رغم الوقت الطويل الذي استغرقته عملية اختيار المحافظين الجدد الا ان تلك العملية ينطبق عليها المثل القائل " تمخض الجبل فولد فأرا " حيث لم تختلف تلك الاختيارات عن سابقتها بالنسبه لاختيار الشخصيات المرشحه لتولي مهمه قيادة المحافظات في هذا التوقيت الحرج ، وبدي الامر وكأنه عودة الي الوراء .خرج لواء ودخل اخر وخرج شخص كان ينتمي الي الحزب الوطني المنحل ودخل اخر ينتمي لنفس الحزب ولكن تحت تبريرات جديدة بان هذا الشخص كان تعامله مع الحزب مفروضا علية .العودة الي الوراء ولم تكن عند ذلك الحد فقط بل جاء السيناريو مشابها تماما لما كان يحدث في العهد السابق او ما قبل ثورة 25 يناير ... حالة من الترقب والانتظار تنفيذا لما وعد به رئيس الوزراء د.عصام شرف في كلمته الاخيرة التي وجهها الي الشعب منتصف الشهر الماضي قيل جمعة التطهير والتي تشبه الي كثيرا نفس السيناريو عندما تتأزم الامور خلال عهد الرئيس المخلوع ثم تكون المفاجأة الاطاحة بعدد محدود جدا يصاحبها عملية تبديل محددودة ايضا بين بعض المحافظات . وعلي عكس كل التصريحات التي صاحبت عمليه المخاض من ان المحافظات سوف تشهد تطهيرا كاملا ، وان زمن الكوتة في عمليه اختيار المحافظين الجدد قد انتهت ، وان هناك اتجاها لتولي قيادات شابه جاءت الحركة الاخيرة لتؤكد ان الثورة كانت في ميدان التحرير والمحافظات وقام بها شعب عاني علي مدار اكثر من ثلاثين عاما من الاهمال والحرمان ولم تصل الي حد تغيير الارث والعادات والتقاليد والسياسات الحكومية المعمول بها في مؤسسات ودوائر صنع القرار لذلك لم يكن غريبا ان تأتي تلك التغيرات مخالفة تماما لكل ما اطلقه رئيس الوزراء د.عصام شرف فنظام الكوتة مازال معمولا به واختيار الشخصيات يبدو ان فيه نوعا من المساعدة من واقع التخصصات الموجودة وبدلا من الاستعانة بشخصيات مستقلة او حتي حزبية علي غرار ما تم في التعديلات الوزارية الاخيرة فقد فضل عصام شرف المحافظة علي التقاليد السياسية المصرية . وفي الحقيقة فإن المتابع لحركة التعيينات الاخيرة بالنسبة للمحافظين يجد ان المحافظات التي اعتادت علي اللواءات مازالت كما هي لم تتغير لدرجة ان مجلس المحافظين الجديد يضم في عضويته حوالي 16 محافظا من الشرطة والجيش من اجمالي 27 محافظا وهم اللواء صلاح المعداوي للدقهلية خلفا للواء محسن حفظي واللواء خالد فودة لجنوب سيناء خلفا للواء عبد الفضيل شوشة والابقاء علي اللواء مصطفي السيد في اسوان واللواء محمود عاصم للبحر الاحمر خلفا للواء مجدي القبيصي واللواء سيد البرعي لاسيوط خلفا للواء ابراهيم حماد واللواء سراج الروبي للمنيا خلفا للواء سمير سلام واللواء جمال امبابي في الاسماعيلية خلفا للواء احمد حسين والابقاء علي اللواء محمد عبدالمنعم هاشم في السويس وكذلك اللواء وضاح فرج في سوهاج واللواء طه السيد في مرسي مطروح واللواء احمد عبدالله في بورسعيد في حين تم تعيين اللواء طارق المهدي في الوادي الجديد لدرجة ان هناك من كان يتبادل المزاحات من ان د.شرف قد استطاع ان يخفض الكوتة، بعد ان كانوا في التشكيل السابق 20 محافظا . ورغم ذلك - طبقا للمعلومات التي حصلت عليها الاهالي - فإن المجلس الاعلي للقوات المسلحة قد ترك الامور كاملة لرئيس الوزراء وترك له حرية الاختيار لكن بسبب سياسة ايدي المرتعشة فقد رأي رئيس الوزراء الاحتماء بالجيش والشرطة في هذه الظروف الصعبة خاصة في ظل استمرار الانفلات الامني وانتشار الحوادث والجرائم . هذا بجانب تعيين اثنين من السفراء السابقين وهم عزت محمد سعد للاقصر بدلا من من اللواء خالد فودة الذي انتقل الي جنوب سيناء وثلاثة مستشارين محمد عبدالله الذي انتقل من الشرقية الي الغربية ومحمد بيبرس في بني سويف والابقاء علي اشرف هلال في المنوفية واربعة من الاكاديميين وهم د.عزازي علي عزازي للشرقية مع الابقاء علي محافظي القاهرة والجيزة والقليوبية . لكن مع ذلك فقد تلاحظ الابقاء علي بعض من رموز النظام السابق مثل محافظي القاهرة والجيزه وحتي القليوبية. وكذلك اللواء احمد ذكي عابدين في كفرالشيخ الذي سبقته اخباره قبل اعلان الحركة الاخيرة التي وصلت الي حد تحذيره من حاله قد تصل اليها مصر بل سيندم عليها ويترحم علي ايام النظام السابق. لكن ربما تكون عودة اللواء عادل لبيب الي قنا مرة ثانية ابرز ايجابيات التعيينات الاخيرة حيث يعد احد المحافظين الاكفاء الذين احدثوا تنمية شاملة في محافظة كانت تعاني من الاهمال علي مدار سنوات لكن ربما كان هناك في الحكومات السابقة معايير مختلفة لاستمرار الاكفاء في مناصبهم وهو ما لم يملكة اللواء عادل لبيب .ورغم الاطاحة بمحافظ الاسكندرية السابق د.عصام سالم وتعيين د.اسامة الفولي الا ان هناك من يتوقع ان يكون مصيره هو نفس مصير المحافظ السابق عندما اعترض عليه شعب الاسكندرية. كما تلاحظ ان الاقصر ولاول مرة يتولاها مدني. وفي الوقت الذي صدرت فيه تعيينات المحافظين الجدد فإن السؤال الان هل يكون هناك اتجاه لاحداث تغييرات جديدة في حال نجاح المحافظين الجدد في كسب تأييد المواطنين في المحافظات ؟