بآمال عريضة ووعود بمحاربة الفساد والضرب بيد من حديد على المفسدين واستعادة سلطة القانون، بدأ المحافظون الجُدد أيامهم الأولى. ولايزال عدد من المحافظين، لاسيما القدامى منهم، يواجهون باعتراضات واتهامات من القوى السياسية بانتمائهم للنظام السابق، وتهديدات باعتصامات ومظاهرت لحين إقالتهم. وبينما يعول هؤلاء المحافظون على الوقت وتأييد جانب من الشارع لهم ووعود ب«إنجازات»، ويؤكد المعارضون لهم على جدية تهديداتهم، يبدو من الواضح أن مصر لاتزال فى انتظار طريقة جديدة لاختيار المحافظين. الاعتراضات على المحافظين الجدد مستمرة مازالت ردود الأفعال متباينة فى المحافظات بعد إعلان حركة المحافظين الأخيرة الخميس الماضى، فعدد من أهالى الإسكندرية يعترضون على محافظهم الجديد بدعوى انضمامه للحزب الوطنى المنحل، فيما اعتبر ناشطون أن عودة عادل لبيب لقنا مرة أخرى يجهض كل مساعى تطهير الجهاز الإدارى من رموز النظام السابق. من جانبه، طالب وزير التنمية المحلية المستشار محمد عطية المواطنين بضرورة الصبر على المحافظين الجدد، وعدم الضغط عليهم ليمارسوا عملهم فى أجواء طبيعية تساعد على الانجاز، كما طالبهم بعدم التسرع فى إصدار الأحكام على المحافظين قبل التعرف عليهم وكيفية أدائهم. وفى الوقت الذى لاقى فيه قرار عودة اللواء عادل لبيب إلى منصبه كمحافظ لقنا ترحيبا واسعا من قبل الأهالى، استقبلت بعض القوى السياسية القرار برفض تام واصفة القرار بأنه «لا يعتبر استجابة للإرادة الشعبية بل أنه لعب بعواطف الطبقات البسيطة من الشعب». كما قالت الناشطة القبطية هالة المصرى التى أكدت أن «عودة لبيب ليست الحل لاستقرار الأوضاع المضطربة بالمحافظة، كونه محسوبا على النظام السابق وكان من قيادات جهاز أمن الدولة المنحل، وكنا نتوقع تطهير الحياة السياسية من فلول الحزب الوطنى المنحل»، متهمة الحكومة بأن اختيارها له جاء تحت ضغط التيارات السلفية بقنا. وكان من المقرر أن يؤدى المحافظون الجدد اليمين القانونية أمام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوى أمس، لكن ذلك لم يتم حتى مثول الجريدة للطبع. قبائل قنا تستقبل لبيب اليوم بالمزمار البلدى أعلنت قبائل العرب والأشراف والهوارة تأييدها الكامل لتولى اللواء عادل لبيب منصب محافظ قنا للمرة الثانية وعلقوا لافتات شكر للمجلس العسكرى ورئيس الوزراء لاختيارهم «لبيب» محافظا لقنا، لافتين إلى أنهم سيستقبلون المحافظ الجديد، مساء اليوم، استقبالا شعبيا بالمزمار البلدى من مطار الأقصر إلى مبنى المحافظة تقديرا لجهوده بالنهوض بالمحافظة والعمل لمصلحة أبنائها وقبائلها. وقال محمود الضبع، عضو مجلس محلى محافظة سابق، إن أكثر من 95% من الشارع القناوى يريدون عادل لبيب وفرحوا بقرار عودته، لأن المصلحة العامة تفرض وجود هذا الرجل. فى سياق متصل، أصدر عدد من القوى السياسية والأحزاب وممثلى ائتلاف شباب الثورة بقنا أمس بيانا يوضحون فيه أسباب رفضهم تولى عادل لبيب، منصب محافظ قنا، للمرة الثانية. وقال البيان الموقع من 24 شخصا، «إن الأحزاب والقوى السياسية ترفض «لبيب» بسبب انتمائه لجهاز أمن الدولة الذى خدم فيه وترقى به إلى رتبة لواء وعرف فيه قمعه واستبداده الشديد ضد معارضى النظام البائد»، بحسب وصف البيان. وذهب البيان إلى أن لبيب «قام بتزوير انتخابات مجلسى الشعب والشورى والمحليات لصالح الحزب الوطنى المنحل بتدخل مباشر منه مما أدى إلى حصول الحزب على أغلبية، وقام بممارسات قمعية على أهالى قنا بالغرامات غير القانونية والتعسفية ولم يقم بتنمية حقيقية داخل قنا فى النواحى الزراعية والصناعية والبشرية واهتم بالمظهر الجمالى فقط. وتابع: «لبيب له موقفه السيئ من ثورة 25 يناير أثناء توليه محافظا للإسكندرية حيث قتل الكثير من الثوار وأيضا سكوته على مقتل شهيد التيار السلفى الشهيد سيد بلال والشهيد خالد سعيد وشهداء كنيسة القديسين وإهدار المال العام حيث احتلت قنا أعلى نسبة صور للرئيس المخلوع مبارك. القوى السياسية بالإسكندرية ترفض «الفولى» محافظًا جديدًا أعلنت الأحزاب بالإسكندرية العصيان على حركة المحافظين الجديدة، التى تضمنت تعيين الدكتور أسامة الفولى محافظا للإسكندرية، حيث أعلنت الأحزاب عن رفضها ل«الفولى» محافظا للإسكندرية، واستنكارها لتجاهل القائمة التى سبق أن أرسلتها إلى الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء عقب استقالة الدكتور عصام سالم المحافظ السابق، التى تضمنت بعض الشخصيات من بينها «المستشار أحمد مكى، والمستشار محمود الخضيرى، والدكتور عمر السباخى، والمحامى عبدالرحمن الجوهرى». واستنكر حزب الحرية والعدالة فى بيان أصدره أمس، تعيين «الفولى» محافظا للإسكندرية، على الرغم من الوعود السابقة من المجلس العسكرى وحكومة الدكتور عصام شرف بتطهير مؤسسات الدولة من فلول النظام البائد. وأشار «البيان» إلى قلق الحزب تجاه قرارات تعيين عدد من المحافظين المحسوبين على النظام البائد بينهم «الفولى»، عضو الحزب الوطنى، وعادل لبيب المحافظ السابق بالإسكندرية والقيادى الأسبق بجهاز مباحث أمن الدولة، وهو ما يتعارض مع مطالب الثورة ويهدد مستقبلها، مطالبا المجلس العسكرى وحكومة الدكتور عصام شرف بإعادة النظر فى التعيينات الجديدة للمحافظين والتأكد من تاريخهم السياسى. كما أعلن الائتلاف المدنى الديمقراطى بالإسكندرية، عن استيائه من حركة المحافظين الأخيرة، التى غلب عليها وجوه أمنية وعناصر مرتبطة بالحزب الوطنى المنحل والنظام السابق، وهو ما يعكس أن جهاز أمن الدولة تحت مسماه الجديد «الأمن الوطنى» هو من يرفع التقارير لاختيار المحافظين، الأمر الذى يتنافى مع روح ومطالب ثورة 25 يناير، فى القضاء على هيمنة الدولة البوليسية، التى كانت تعلى أهل الثقة على أهل الكفاءة، وذلك وفقا لرشاد عبدالعال، المتحدث الرسمى للائتلاف. وأشار «رشاد» إلى أن «الفولى» كان عضوا بالحزب الوطنى المنحل وتولى عمادة كلية الحقوق بجامعة الإسكندرية، عندما كان جهاز أمن الدولة يتولى إدارة ملفات تعيين العمداء ورؤساء الجامعات، فضلا عن تورطه مع جهاز أمن الدولة فى تزوير انتخابات نادى أعضاء هيئة التدريس، وصدور أحكام قضائية لصالح بعض أعضاء النادى، نتيجة عمليات التزوير التى تمت لصالح «الفولى»، مضيفا أن الإسكندرية كانت بحاجة لمحافظ يمثل روح الثورة، نظرا لطبيعتها الثورية. وأكد الائتلاف على إدماج اسم المحافظ الجديد مع بعض القيادات الأمنية المطلوب عزلها وإيقافها عن العمل، والمتهمة بقتل الثوار وتعذيب النشطاء السياسيين قبل 25 يناير فى إطار حملة «مطاردة» التى تأتى ضمن فاعليات الائتلاف بالإسكندرية. كما أكد الدكتور محمد أبورابح أمين حزب الوفد بالإسكندرية، رفض الوفد ل«الفولى» محافظا للإسكندرية كشخصية من فلول الوطنى، مشيرا إلى أن الإسكندرية بها العديد من الشخصيات القادرة على العطاء أكثر من الفولى، مستنكرا موقف الحكومة وأن تضرب عرض الحائط برأى الجمهور السكندرى، مضيفا أن «الفولى على المستوى الشخصى قادر على العطاء». واستنكر المهندس عصام عبدالمنعم منسق حزب الكرامة بالإسكندرية، اختيارات الحكومة للمحافظين، مشيرا إلى أنها تأتى بأصدقاء لها من أعضاء الوطنى المنحل ممن عليهم علامات استفهام، مشيرا إلى أن جميع القوى بالإسكندرية كانت تنتوى دعم ومساندة أى محافظ تأتى به الحكومة من خارج الحزب الوطنى «المنحل». وأضاف «عبدالمنعم»: المحافظ الجديد ظل بعيدا عن مصر طيلة 5 سنوات ماضية من خلال انتدابه بدولة الكويت، وهو ما يعكس بعده عن الشارع والوضع المصرى بعد أحداث الثورة. فيما أصدر أعضاء هيئة التدريس بجامعة الإسكندرية بيانا أمس، يعترضون فيه أيضا على تعيين محافظ الإسكندرية الجديد الدكتور أسامة الفولى عميد كلية الحقوق الأسبق والذى كان يتبع الحزب الوطنى المنحل فضلا عن تقلده منصب العميد سابقا، وأشار البيان إلى أنه «من المعروف أن من يتقلد هذا المنصب قبل ثورة 25 يناير لابد أن يحظى أولا برضا الحزب المنحل ثم جهاز أمن الدولة». عبد القادر ينفى اعتذاره عن منصب محافظ الغربية ويعد ب«إنجازات» نفى محافظ الغربية الجديد المستشار محمد عبدالقادر ما تردد بشأن اعتذاره عن تولى منصب محافظ الغربية، مبديا استياءه من الأصوات المعارضة لتوليه المنصب، والتى ظهرت على بعض المواقع الإلكترونية. وقال فى تصريحات صحفية : «هذا لا يليق باستقبال محافظ جديد جاء ليخدم أبناء وشعب المحافظة»، مشيرا إلى أنه حقق فى الشرقية العديد من الانجازات التى يشعر بها المواطن الشرقاوى وأهمها القضاء على الفساد بالمحليات، وأن العبرة ليست بأعمار المحافظين وانما بالجهد والعمل. وأكد عبدالقادر أنه سيعمل جاهدا على تنظيف المحليات بالمحافظة من الفاسدين وتنظيم العمل بها بما يساعد على تقديم أفضل الخدمات للمواطن بالمحافظة ومن أهم أولوياته أن تعود مدينة المحلة «قلعة الصناعة الكبرى» إلى سابق عهدها. فى المقابل استقل بعض شباب المحلة بعد صلاة التراويح مساء أمس الأول سيارة بمكبرات صوت وجابوا شوارع المدينة يدعون المواطنين للتجمع أمام مجلس مدينة المحلة الكبرى لتنظيم وقفة احتجاجية للمطالبة ببقاء الفخرانى محافظا للغربية مرددين «لا للغرباء لا للوسطاء»، «نعم للفخرانى ابن محافظة الغربية استمرارا واستكمالا لمسيرة العطاء التى قام بها خلال فترة تواجده. وأكد المحاسب رضا الحلوف، عضو المكتب التنفيذى للاتحاد المستقل لشباب الثورة، أنهم بصدد استئجار عدد من الاتوبيسات لنقل شعب المحلة للتظاهر أمام محافظة الغربية، وهددوا بتصعيد الموقف فى حالة عدم الاستجابة لمطالب جماهير المحلة. محافظ أسوان يكشر عن أنيابه بعد يومين من تجديد الثقة فيه وعد محافظ أسوان اللواء مصطفى السيد بالتصدى لأى تجاوزات أو فساد وفرض سيطرة القانون، وذلك بعد يومين فقط من تجديد ثقة المجلس العسكرى فيه محافظا للإقليم فى حركة المحافظين الأخيرة. وأكد المحافظ أنه لن يتهاون فى إزالة أى تعديات أو مخالفات أو إشغالات تمت خلال الفترة الماضية استغلالا للانفلات الأمنى الذى حدث سواء فى شكل تعديات على أراض فضاء ملك الدولة بإنشاء مبان غير مرخصة أو أراض زراعية أو القيام بإشغالات مخالفة على الطرق العامة. وأشار السيد إلى أن المرحلة القادمة ستشهد أيضا فرضا لسيطرة القانون على الشارع الأسوانى من خلال التصدى لمحاولات البلطجة وإثارة الفوضى، مؤكدا على أهمية تماسك جميع قوى المجتمع لتحقيق الاستقرار وانعكاس ذلك على عودة الحركة السياحية وجذب المزيد من الاستثمارات الداخلية والخارجية ودوران عجلة الإنتاج والعمل الخدمى. وأوضح أن التصدى للفساد يأتى فى مقدمة أولوياته حيث يتم البت فورا فى أى شكوى أو بلاغ يتقدم به أى مواطن، لافتا إلى أن محاولات التشكيك التى تستهدف المشروعات التنموية فى مختلف القطاعات وخاصة الإسكان لن تنجح فى وقف عجلة التنمية بالمحافظة. وأكد المحافظ أن الفترة المقبلة ستستمر فيها سياسة إدارة المحافظة بالمشاركة المجتمعية مع جميع القوى والحركات السياسية، وأيضا منظمات المجتمع المدنى والقيادات الطبيعية لخلق مساحة أكبر من الممارسة الديمقراطية وحرية التعبير لتحقيق كل ما يصبو إليه المواطن الأسوانى. والفولى ونائبه ينفيان صلتهما ب«المنحل» حالة من الجدل الحاد عمت مدينة الإسكندرية من جانب القوى السياسية عقب اختيار الدكتور أسامة الفولى محافظا للإسكندرية واللواء إيهاب فاروق نائبا له، فيما اكتفى المواطن السكندرى العادى بجدال البحث عن حلول للمشاكل التى حاصرت الإسكندرية من بناء مخالف وقمامة وأسواق عشوائية. وفى الوقت الذى عبرت القوى السياسية من جانبها فى بيان لها عن رفضها التام لاختيار المحافظ الجديد ونائبه باعتبارهما من فلول الوطنى على حد قولهم، وبمواجهة الدكتور أسامة الفولى واللواء إيهاب فاروق بتلك الاتهامات. فى البداية نفى الدكتور أسامة الفولى محافظ الإسكندرية الجديد تماما ما جاء فى بيان القوى السياسية من حيث انتمائه للحزب الوطنى قائلا فى هذا الإطار «لم أكن يوما حزبا وطنيا ولا مضيت استمارته فى يوم من الأيام وتعجبت جدا من حملة الافتراء المبكرة ضدى». وأوضح الفولى أن علاقته بالحزب الوطنى تمثلت فى أن أمين الحزب الوطنى بالإسكندرية الدكتور سعيد الدقاق كان عميدا لكلية الحقوق فى الوقت الذى كان يشغل فيه هو منصب وكيل الكلية، مستنكرا هذا الافتراء لأجل أغراض ومصالح سياسية. بينما أشار اللواء إيهاب فاروق نائب محافظ الإسكندرية إلى قيامه بقبول تلك المهمة لتحقيق مطالب شعب الإسكندرية وشباب الثوار. ونفى اللواء إيهاب فاروق الذى شغل منصب وكيل وزارة السياحة سابقا انتماءه للحزب الوطنى المنحل قائلا فى هذا الشأن «إننى من أبناء مدينة الإسكندرية وابن من أبناء القوات المسلحة بالقوات البحرية، ولم أنتم يوما لأية تيارات أو أحزاب سياسية». «القوى السياسية» ترفض بقاء عابدين فى كفر الشيخ أكد الاجتماع الطارئ الذى عقد مساء أمس الأول عقب صلاة التراويح بمقر نقابة المحامين بكفر الشيخ الذى ضم مختلف القوى الوطنية وائتلاف شباب الثورة وحركة شباب 6 أبريل رفضها لبقاء اللواء أحمد زكى عابدين محافظا لكفر الشيخ. وهددت هذه القوى بالتصعيد والدعوة إلى عصيان مدنى يشارك فيه جميع طوائف الشعب، باعتبار عابدين رمزا من رموز النظام السابق وأحد كبار الداعين لحمايته قبل الثورة. وأسفر الاجتماع عن بيان مشترك طالبوا فيه حكومة الدكتور عصام شرف بإقالة المحافظ الحالى وتعيين آخر بدلا منه لا يرتبط بالنظام السابق بأى صلة. وقال المنسق العام لحركة شباب 6 أبريل بكفر الشيخ، محمد الشهاوى، إن مختلف القوى الوطنية والشعبية والشبابية ترفض بقاء عابدين محافظا لكفر الشيخ أو أى محافظة أخرى، مؤكدا أن الدعوة للعصيان المدنى قائمة ومستمرة خلال الفترة القادمة حتى تتم إقالة عابدين من منصبه. محافظ البحر الأحمر الجديد «يحارب الفساد فى كل مكان» فى أول تصريح له بعد توليه منصب محافظ البحر الأحمر، أكد اللواء محمود عاصم أنه «سيحارب الفساد فى كل مكان». وقال إنه معروف عنه أنه لا يتردد فى إحالة أى مسئول أو موظف إلى المحاكمة إذا أخطأ، مؤكدا أنه سيدرس المحافظة جيدا ثم سيصدر قرارات لا رجعة فيها. والمحافظ الجديد للبحر الأحمر هو ابن قرية الأحراز مركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، وعاش فى القاهرة وتخرج فى الكلية الحربية.