تعددت الروايات حول أحداث الشغب التي حدثت الأسبوع الماضي بمنطقة منشأة ناصر علي أثر الاشتباك المسلح بين المسحيين والمسلمين علي خلفية هدم كنيسة «صول» بمركز أطفيح محافظة حلوان وطرد الأقباط من منازلهم بالقرية. اختلف شهود العيان في رواية الأسباب الحقيقية التي أدت إلي هذه الأحداث الدامية وخلفت عشرات الجرحي والقتلي واتلاف وحرق 7 مصانع للبلاستيك والكارتون ونهب العديد من منازل بعض المواطنين المسيحيين. أولي هذه الروايات يذكرها موسي غايث قائلا: قام أهالي عزبة الزرايب من المسيحيين بقطع طريق صلاح سالم احتجاجاً علي أحداث أطفيح تعبيرآً عن غضبهم. وسرت إشاعة عن أن المسلمين سوف يشعلون النار في مسجد السيدة عائشة وفوجئنا بتوافد الآلاف إلينا يحملون الأسلحة البيضاء والمولوتوف واشتبكوا معنا لساعات متأخرة من الليل واقتحموا العزبة واعتدوا علي ممتلكات خاصة بالمسيحيين. ويروي رامي الجبالي أن عددا كبيرا من سكان الزاريب مسلمين وأقباطا خرجوا في وقفة احتجاجية بأول طريق المقطم وتفاقم الأمر عندما نزلوا إلي طريق صلاح سالم وقاموا بقطعه ومنع السيارات من المرور مما أثار حفيظة سائقي الميكروباص فقاموا بالاتصال بزملائهم في ميدان السيدة عائشة الذين تجمعوا بالعشرات واشتبكوا مع بعضهم البعض متبادلين قذف الحجارة والزجاج. ويؤكد رامي في روايته أن شحاتة المقدس نقيب الزبالين تحت التأسيس تآمر علي المحتجين من الطرفين حيث كان يعمل مرشداً لأمن الدولة وهو أول شخص قام بإطلاق الرصاص الحي من أعلي سطح منزله علي المشتبكين بشكل عشوائي في الوقت الذي أطلق رجال الجيش اعيرة نارية في الهواء لفض الاشتباك. أصابع خفية ويري صابر غبريال شاهد عيان للأحداث أن هناك أصابع خفية لبعض رجال الحزب الوطني وعضو مجلس شعب سابق استعان بالبلطجية المحسوبين لضرب المحتجين المسيحيين بالرصاص مما اضطرهم للانسحاب لداخل العزبة وقاموا بأشعال النيران في ثلاث فيلات وعدد كبير من المنازل و7 مصانع لتدوير القمامة وصناعة الحلويات وجراچ للسيارات ومخزن ورق. قناصة وقال فارس أنور يعقوب شاهد عيان إنه رأي القناصة تستخدم أسلحة نارية تعمل بالليزر تقوم بضرب المحتجين بالرصاص الحي من أعلي كوبري السيدة عائشة والجبل المحيط بالمنطقة. وكشف أمير وجيه أنهم نجحوا في القبض علي 13 جريحا من البلطجية الذين قاموا بمهاجمة المنازل وسرقتها وتم تسليمهم إلي دير القديس سمعان الذي أبلغ عنهم القوات المسلحة. وأكد مدحت إبراهيم أن أعمال التخريب والنهب جاءت من عصابة منظمة مدفوعة الأجر لإثارة هذه الفتنة وعندما اعترض طريقهم قائلاً إنه مسلم وجميع المنازل بحارة حسين الجيلاني أصحابها مسلمون ردوا عليه بالنفي قائلين «لا هنا ساكن شحاتة أنور وروماني فوزي وناصر مرزوق واحنا عايزينهم» وقاموا بقتل علي محمد حسين بسبب دفاعه عن جيرانه المسحيين. ضحايا وأصيب عدد كبير من الشباب بالمنطقة ومازال يرقدون بالمستشفي فيقول جرجس خلف أن ابنه كيرلس أصيب بطلق ناري في ساقيه واستقرت رصاصة أخري في صدر زميله هيثم مجدي ونقلوا علي أثرها إلي مستشفي قصر العيني ويرافقهم أمام عثمان الذي فقد إحدي كليتيه جراء الإصابة وتم استئصالها. وشيع أهالي منشأة ناصر جثامين 8 شباب من ضحايا الأحداث الدامية يوم الخميس الماضي في جنازة جمعت كل المسلمين والمسحيين من سكان المنطقة منهم عصمت ومهني عزت أشقاء وياسر مكرم وخلف صبري وملاك رسمي وشنودة عدلي وياسر فتحي ومينا فارس وسمعان نظمي وعلي محمد وأشرف فوزي ليلحقوا بشهداء 25 يناير إلي الجنة. خسائر وتخطت خسائر مواطني منشأة ناصر المادية المائة مليون جنيه وتشريد مئات العمال الذين كانوا يعملون بالمصانع التي تم تدميرها. يقول كيرلس عيد إن حجم المسروقات التي تم نهبها من منزله المكون من 4 طوابق تجاوزت مليون جنيه عبارة عن ممتلكات ذهبية وأثاث وفلوس سائلة بالإضافة إلي حرق مصنعين للبلاستيك مملوكين لوالده وجراچ سيارات يبلغ قيمتها 10 ملايين جنيه ومصنع بلاستيك آخر مملوك لمجدي عازر. كما واصل البلطجية أعمال التخريب حيث قاموا بحرق فيلا شحاته المقدس ومصنعه ومصنع يملكه أحمد فرج ويبلغ قيمته 20 مليون جنيه بالإضافة لمصنعيين للكارتون لصاحبهم جرجس فوزي ومخزن ورق تابع له. مستقبل عائلة ويذكر ناصر عزمي أن مستقبل عائلته ضاع بسبب قيام البلطجية باشعال النيران في خط غسيل وتخريز البلاستيك الذي يملكه ويبلغ 850 ألف جنيه بالإضافة لحرق عصارة ب 10 آلاف جنيه وبضاعة ب 7 آلاف جنيه كان ناصر قد قام ببيع أرضه الزراعية كلها بمسقط رأسه بمركز ديروط محافظة أسيوط لعمل هذا المشروع الذي جري تدميره بالكامل.