القذافي يصف المواطن العربي ب«المتمرد» و«المتربص».. ويؤكد: الحكام العرب في موقف لا يحسدون عليه موسي : المواطن العربي سئم من الإدارة الفاشلة للخلافات العربية ويدعو إلي رابطة جوار إقليمية تضم بعض الدول المجاورة علي أن تكون البداية بتركيا القذافى وموسى فى افتتاح القمة وسط دعوات عربية بضرورة تبني موقف جاد تجاه القضية الفلسطينية، بدأت السبت في مدينة سرت الليبية الدورة الثانية والعشرون للقمة العربية بحضور 14 زعيماً عربياً وغياب 8، حيث افتتح أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني القمة بكلمة قصيرة دعا فيها إلي اتخاذ قرارات تتجاوز الأقوال إلي الأفعال فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وغيرها، والعمل علي إخراج العمل العربي المشترك من أزمته الحالية، ثم قام الأمير القطري بتسليم رئاسة القمة إلي الزعيم الليبي معمر القذافي. واعتبر الأمير القطري أن القمة العربية السابقة التي عقدت في قطر كشفت عن أزمة عربية مستعصية، وقال إن هناك خيارين أولهما ترك العمل العربي للمصادفات وثانيهما التوقف والتنبيه علي المشاكل التي تعترضه. وتساءل الشيخ حمد عما إذا كانت الدول العربية عاجزة حقاً عن فك الحصار عن غزة، وعما إذا كان مجدياً انتظار قرارات اللجنة الرباعية الدولية بشأنه. وبعد تسلمه رئاسة القمة، بدأ الرئيس الليبي معمر القذافي كلمته بعرض تاريخي لمدينة «سرت» الليبية التي تستضيف القمة، معتبراً أنها قلب العالم العربي. ودعا القذافي نظراءه العرب إلي اتخاذ قرارات تحظي بموافقة المواطن العربي الذي وصفه ب«المتمرد» و«المتربص»، مشيراً إلي أن القادة العرب لم يعودوا في حاجة إلي اتخاذ قرارات بالإجماع، لأن «كل واحد حر»، لافتاً إلي أن القرارات العربية يجب أن تحظي بموافقة المواطن العربي لأنه إن لم يوافق عليها لن يحترمها، مؤكداً أنه حان الوقت لأن يبدأ الحكام العرب العمل بدلاً من الكلام. وقال الرئيس الليبي : «المواطن العربي ينتظر الأفعال، الشارع العربي شبع من الكلام وسمع كلاماً كثيراً وأنا شخصياً تحدثت خلال أربعين عاماً في كل شيء، والمواطنون العرب ينتظرون منا، نحن قادة العرب، الأفعال وليس الخطب». واعتبر الرئيس الليبي أن الحكام العرب أصبحوا في موقف لا يحسدون عليه ويواجهون تحديات غير مسبوقة، مؤكداً أنه لم يعد بإمكانهم الاحتماء وراء الحدود الدولية، لافتاً إلي أن الحدود لم تعد محترمة، فالمتمردون يحيطون بها من كل اتجاه، علي حد تعبيره. من جهته، طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية القادة العرب بمناقشة احتمال فشل عملية السلام. وشدد موسي علي ضرورة إعادة النظر في مسار العمل العربي المشترك، داعيا إلي صياغة استراتيجية مشتركة للسنوات المقبلة. وقال إن المصالحة العربية العربية من المطالب الأكثر إلحاحاً علي المستوي الشعبي، موكداً أن المواطن العربي سئم من الإدارة الفاشلة للخلافات العربية العربية. ودعا موسي إلي حوار عربي إيراني لحل المشاكل بين الطرفين. ودعا من جهة أخري القادة العرب إلي دراسة الخيارات المتاحة في حال فشلت عملية التسوية، كما أشاد موسي بالدور التركي في الشرق الأوسط، معتبراً أنها تتبني سياسة جديدة تتسم بالذكاء والفعالية، كما اقترح إنشاء رابطة جوار إقليمية تضم بعض الدول المجاورة علي أن تكون البداية بتركيا. وعن إسرائيل، قال موسي إنه لا مكان لها في المحافل العربية طالما ظلت بعيدة عن السلام ورافضة الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة كما شدد موسي علي ضرورة الحوار مع إيران لتحديد العلاقات المستقبلية معها. وبعد كلمات أمير قطر والزعيم الليبي وضيوف من بينهم أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون بدأت جلسات مغلقة يناقش فيها القادة ورؤساء الوفود المشاركة مشاريع القرارت المعروضة عليهم. ويتصدر الاستيطان في القدس البنود ال27 المدرجة في جدول أعمال القمة التي يحضرها أيضاً رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان. من جهته، طالب الرئيس الفلسطيني «محمود عباس» في كلمته أمام الأممالمتحدة بإلزام إسرائيل بالقانون الدولي، داعياً المجتمع الدولي إلي تحمل مسئولياته تجاه فلسطين. واعتبر «عباس» أنه لا يمكن استئناف المفاوضات مع استمرار الاستيطان، مشيراً إلي أن العبث بالقدس هو إذكاء لنار التوتر. كما رحب «عباس» في كلمته بتوجهات الرئيس «أوباما» خاصة حل الدولتين، وطالب بمراقبين دوليين لمراقبة الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، لافتاً إلي أن إسرائيل لا تؤمن بحل الدولتين ولا تعمل من أجله، مطالباً في الوقت نفسه حماس بالتوقيع علي ورقة المصالحة الفلسطينية، مشيراً إلي أن الاحتلال هو المستفيد الوحيد من الانقسام الفلسطيني. كما تحدث «رجب طيب أردوغان» رئيس وزراء تركيا في افتتاح القمة العربية، محذراً من أن اختراق القدس معناه اختراق الشرق الأوسط وعدم إرساء السلام في عالمنا. وقال «أردوغان» إن القدس هي قرة عين جميع المسلمين فهي القبلة الأولي ولا يمكن قبول اعتداءات إسرائيل علي المقدسات إطلاقاً. وأشار إلي إعلان وزير الداخلية الإسرائيلي أن القدس هي عاصمة إسرائيل، وقال إن هذا هو الجنون.. كما أكد أن إنشاء إسرائيل ألفاً و600 وحدة في القدسالشرقية أمر ليس مقبولاً، مشيراً إلي أن هذه العملية شجبتها الرباعية، ولا تتلاءم مع الإنسانية. وقال إن إسرائيل ليست منتهكة القانون الدولي فقط بل الأحاسيس الإنسانية، وأضاف أن المفاوضات التي لا ترتكز علي نتيجة لا تؤدي إلي شيء، وأردف قائلاً: نريد رؤية نهاية الطريق وليس خارطة الطريق.