أكد عدد كبير من القيادات الحزبية والناشطين السياسيين في معرض تقييمهم لظاهرة المنشقين عن الحزب الوطني، أن هذه الظاهرة وراءها مصالح شخصية ضيقة، وغياب للالتزام الحزبي وانتهازية سياسية غير مقبولة!! وطالبوا بضرورة تفعيل العمل المؤسسي الحزبي إلي جانب تفعيل دور المجالس المحلية لكي تخفف الضغط علي الانتخابات البرلمانية، وأشاروا إلي أن المنشقين لأسباب مختلفة لجأوا لتحكيم الشارع المصري ولم ينصاعوا لقرارات الحزب.. مؤكدين أن هؤلاء يجب أن يظلوا مستقلين لأن الناخبين قد أعطوهم أصواتهم علي هذا الأساس، وانتقدوا من جانب آخر قيادات الحزب الوطني الذين يفتحون للمنشقين باب العودة من جديد للحزب بدلاً من تحدوا قرارته ولم يلتزموا بها ووصفوا هذه الظاهرة بأنها انتهازية من الطرفين سواء من الحزب الذي قبل هذا المبدأ الخاطئ أو من المنشقين الذين بحثوا عن المصلحة الشخصية وتحدوا قرارات الحزب باللجوء إلي تحكيم الشارع. يقول د. سمير فياض نائب رئيس حزب التجمع إن حدوث ما يمكن أن نسميه بالمنشقين علي الحزب الوطني وراءؤ عدم التزام حزبي وانتهازية سياسية وغياب للفكر السياسي الواضح ومصالح شخصية للعضو المنشق يريد تحقيقها من وراء دخول البرلمان.. إلي جانب التداخل بين شخصية المرشح وشخصية الحزب.. مشيراً إلي أن تجربة الحزب الوطني في اختيار مرشحيه قد تمخضت عن تغيير أكثر من 130 نائباً سابقاً في البرلمان والدفع ب 146 وجهاً سياسياً جديداً إلي معترك الانتخابات.. مما أدي إلي حدوث ظاهرة الانشقاق.. ودخول أعداد كبيرة كانت منتمية للحزب الوطني الانتخابات البرلمانية الحالية كمستقلين في معظم الدوائر مستوي الجمهورية. الأغلبية البرلمانية وأوضح د. سمير فياض أن الحزب الوطني قد صنف المنشقين عنه إلي نوعين: الأول منشق مازال عضواً في الحزب ولم يقدم استقالته ودخل الانتخابات كمستقل.. والثاني منشق قرر ترك الحزب وانضم بالفعل لحزب آخر.. وهنا الحزب الوطني وهذا ما أتوقعه سيكرر ما حدث عام 2000 عندما قبل انضمام المستقلين إليه رغم خروجهم عن الالتزام الحزبي وتمكن بسبب انضمام المستقلين إليه من تحقيق الأغلبية البرلمانية لصالحه آنذاك. نفس الشيء سيفعله الحزب الوطني هذه المرة.. المنشق المنضم لحزب آخر لن يقبله الحزب كعضو في البرلمان حسبما أعلن أما المنشق الذي مازالت عضويته قائمة، سيدخل ضمن الهيئة البرلمانية للحزب الوطني بكل تأكيد.. وبذلك يتمكن الحزب من تحقيق الأغلبية البرلمانية المطلوبة علي أسس وتوجهات غير سليمة!! الغد والناصري ويضيف د. فياض: أن ظاهرة الانشقاقات لم تحدث فقط في الحزب الوطني وحده، بل حدثت في حزب الغد كما شاهدنا جميعاً، حيث تم تكوين ما يسمي بجبهة شرفاء الغد ودخل أعضاء من هذه الجبهة الانتخابات في العديد من الدوائر.. أيضاً هناك حسبما أعلن انشقاق محدود في الحزب الناصري.. فحيدر بغدادي علي سبيل المثال خرج من الحزب وخاض الانتخابات مستقلاً في دائرة الجمالية وهي الدائرة التي يوجد بها وزير الإسكان د. محمد إبراهيم سليمان. انتهازية سياسية ومن جهته يري طلعت رميح قيادي بارز سابق في حزب العمل المجمد أن المنشق الذي يخوض الانتخابات كمستقل تحركه مصالح شخصية وانتهازية سياسية واضحة مشيراً إلي أن المنشقين عن الحزب الوطني الذين تخطاهم المجمع الانتخابي فأصروا علي خوص الانتخابات كمستقلين، علي أمل الانضمام بعد ذلك للحزب مثلما حدث من قبل، لا يهدفون لتحقيق مصالح قومية أو وطنية بل يحركهم في المقام الأول دوافع شخصية بحتة!! وأضاف رميح: أن أحداً لم يفكر من هؤلاء المنشقين فيما سوف يقولونه للناخبين عن سياسات الحزب التي عملوا تحت راياته لفترة طويلة مؤكداً أن تجربة انشقاقات عام 2000 ستتكرر وسيقبل الحزب الوطني بهؤلاء ضمن صفوفه، ليتمكن من تحقيق الأغلبية البرلمانية التي عن طريقها يمكن أن يمرر ما يريد من قوانين وسياسات. تحكيم الشارع وقد اتفق رفعت العجرودي رئيس حزب الوفاق القومي مع طلعت رميح وأضاف: أن المنشقين لجأوا إلي تحكيم الشارع ولم ينصاعوا لقرارات الحزب لأنهم يسعون إلي تحقيق مصالح معينة من خلال البرلمان.. موضحاً أنهم أضروا بحزبهم أبلغ الضرر لأنهم ساهموا في تفتيت الأصوات داخل الدوائر المرشحين بها.. وقد وضح هذا في العديد من الدوائر.. وعلي سبيل المثال في دائرة بولاق خاض الانتخابات كل من اللواء بدر القاضي مرشح الحزب الوطني ورجل الأعمال محمد المسعود المنشق عن الحزب مما أدي لتفتيت الأصوات بين أكثر من مرشح ينتمي لنفس الحزب.