ارغم ان المتحدث الرسمي باسم الجامعة العربية صرح بأنه لا صحة لوجود غطاء عربي للضربة الأمريكية المحتملة ضد سوريا.. لكن البيان الختامي للجامعة يوفر بالفعل هذا الغطاء. جاء في نص البيان ان الجامعة تحمل النظام السوري «المسئولة الكاملة» عن استخدام السلاح الكيميائي في غوطة دمشق، وتطالب «بتقديم كافة المتورطين في هذه الجريمة النكراء لمحاكمات دولية عادلة أسوة بغيرهم من مجرمي الحرب». وكان هذا هو نفس الموقف الذي اتخذته الجامعة العربية – مع الأسف الشديد – من احداث ليبيا قبل حوالي عامين. وهكذا اتخذت الجامعة العربية نفس الموقف الذي تتخذه اسرائيل، حيث صرح الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بأنه واثق بأن الولاياتالمتحدة سترد علي استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي. والبيان الختامي للجامعة العربية يشكل دعماً قويا للرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يريد الحصول علي موافقة الكونجرس علي شن عدوان علي سوريا، لأنه يعني ان العرب يشجعون الادارة الامريكية علي ضرب سوريا، وبالتالي لا داعي لأي تردد من جانب أعضاء الكونجرس في منح اوباما الضوء الأخضر للهجوم ولا مبرر للقلق الذي يسود الرأي العام الامريكي من هذا العدوان علي سوريا. وهنا لابد ان نسجل ان تصريح وزير خارجيتنا نبيل فهمي كان يعبر، بحق، عن موقف الشعب المصري. فقد اكد أن مصر ترفض توجيه أي ضربة عسكرية إلي سوريا، ودعا إلي انتظار تقارير لجنة التفتيش الدولية التي شكلتها الاممالمتحدة بشأن الأسلحة الكيميائية، رغم ان الجامعة العربية لم تطق الانتظار لحين معرفة نتائج تحقيقات تلك اللجنة بل ان نبيل فهمي حذر من ان سوريا تقترب من مخاطر التفكك والانقسام واصبحت مكانا للمتطرفين وصار القتل فيها.. علي الهوية. كما أوضح الوزير ان الحل السياسي هو الافضل. وربما لا يعرف أعضاء الجامعة العربية، الذين يتحمسون لشن عدوان امريكي علي سوريا، ان تنظيم القاعدة أعلن ان مقاتليه الذين يسيطرون علي فصائل المعارضة المسلحة الآن اختاروا صناديق الذخيرة.. لا.. صناديق الاقتراع وان التغيير لايكون إلا بالسيف وانهم يتفاوضون في الخنادق.. لا.. في الفنادق» علي حد تعبيرهم! ولم تعد قضية هؤلاء المقاتلين هي اسقاط بشارالأسد، وانما تدمير الدولة السورية والجيش السوري استكمالا للمخطط الامريكي الاسرائيلي التركي القطري بتدمير الدول والجيوش العربية لتحل محلها امارات دينية ومذهبية متطرفة متناحرة بهدف تكريس الهيمنة الامريكية الاسرائيلية التركية علي المنطقة. أما قطر فإنها مجرد خادم وممول لهذا المخطط. انها.. نهاية الجامعة العربية. لعربية