وإعداد تقارير هندسية للوقوف علي التنفيذ ومدي مطابقته، وأيضاً متابعة ورود المستحقات عن هذه العمليات بما تم تنفيذه. ويقول ممدوح إكرام مسئول إدارة الائتمان ببنك "الدلتا الدولي" في البداية تتم دراسة المشروع الذي يتقدم به العميل دراسة جيدة وأيضاً يجب أن يكون العملاء جيدون ولديهم خبرة وسمعة جيدة، وبعد ذلك يقدم للعملاء التسهيلات اللازمة لبدء المشروع في أسرع وقت ويجب عند دراسة المشروع ان يؤخذ في الاعتبار أن هذا المشروع ناجح وأن نسبة الفشل فيه ضئيلة جداً ويجب أيضاً دراسة السوق من حوله إذا كان يتحمل ذلك المشروع أم لا، ويلي ذلك تغطية التسهيلات بالضمانات الكافية وذلك لحفظ حقوق البنك، كل هذه الخطوط تؤخذ في الاعتبار قبل البدء في أي مشروع لضمان بقاء المحفظة الائتمانية بيضاء. ويضيف إكرام أنه علي الرغم من كل الاحتياطات التي يتخذها البنك لتجنب تنظيف المحفظة الائتمانية إلا أن كل البنوك غالباً ما تلجأ إلي تنظيف المحفظة كلما احتاج الأمر إلي ذلك. ويشير إلي أنه من سبل تنظيف المحافظ الائتمانية بالنسبة للعملاء الجادين دائماً يكون البنك يريد مساعدته لتسوية ديونه وهي تعويم العميل بأن يعطي له قروضاً أخري لاستكمال المشاريع القائمة أو تأسيس مشروعات جديدة دون اللجوء إلي القضاء أو يلجأ البنك إلي جدولة الديو وإعادة تسويتها بما يتناسب مع امكانية العميل وظروف السوق حوله وذلك بالاتفاق بين البنك والعميل ثم بعد ذلك يتم تسوية ديونه، وبهذا الشكل يتم تنظيف المحفظة الائتمانية. ويضيف أنه لضمان بقاء المحفظة الائتمانية نظيفة قدر المستطاع يقوم البنك بعمل متابعة دورية لضمان نجاح خط سير العمل ومساعدة العميل في أية مشكلة وتذليل العقبات التي تواجهه وأيضاً يقدم البنك الاستشارات التي يحتاجها العميل. ويشير إلي أنه بالنسبة للعميل غير الجاد فان البنك يتخذ في المال قرار عدم التعامل معه وعدم اتمام أي تسهيلات، ويتجه البنك إلي القضاء لاسترداد مستحقاته. ويقول محمود إبراهيم الموظف بقطاع الائتمان بالبنك العقاري المصري العربي إن المحفظة الائتمانية ليس لها ميعاد محدد لتنظيفها ولكن يعمل البنك علي هذا كلما تحتاج المحفظة لذلك لأن عدم تنظيف المحفظة الائتمانية يؤثر علي أرباح البنك وذلك لما تحتوي عليه من ديون متعثرة. ويضيف أن عملية تنظيف المحافظ الائتمانية تتم بإعادة هيكلة القروض المتعثرة والنظر في تسوية القروض الخاصة ببعض العملاء الجادين وإعادة ضخ أموال جديدة للمشاريع المتوقفة. ويشير إلي أن تنظيف المحافظ الائتمانية في البنوك تتعلق بالقروض المتعثرة، ففي البداية يتم دراسة أسباب التعثر بشكل متعمق لتحديد الحلول بأسلوب علمي ناجح، وبعد أن يكتشف البنك أن أسباب التعثر خارجة عن إرادته يبدأ البنك بمساعدة العميل وذلك بالطرق الآتية إما عن طريق إعادة هيكلة مالية وإدارية أو عن طريق التخلص من بعض الأصول المملوكة للعميل، وذلك بالنسبة للعملاء الجادين، أما بالنسبة للعملاء غير الجادين فيتجه البنك لاتخاذ إجراءات قضائية وبيع الأصول التي يمتلكها العميل.