فور انتهاء صلاة الجمعة اشتعلت المحلة الكبري وخرجت جموع المصلين للشوارع الرئيسية والميادين مرددين شعارات وهتافات تطالب مبارك بالرحيل وتنادي بمحاكمة الفاسدين ومنددين في الوقت ذاته بالجرائم والإرهاب الذي قتل وقمع المتظاهرين في ميدان التحرير. واحتشدت عشرات الألوف في ميدان بنزايون وميدان البندر بعد أن تواجد عشرات الأشخاص المؤيدين لمبارك بميدان الشون أكبر ميادين مدينة المحلة الكبري والمعروف عنه في وسط السياسيين بميدان 6 إبريل وتحول حاليا ليعرف باسم ميدان الثورة. ولم ينجح مؤيدو مبارك القلائل من إيصال صوتهم وسط زئير الغضب المنبعث من الحشود التي بلغت في ذروتها ما يقرب من مائة ألف محتج ولم يجد المؤيدون أمامهم سوي الرحيل. بل زاد حماس المتظاهرين بعد أن انضم إلي صفوفهم بعض الذين كانوا قد تم حشدهم من قبل عضو مجلس شعب شهير ليرهبوا المتظاهرين ويمنعوهم من عمل مسيرة في ميدان الشون سابقا الثورة حاليا. وبين الشعارات اليسارية والاشتراكية والإخوانية والناصريين والليبرالية هتف جموع المتظاهرين وكل الهتافات توحدت علي الرغم من تنوعها تحت هدف واحد ألا وهو رحيل النظام الحاكم برمته كما توحدت الهتافات المطالبة بمحاكمة المجرمين والقتلة الذين أراقوا دماء الشهداء في الشوارع والميادين. وظلت المظاهرة قائمة لتتحول في نهايتها إلي حفلة سمر بين شعارات وأزجال وأشعار وغناء شارك فيها الكثير من أبناء المحلة الثائرين مسلمين ومسيحيين ليبراليين ويساريين إشتراكيين وإخوانا وناصريين... ليختتم المهرجان ويرفع الكرنفال مؤقتا انتظارا لما ستسفر عنه الساعات القادمة مع التذكير باستمرار التظاهر والاحتجاج.