في ظل حالة من الضعف والانقسام العربي، حذر منها عمرو موسي أمين عام جامعة الدول العربية في كلمة افتتاح القمة بليبيا وغياب 8 من الزعماء العرب، فرضت القضية الفلسطينية نفسها علي باقي القضايا المطروحة علي جدول القمة فتم اتخاذ قرار بالإجماع بدعم نضال الشعب الفلسطيني علي جميع الأصعدة القانونية والسياسية والاقتصادية، حيث تم رفع الدعم المالي من 150 إلي 500 مليون دولار، بالإضافة إلي إنشاء مفوضية للقدس، تابعة للأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وعقد قمة استثنائية لمناقشة بقية جدول الأعمال في سبتمبر القادم وإنشاء رابطة لدول الجوار لدعم فلسطين. وفي تصريحات خاصة ل «الأهالي» قال وزير الخارجية الفلسطيني «رياض المالكي» إن قرارات القمة فيما يخص القضية الفلسطينية جاءت علي مستوي المسئولية، وأن هناك مكونات أساسية لخطة التحرك العربي في المرحلة القادمة، تجاه الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن، بالإضافة إلي التحرك القانوني، من خلال توثيق الجرائم الإسرائيلية وعرضها علي محكمة العدل الدولية.. وفيما يتعلق بالتحدي الإسرائيلي لكل القرارات العربية والدولية ومدي قدرة القمة العربية علي وقف تلك الاعتداءات الإسرائيلية، قال المالكي: إن هذه الخطة ليست كافية بالطبع لردع الصهاينة ولكنها مجرد بداية، سوف تخلق نوعا من الحركة تساعد في تطوير الوضع علي المستوي الدولي، وأعتقد أن موقف الرباعية الدولية الأخير والاتحاد الأوروبي يؤكد أن هناك تغيرا في المواقف الدولية لصالح القضية الفلسطينية وضد العدوان الإسرائيلي والاستيطان في القدسالشرقية والضفة الغربية.. وأشار المالكي إلي موقف الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون » الذي أكد عدم شرعية الاستيطان، وطالب بوقفه تماما وعدم الاعتراف به، وكذلك الموقف الأمريكي الذي أدان الاستيطان.. وردا علي سؤال خاص بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وما إذا كانت متوترة بالفعل، أم أنها مجرد تمثيلية كما يقول البعض، قال «المالكي» نعلم جميعا أنها علاقات وثيقة ولن تتأثر علي المدي البعيد. بهذا الخلاف، ولكن ما ينبغي علينا هو أن نعمق هذا الخلاف، وألا يتحول إلي خلاف أمريكي عربي، وأن يكون موقفنا موحدا وواضحا، ونعطي للإدارة الأمريكية وقتا، يمكنها من الضغط علي إسرائيل لوقف العدوان وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وقيام الدولة الفلسطينية.. وفيما يتعلق بالخلاف الفلسطيني بين فتح وحماس، وفشل جميع الجهود العربية في تحقيق مصالحة بينهما وأثر ذلك علي وحدة القرار الفلسطيني، قال المالكي : قبل عامين، في نوفمبر 2008 قالت الدول العربية إنها لن تسمح لأي طرف فلسطيني أن يتسبب في فشل عملية المصالحة، وستكون هناك تدابير ستتخذ ضده، ونحن نعلم أن هناك وثيقة مصرية للمصالحة وقعت عليها فتح، ولم توقع عليها حماس، والسؤال هنا هو أين الموقف العربي من حماس؟ وماذا لو كانت فتح هي التي عطلت المصالحة!.. وأشار وزير الخارجية الفلسطيني إلي مبادرات فتح من أجل المصالحة وذهاب د. نبيل شعث عضو اللجنة المركزية إلي غزة ولقائه مع اسماعيل هنية، بالاتفاق مع الرئيس ابو مازن، وكذلك توجه عزام الاحمد إلي دمشق ولقائه مع موسي ابو مرزوق، ورغم ذلك حماس مصرة علي موقفها.. وفي هذا الصدد أكد .صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين إنه قيل لحماس أن تعدل بعض البنود المختلف عليها وتوقع علي الوثيقة المصرية ولكنها تهربت من التوقيع.. أما أمين عام اتحاد البرلمانات العربية «عدنان عمران» فقد قال للأهالي، إن القمة كان أمامها عمل كبير، ويكفي القضية الفلسطينية وحدها، وأضاف: لا اعتقد أن قرارات القمة يمكن أن تكون فاعلة، إن لم تقترب بخطة عمل، وموقف سياسي موحد، كبديل إذا ما فشلت جميع الإجراءات لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل.. وقال : يجب أن يعرف الآخر أن العرب لن يسكتوا إذا ما استمروا في عدوانهم، وأنهم سينتقلون إلي الخطة «ب» تعبيرا عن غضب الشارع العربي.