خلال الفترة الأخيرة رصدت الأوساط الغربية خاصة الأمريكية تحولات غريبة في الدعوة للديمقراطية في دول الشرق الأوسط، وعلي مدار الحقبة الماضية فإن محاولات الولاياتالمتحدةالأمريكية لنشر الديمقراطية قد حدث لها ردة، فأثناء المطالبة الأمريكية لم تحرز تقدم الحكومات العلمانية في الشرق الأوسط خاصة مصر والأردن وحتي السلطة الفلسطينية والمغرب أي تقدم علي صعيد الحريات السياسية.. ولذلك فإن المستفيد الأول من هذا الاتجاه هي الأحزاب الدينية، واليوم تدور الدائرة.. فالأحزاب الإسلامية قد فشلت في اختيارات الحكم وحتي حكم نفسها، وكان آخر تلك الاختيارات الأب الروحي للأحزاب الإسلامية، وهي جماعة الإخوان المسلمين.. التي عانت من الاضطهاد في مصر وإن كانت لاتزال أبرز أشهر تلك الجماعات الدينية عندما نجحت في الحصول علي 20% من مقاعد البرلمان عام 2005 وأصبحت أكبر كتلة معارضة فيه.. لكن عقب الانتخابات الداخلية لجماعة الإخوان المسلمين فقد حدث الانشقاق داخل الجماعة، وأصبح جناح المحافظين متهما بخرق قواعد الانتخابات، ويعتبرها الليبراليون داخل الجماعة مؤامرة داخلية، لقد أحدثت تلك العملية انشقاقا في الجماعة ويبدو أن جماعة الإخوان المسلمين بتلك العملية ستخسر ربع مقاعدها في الانتخابات القادمة، وقد وضح أن الأحزاب الإسلامية في الأردن والمغرب وحتي غزة باتت في حالة ركود نتيجة عدم قدرة تلك الأحزاب علي حكم نفسها أولا، وقالت مجلة نيوزويك إن العقبات التي تواجه تلك الأحزاب الدينية جاءت من داخلها.