تصدرت الصحف اللبنانية اليوم، تصريحات الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" حول شن حملة عسكرية محتملة في سوريا، حيث اعتبرت صحيفة "السفير" اللبنانية، أن الغرب يشن حرباً جديدة على العالم العربي، من باب الأزمة السورية، فهو ينافق مجدداً في الذرائع والأسباب، تماماً كما في العراق والآن في سوريا، ويضع فكرة إنسانية وأخلاقية لتغطية جريمة كبرى، كسلاح الدمار الشامل أو السلاح الكيماوي. واستطردت الصحيفة قائلة "يريدنا أن نرضخ لمنطق القوة التي حصدت الملايين من الضحايا بسبب معاقبة أنظمة الاستبداد، يدّعي أن حربه عادلة وسلاحه نظيف وقتله وتدميره فريضة أخلاقية"، وتصفه بأنه صانع كل أنواع الأسلحة وكل أدوات الحرب الهمجية، ومنتج النووي والكيماوي والجرثومي والنابالم المحرق والقنابل العنقودية والمتشظية الفراغية، وهو سيد الحروب والمحارق البشرية، علي حد قول الصحيفة. وأضافت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" ووزير خارجيته "جون كيري"، شربا أمس، من "النبع ذاته"، حيث كان كلامهما متوافق ويكاد يكون متطابق، وذلك بعد أن صدما من رفض مجلس العموم الموافقة على ضرب سوريا، وإقفال أبواب مجلس الأمن الدولي بشمع "الفيتو" الروسي الصيني الأحمر. واعتبرت الصحيفة أن القاسم المشترك بين "أوباما" و"كيري" أنهما عبّرا علناً عن "إرباك الإدارة"، وأرادا مخاطبة الرأي العام الأمريكي، وحاولا طمأنة تل أبيب عبر توسلهم "الضربة المحدودة"، وكان لافتاً الإشارة الواضحة إلى إيران وحزب الله، لتبرير العدوان على سوريا، كما أشارت إلي أن "كيري" تسلح بالدعوات التي أطلقتها الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وتركيا وإسرائيل لمعاقبة النظام السوري على الهجوم بالأسلحة الكيميائية. أما صحيفة "الديار" اللبنانية فقد استنكرت الموقف قائله إن "الشيطان الرجيم" قرر إعلان الحرب على سوريا لإقامة "العدالة الإلهية" على أرضها، وأضافت مستهزئة "عدالة الله على الأرض السورية، باتت من فعل الإدارة الأمريكية، والرئيس الأمريكي الذي وعد الأمريكيين غداة فوزه بولاية رئاسية ثانية، ب"أمريكا بلا حروب،وبلا وُحُول أو مستنقعات"، بات يتعامل مع قضايا الأمم والشعوب على أنه "ممثل الله" في الشرق الأوسط". وأشارت الصحيفة إلي أن الإدارة الأمريكية "مصدومة ومحبطه" من موقف مجلس العموم البريطاني، الرافض الدخول في الحرب الأمريكية الجديدة، وقالت إن المزاعم الأمريكية التي تتحدث عن استخدام النظام في سوريا أسلحة كيميائية، يُذكّر بالمزاعم التي ساقتها الإدارة الأمريكية في العام 1964، لخوض الحرب "الفاجعة" ضد فيتنام، حيث ادعت أن قوارب تابعة لفيتنام الشمالية هاجمت المدمرة الأمريكية "مادوكس" في خليج "تونكين"، ثم بدأ القصف الأمريكي لفيتنام، وأصدر الكونجرس الأمريكي قرارا باستخدام القوة ضد فيتنام. وفي نفس السياق قالت صحيفة "النهار" اللبنانية، إن الرئيس "باراك أوباما" أذهل العالم والأمريكيين، عندما قال إنه قرر إرجاء القرار الذي اتخذه بتوجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري، كما كان متوقعا في أي وقت، إلى ما بعد استشارة الكونجرس الموجود حاليا في إجازته الصيفية. وأشارت الصحيفة إلي أن أوباما ومساعديه يعتقدون أنه سيكون قادرا على الحصول على موافقة الكونجرس، لتفادي النكسة الكبيرة المماثلة للنكسة التي مني بها حليفه رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون"، حين رفض مجلس العموم الموافقة على ضرب سوريا، ولكن "أوباما" يقامر بمكانته.