أقيمت بأتيليه القاهرة احتفالية في وداع الشاعر الراحل محمد عفيفي مطر شارك فيها عدد من الأدباء، في حين غاب عدد كبير من أصدقاء الشاعر وممن عاصروا تجربته. وقد بدأت الاحتفالية بعرض فيلم تسجيلي تحت عنوان «رباعية الفرح» عن «مطر» سيناريو علي عفيفي. في البداية تحدث القاص سعيد الكفراوي مؤكداً أن عفيفي مطر أعطي حياته لما يؤمن به من الشعر والوطن والأصدقاء، وتكريمه في هذا المكان هو تكريم لزمن شهد علاقاته وإبداعاته وعشقه للوطن، فهو حالة شعرية فريدة في بناء القصيدة وفي الرؤية وفي النظر إلي سؤال الوجود. وأضاف الكفراوي قائلاً: «عفيفي أحب الطمي والنهر والمخلوقات التي تعيش علي الضفاف، تجلي خلال كتابته لقصيدة مغايرة ونص يخصه، فقد آمن بعالم القرية والتفاصيل الصغيرة لهذا العالم وأرخ لذلك في 18 ديواناً. عفيفي الذي قال في شهادة له: «لم أطمع في رزق أحد ولم أصارع أحدًا وعشت حياتي مكتفيا لما أقيمه لنفسي». ثم قرأ الروائي وحيد الطويلة إحدي قصائد ديوان «فاصلة ايقاعات النمل». أما الشاعر سميرعبدالباقي فطالب بتدريس شعر عفيفي مطر في المدارس المصرية. خيال المزارع الشاعر فتحي عبدالله قال: الشعر فقط كان حال عفيفي مطر، فقد انشغل بخيال المزارع وربما كان ذلك نقطة تميزه بين أبناء جيله فلم يعان الاغتراب في المدينة كما عاني حجازي وعبدالصبور، وإنما كانت دواوينه احتفاء بالواقع الريفي. أما الجانب الآخر في دواوينه فهو ارتباط الذات بالمجموع فقدم في بعضها نقدا سياسيا بعيدا عن المباشرة. أما المرحلة الأهم والتي جعلت منه شاعرا كبيرا فهي التي قدم فيها مزجا بين الثقافة العربية والثقافة الفرعونية والثقافة العالمية من خلال دواوين «رباعية الفرح» و «أنت واحدها وهي أعضاؤك انثرت». ثم قرأ شوكت المصري قصيدة «يري السكران في شطح الدمع ويسمع». أما الشاعر علي عفيفي فتحدث عن علاقته بمطر والتي بدأت عام 1975 حيث كانت هناك جماعة أدبية في كفر الشيخ اسمها «حوريس» الأدبية كان من أعضائها محمد محمد الشهاوي وعلي قنديل وإبراهيم قنديل وأنا وعدد آخر من مبدعي كفر الشيخ، وفي جلستنا الأسبوعية عند عفيفي مطر نراه منتظرنا في شرفة منزله. وأضاف علي عفيفي: لقد جلست إليه وأنا صغير في مقعد الدرس قادني إلي ذلك إحساس بأنه الاستاذ، لم ينصح أحدًا بغير الحق، ولم يحرض أحدًا علي شئ غير حقيقي، ولذلك كان الجمال يسكن داخله، كان محبًا للكائنات وكان يعرف قيمتها صغيرة كانت أم كبيرة. الأب الروحي تحدث الشاعر رفعت سلام عن تأثير عفيفي مطر في جيل السبعينيات قائلاً: «تعلمنا من عفيفي قبل أن نراه وهنا لا أتحدث عن نفسي فحسب وإنما اتحدث عن جيل شعري، فقد كنا نبحث في النصف الاول من السبعينيات عن تجربة مختلفة وعن صوت مغاير، كنا قد مررنا بحجازي وعبدالصبور وأمل دنقل فاستهلكناهم جميعا، كنا نبحث عن صوت متفرد يشبه ما نحلم به فعثرنا عليه في «مطر» وقصائده القليلة التي كان ينشرها في «الطليعة» و «الآداب» البيروتية. وأضاف سلام: عندما أصدرنا «إضاءة 77» كان العدد الأول به كثيرا من رؤي عفيفي مطر وإن لم يكن موجودا بنصه داخل العدد، ثم كان العدد الثاني حيث نشرت أول دراسة نقدية أكتبها في حياتي عن ديوان «والنهر يلبس الأقنعة» لعفيفي مطر، وهو يمثل تجربة في الأسطورة واللغة والواقع. وهكذا كان «مطر» ركنا اساسيا في تجربة السبعينين فهو سيد للخيال وللغة وللصورة الشعرية فقصيدته فاتحة لآفاق أخري مغايرة. وقرأ الشاعر سعدني السلاموني قصيدة له مهداة إلي عفيفي مطر. وقرأ وجيه القاضي قصيدة أخري مهداة إلي الشاعر الراحل.. بالإضافة إلي قراءات للشعراء الشباب من ديوان «مطر».