كثيرا ما نتساءل كيف يتم إعداد طعام الإفطار في موائد الرحمن وخاصة الموائد الكبيرة التي تستوعب من 500 إلي700 شخص مما لاشك فيه إنها عملية ليست بالهينة ويعود السبب في صعوبتها للتجهيزات خاصة أنها تختلف عن الفنادق والمطاعم التي تكون مطابخها مجهزة علي أكمل وجه بالأدوات والعاملين المحترفين والأشراف المتخصص لذلك قامت الأهالي بجولة داخل أحدي الموائد الكبيرة بمدينة نصر لتنقل للقاريء عملية التجهيز كاملة. تقع المائدة في وسط حديقة في أحد الشوارع الجانبية بمدينة نصر وتنقسم لجزئين جزء داخل خيمة رمضانية يستوعب من 280 فردا إلي300 فرد والجزء الآخر خارجي يستوعب عدد آخر من الأشخاص ليصل أجمالي رواد المائدة إلي حوالي 600 أو 700 فرد يوميا . وداخل الخيمة يوجد جزء لإعداد الطعام يحتوي علي أفران كبيرة وعدد من شوايات الدجاج أضافة إلي أواني طهي الطعام العملاقة وأدوات المائدة المتعارف عليها من أطباق وشوك وسكاكين وأكواب وغيرها وجميعها من الأستنلس ستيل حتي لا تهلك مع كثرة الأستخدام . في حالة اعتدال الجو يتم البدأ في تجهيز الطعام في وقت مبكر ولكن في حالة أرتفاع درجة الحرارة مثل هذه الأيام يبدأ التجهيز بعد صلاة الظهر حتي يظل الطعام طازجا ولا يفسد بسبب أرتفاع درجة الحرارة ويعمل علي إعداد الطعام حوالي 12 طباخا تحت أشراف الشيف الرئيسي . الشيف الرئيسي لمجموعة العمل هو ناجي فتحي من مركز أبو حمص بحيرة يقول هذه المائدة يقيمها كل عام رجل أعمال من الأسكندرية ويعمل بالقاهرة رفض ذكر أسمه منذ 11 عاما في هذا المكان في البداية كانت مائدة صغيرة لإفطار 50 أو مائة فرد علي أقصي تقدير ومع مرور السنوات كبرت شيئا فشيئا إلي أن وصلت لهذه السعة. ونادرا ما يتبرع بعض الأشخاص للمائدة ببعض الوجبات أو بمبالغ بسيطة ونحن نتقبلها لتحفيز الناس علي عمل الخير . وبعد الحاح شديد صرح الشيف ناجي بأن المائدة قد تتكلف يوميا حوالي مابين 15 و 20 ألف جنيه وقد تزيد وقد تقل . شراء التموين نقوم بشراء الخضار واللحوم والطيور طازجة وتنقل لنا يوم بيوم ونتفق عليها مسبقا أما البقول والبصل فنقوم بشرائها أسبوعيا حيث لا يصيبها العطب في حالة تخزينها خاصة أن أسبوع فترة زمنية قصيرة.أما الخبز فيصل لنا من الفرن الملاصق لنا قبل الأفطار بساعتين . ونقوم بتنويع الأطباق يوميا . يبدأ رواد المائدة في الحضور قبل الأفطار بنصف ساعة وهم غالبا من العاملين بالمنطقة والذين قد تبعد بيوتهم عن مكان عملهم وأصحاب المحلات المجاورة وعابري السبيل فليس بالضرورة أن يكون رواد المائدة من الفقراء أو المحتاجين أحيانا ويأتي أصحاب الحاج صاحب المائدة للأفطار بغرض التخديم علي الرواد ومساعدتنا كنوع من المجاملة فالغرض من المائدة أبتغاء وجه الله ولو كان عابر السبيل فارس علي جواد.