الشيوخ يستقبل أعضاءه عن دوائر محافظات قطاع شمال ووسط وجنوب الصعيد وغرب الدلتا.. غدًا    أسعار الأسمدة اليوم الثلاثاء 2025/9/23    برلماني: الاعتراف بدولة فلسطين خطوة تاريخية علي الطريق الصحيح    إخلاء سبيل المطربة بوسى.. التفاصيل الكاملة    الحلقة الرابعة من "نور مكسور" تقلب موازين اللعبة وتفجر مفاجآت غير متوقعة    حقيقة الفيديو المتداول ل«موكب الشرع في الولايات المتحدة الأمريكية»    القنوات الناقلة لمباراة ريال مدريد وليفانتي مباشر اليوم في الدوري الإسباني    هذا هو موعد عرض فيلم برشاقة لهشام ماجد في دور العرض السينمائي    أمين الفتوى يوضح كيفية الصلاة على متن الطائرة ووسائل المواصلات المختلفة (فيديو)    «الصحة»: لقاح الإنفلونزا يقلل الأعراض ويصلح لكل الأعمار    الرئيس التنفيذي ل "صندوق الإسكان الاجتماعي" تعرض التجربة المصرية الرائدة لتوفير السكن الملائم للمواطنين    نائب محافظ القاهرة تقود حملة لرفع الإشغالات والتعديات بمدينة نصر    انطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة    «القومي للمرأة» يشارك في الملتقى الدولي لفنون ذوي القدرات الخاصة «أولادنا»    بوليتانو في نابولي حتى 2028    جوارديولا يحسم موقف مرموش من مواجهة السيتي في كأس الرابطة    محافظ الدقهلية: فتح عيادة أطفال ونقل لجنة القلب إلى مركز اللجان الطبية التخصصية بسندوب لخدمة أبناء المحافظة    وفاة وإصابة 13 شخصا في تصادم ميكروباص مع جامبو بالشرقية    الواسطى وناصر ببنى سويف يستعدان لفصل الشتاء بهذة الإجراءات (تفاصيل)    وكيل صحة شمال سيناء يتفقد انتظام العمل بمستشفى العريش    منتخب الشباب يودع كوينتيرو بجولة ترويحية.. ويغادر إلى سانتياجو استعدادًا للمونديال    اليوم العالمي للغة الإشارة.. 4 خطوات أساسية لتعلمها وإتقانها    المستشار محمود فوزي يبحث مع وزير الشباب مبادرات مشتركة تستهدف توعية وتأهيل النشء    محافظ المنوفية يلتقي رئيس الجامعة لبحث أوجه التعاون وتعزيز الشراكة    ليفربول يخطط لمكافأة جرافينبيرج بعقد جديد    رونالدو يحتفل باليوم الوطنى ال95 للمملكة بالزي السعودي.. صور    أبراج تفضل الزواج عن حب ومالهاش في الصالونات.. برج الحمل والأسد الأبرز    التعليم العالي: اليوم آخر فرصة للتقديم الإلكتروني لطلاب التكنولوجيا التطبيقية    محافظ أسوان يتابع حملة رفع أكثر من 400 حالة إشغال بالسوق السياحي القديم    مصر تستضيف ورشة عمل اللجنة الدولية المعنية بتعزيز سياسات حماية المستهلك    «سلم الراية.. في قنبلة موقوتة».. نجم الأهلي السابق يطالب الخطيب بالابتعاد عن النادي    «أسوشيتد برس»: نصائح الدكتور ترامب للنساء الحوامل بشأن باراسيتامول خطيرة وغير مثبتة    عبلة الألفى تطالب بأهمية التوسع فى الولادة الطبيعية بمنظومة رعاية الأم والطفل    وزيرة التنمية المحلية توجه بدعم السياحة البيئية بالمنطقة    دول غربية تعرض المساعدة في علاج مرضى من غزة في الضفة الغربية    أجواء خريفية معتدلة صباح غد وشبورة واضطراب بالملاحة والعظمى بالقاهرة 32    التفاصيل الكاملة لألبوم مصطفى قمر الجديد «قمر 25» وموعد طرحه    بالمستند.. «التعليم» تصدر تعليمات بشأن دراسة مادة اللغة الأجنبية الثانية    ميدو يهاجم رابطة الأندية بسبب بيراميدز: "قلة احترام وتقدير"    نائب ب«الشيوخ»: قرار الرئيس بالعفو عن عدد من المحكوم عليهم يعكس البُعد الإنساني ويعزز قيم العدالة والتسامح    حدفوه بطوبة من الخارج.. إصابة تلميذ في الرأس داخل مدرسة ابتدائية بقنا    دعاء استقبال شهر ربيع الآخر 1447.. ردده الآن    نسرين عكاشة: موافقتي على جزء سادس من مسلسل "ليالي الحلمية" غلطة وندمانة عليها    محافظ أسيوط يشهد احتفالية تكريم المتفوقين من أبناء دار الصفا لرعاية الأيتام    مواصلة الجهود الأمنية لتحقيق الأمن ومواجهة كافة أشكال الخروج على القانون    وزيرة الخارجية البريطانية تشن هجوما جديدا على نتنياهو بسبب أطفال غزة    كجوك يستعرض جهود تحفيز الاستثمار بالتسهيلات الضريبية والسياسات المالية الداعمة للإنتاج والتصدير    غيابات الأهلي أمام حرس الحدود في الدوري الممتاز    الرئيس السيسي يستقبل رئيس رواندا في زيارة رسمية لتعزيز التعاون الثنائي    وزير الخارجية: قلقون لما يتعرض له التراث الفلسطينى من تدمير إسرائيلى    أسعار الخضروات بأسواق المنيا اليوم الثلاثاء23 سبتمبر 2025    مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 بالدوري المصري والبطولات العالمية    ما حكم صلاة مريض الزهايمر.. «الإفتاء» توضح    حكم لبس الحظاظة في الإسلام.. دار الإفتاء توضح    حكم فسخ الخطوبة بسبب ترك الصلاة.. دار الإفتاء توضح    آخر تحديث لسعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الثلاثاء 23 سبتمبر 2025    بعد البيانو.. سميح ساويرس يكشف عن حلمه الجديد: أستعد لإخراج أول أفلامي.. وهذه نصيحي للشباب    الداخلية تكشف ملابسات صورة جرافيتي على مبنى محافظة الدقهلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جريمة النرويج البشعة تفزع بريطانيا..خطر السلفية المتعصبة يزحف نحو أوروبا
نشر في الأهالي يوم 05 - 08 - 2011

الشرطة تتحري أسرار واتصالات اليمين العنصري في الغرب
يقلق الحادث الإرهابي الذي جري في النرويج ، الدوائر الأمنية البريطانية خصوصاً ما يشير إلي اتصالات بين مرتكب هذه الجريمة أندروز بهرينج بريفيك وبعض منظمات اليمين البريطاني ، في ظل إشارات بوجود موجة بين تيارات أوروبية يمينية تنحاز إلي تعصب وانغلاق وتلتقي عند محاور عدائية ، توجه
نيران دعايتها نحو فرق سياسية مختلفة ، داعمة لتيار التعدد الثقافي وحقوق الأقليات ومساندة لحقائق علي الأرض مرتبطة بالإسلام في البيئة الأوروبية .
ودعاة النقاء العنصري علي الطريقة الهتلرية ، يريدون أوروبا نظيفة تماماً من أديان أخري غير المسيحية . وهم أقلية في ظل تيار ديمقراطي عريض يرحب بالآخر ويفتح له المجال في ظل تعددية ثقافية تعطي المجتمعات الأوروبية حيوية بالغة وتنوع مثير يصب في صالح الاستقرار والتنمية .
يشعر التيار القومي الأوروبي المنتشر في بيئات مختلفة ، سواء في الدنمارك والنرويج وهولندا وبريطانيا بالحاجة إلي التصدي لما يدعونه بتغيير ثقافة القارة والتأثير علي إنتماء ديني لها يتمثل في المسيحية .
والمثير للأمر أن هذه الدول الأوروبية شكلت نهضة اعتماداً علي علمانية تُفصل بين الدين والدولة . وهذا يعود إلي عصر التنوير الأوروبي الذي حقق هذا الانتقال . لكن الأزمة الأوروبية عكست نبضها في صعود النازية والفاشية واندلاع الحرب العالمية الثانية التي خاضها التحالف علي قواعد ديمقراطية صريحة وتعددية وانفتاح يلغي جميع أشكال التمييز .
انهيار السوفييت
وقد بدأت في السنوات الأخيرة مع انهيار الإتحاد السوفيتي ظهور رياح قومية في أوروبا ، حدث ذلك في قلب يوغسلافيا ، عندما حاول الصربيون فرض إرادتهم والقيام بحرب تطهير عنصرية داخل البلقان . ولعل ما جري في البوسنة والهرسك ثم بعد ذلك في كوسوفو يكشف مدي انهيار القشرة الحضارية المنفتحة وظهور الأمراض العنصرية الكريهة بكل ألوانها .
وقد خطط الإرهابي النرويجي لقتل أبرياء من مواطنيه لطرح القضية التي يؤمن بها ، وهي تطهير أوروبا من عرقيات وأديان وتأسيسها فقط علي الجنس الأبيض المسيحي . هذه الدعوة هي شكل نازي جديد ، غير أنها أكثر قسوة ووحشية ، إذ اختار هذا المجرم قتل أكثر من 90 شخصاً من مواطنيه وأهل بلده لتجسيد فكرته وجذب الأنظار إليها .
هذا يكشف مدي جنون العنصرية وتخريبها وتزمتها وأزمتها أيضاً ، إذ كان يمكن له الدعوة لأفكاره بطريقة سلمية تختلف تماماً عما ارتكبه وتلتقي مع رغبات المجتمعات الأوروبية التي تسمح بحرية التعبير مهما كانت الأفكار سخيفة وسوداء .
وقد شرح أندروز بريفيك أفكاره المدمرة ووجه انتقادات حادة لبلاده نتيجة مشاركة حلف شمال الأطلسي في الحرب علي النظام العنصري الصربي الذي كان يقود الحرب الإبادية ضد مسلمي البلقان .
استعمار إسلامي
هذه الحرب أزعجت الاتجاهات اليمينية المتطرفة في أوروبا والتي ترتدي قناع المسيحية ، بينما تلتزم بأبشع الأفكار دموية والدليل ما قام به الإرهابي النرويجي ، الذي قتل مواطنين بعمد وإصرار للفت الإنتباه إلي مشروعه الذي يدعو إليه للمحافظة علي أوروبا نقية من أقليات وعرقيات وأديان خصوصاً الإسلام .
يستخدم أندروز تعبيراً بشأن ما يدعيه بأسلمة أوروبا ، أو المعني الأكثر تطرفاً بالحديث عن الاستعمار الإسلامي للقارة في نظره .
كانت النازية أعلي مراحل التدمير وتتحدث عن النقاء العنصري والإنسان الأوروبي المتفوق . وهذه النظرية الوحشية قاتلة ، لكن تعتنقها بعض تيارات متطرفة داخل القارة ولعل حادث النرويج يكشف الخطر في الداخل وليس في الخارج .
لقد اعتادت أوروبا علي اكتساب هجرات مختلفة ، واعتمدت دائماً علي فكرة التسامح والمساواة . وتلك شعارات الثورة الفرنسية في أعلي درجات تجلياتها ، غير أن القارة مع أزمات اقتصادية وهزات عنيفة تمر بها تفرز بعض التيارات المدمرة القادرة علي إرتكاب هذه الحماقات بتلك الدرجة الإجرامية كما حدث في النرويج .
المجرم النرويجي زار لندن منذ سنوات ، وتسعي الأجهزة الأمنية لمعرفة اتصالاته بالمجموعات اليمينية المتطرفة ، وإذا كان هناك ما يشبه التخطيط لتكرار عمليات بهذا الحجم مثلما حدث في العاصمة النرويجية : أوسلو .
ويعبر أندروز بريفيك عن عداء مرضي للإسلام ، ويضيف إلي سلسلة العداء المجموعات السياسية والفكرية الداعية للتنوع الثقافي والحامية للأقليات باعتبار أن الجميع يصنع ثقافة إنسانية واحدة تفيد الجنس البشري .
لكن هؤلاء أعداء السلم الإنساني يفجرون الأرض بالعنصرية البغيضة ويقتلون أبرياء بالتعبير عن أفكارهم المريضة والغارقة في الكراهية والمشبعة بحقد دفين لا مبرر له علي الإطلاق .
هزيمة الفاشية والنازية
لقد انهزمت النازية والفاشية معاً بإصرار معسكر الحرية حيث كان انتصاره يعني حماية العالم كله ووقف الحرب المدمرة لتجريد الكرة الأرضية من تنوع سكانها وتعدد ديانات وثقافات ، هي التي تمنح الكون وهجه الإنساني.
واليمين البريطاني ومجموعات هامشية نازية تدور في الحلقة ذاتها ، وأصبحت تركز هدفها علي دائرة واحدة تسمي بالإسلام وتطلق النيران وتحرض عليه ، غير أن قوانين بريطانيا الصارمة تكبل هذه التيارات وتحصرها في هامش ضيق ، غير أنها تمارس عدوانها داخل الأحياء الفقيرة التي توجد بها أقليات إسلامية وأخري تنتمي إلي عرقيات إفريقية وآسيوية .
إن هناك من يرفض في أوروبا انضمام تركيا إلي الإتحاد الأوروبي حتي لا يختل التوازن لصالح أغلبية إسلامية . وهذا منطق مغلوط فإنضمام أنقرة سيثري الإتحاد بالمزيد من التنوع والتجدد وعادات تضاف إلي رصيد شعوبه .
ويعمل هذا الحادث النرويجي لإزالة العقبات لدخول تركيا إلي عضوية الاتحاد لقمع الإتجاهات العنصرية وإقناعها بأن توسيع الساحة وقبول الآخر الإسلامي داخل حدود القارة يشكل الإثراء لأوروبا الجديدة التي يدخل الإسلام ضمن مكوناتها .
إن العنصرية تموت وتحتضر وهذا ما حدث في جنوب إفريقيا ، ولابد للقارة الأوروبية من تطهير بيتها الداخلي من تلك الأعشاب الضارة والقاتلة بالمزيد من الإنفتاح ووقف هذا العداء للإسلام ورفض الآخر مهما كان الخلاف معه .فالحل هو العيش معا في ظل قيم الدولة الحديثة التي تطبق قواعد المساواة كما وضعها الفرنسيون خلال ثورتهم العظيمة التي حررت البشرية من طغيان واستبداد .
حادث النرويج سيفتح عيون الأجهزة والمؤسسات البريطانية لمتابعة منظمات يمينية متطرفة تمارس الشغب ضد المسلمين والقوي الليبرالية والداعية لمساندة التعدد الثقافي في كل أشكاله.
استهدف مرتكب جريمة النرويج شد الانتباه لقضية عنصرية فاسدة يتحمس لها ، لكن علي الجبهة الأخري ستفتح الجريمة ملفات هذه الجماعات ليس في بريطانيا فقط وإنما داخل الإتحاد الأوروبي لمعرفة نوعية الخطر الحقيقي و الأمراض السخيفة التي تنمو داخل عقول بعض الشبان ، إذ يتصورون أن تطهير بلادهم من فئات وأديان أخري سيمنحهم السلام ، بينما العكس هو ما سيحدث إذا تمت هذه الكارثة ، ويكفي الرجوع للخلف لأكثر من نصف قرن لنري ما فعله هتلر و كل أنصاره من أصحاب نظرية التطهير العنصري ، التي ظهرت في طبعة جديدة مخيفة علي يد شياطين الصرب ومذابحهم المروعة وهزيمتهم بفعل الإرادة الدولية التي أنقذت البلقان من أيديهم القذرة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.