دعا الأديب العراقى خضير ميرى إلى عقد مؤتمر نقدى عربى يشارك فيه عدد كبير من النقاد المصرين والعرب يتناولون فيه أعمال الشاعر الكبير الراحل محمد عفيفى مطر بالدراسة والتحليل، وذلك بهدف تعويض النقص والخوف النقدى من عفيفى مطر، فالنقاد العرب لم يتجاهلوا عفيفى مطر، بل هو من تقدم عليهم. جاء ذلك خلال الاحتفالية التى عقدها المنتدى الأدبى لأمانة القاهرة بحزب التجمع، مساء أمس، وشارك فيها عدد من الشعراء العرب والمصريين بقراءات لقصائد متعددة من أعمال عفيفى مطر، وهم الشاعرة السورية لينا الطيبى، ود.محمد السيد إسماعيل، ومحمود قرنى، وعاطف عبد العزيز، وعماد غزالى، وأدار الاحتفالية الكاتب أسامة عرابى. وقال خضير ميرى إن عفيفى مطر شاعر كبير من الطراز الإشكالى، وطوال حياته لم يتفق عليه إلا عندما مات منذ أيام، فهو شاعر له تجربة "ناحتة" فى الشعرية العربية اجتمعت فى قصيدة "مرآة الأسلاف"، و"خطاب الحداثة"، و"الخطاب الفلسفى الإغريقى العتيد"، و"الخطاب القرآنى"، مضيفًا: "أن الغريب فى تجربة عفيفى مطر عندما نقرؤه نجده شاعرا لا يتطور، بل يتعمق، فهو شاعر فلسفى، فاختياره لأبى العلاء المعرى نموذجًا له ويتناص معه من حين لآخر، وبالتأكيد فاختيار عفيفى مطر لأبى العلاء المعرى لم يكن شيئًا عابرًا. ومن جانبه قال د.شريف رزق: "إن عفيفى مطر يمثل ثلاثة شعراء فى شاعر واحد، فالشاعر الأول يتجلى لنا فى ديوانيه "الجوع والمطر" و"يتحدث الطمى"، وفيهما يتحدث عن القرية وأساطيرها، بالشكل الذى يختلف عن محمود حسن إسماعيل، والذى يختلف عن صورة الريف الرومانسى كما عهدنا من الشعراء القدماء، أما الشاعر الثانى فيبدو لنا فى خطابه الشعرى ووعيه الشعرى بالسياسى، مثل أمل دنقل، وغيره فى قضية الصراع والتى انتهت بالنكسة، تمثلت فى ديوان شهادة البكاء، وكتاب الأرض والدم، واختلف أعماله عن مجمل شعراء الستينيات، فعفيفى مطر لم ينسق وراء مقتضيات الحاجة فى ذلك الوقت. ويتجلى الشاعر الثالث من خلال القيمة الشعرية التى تحققت فى خطابه والذى يتأسس على مرجعية فلسفية وشعرية، ووعى كبير بتراث الشعر العربى، مثل "رباعية الفرح"، والتأسيس لحداثة تختلف عن حداثة أدونيس فى الشام، والمستوى اللغوى والاستعارى. موضوعات متعلقة: مطالب لسلماوى بإقامة احتفالية فى أربعين مطر الأدباء يطالبون بتخصيص جائزة باسم عفيفى مطر