أرسل عدد كبير من الأدباء والكتاب والمثقفين العرب المقيمين فى مصر وخارجها، تهنئة خاصة بمناسبة عيد ميلاد الشاعر الكبير محمد عفيفى الخامس والسبعين، متمنيين له دوام الصحة والعافية. من جانبها، هنأت الشاعرة السورية لينا الطيبى "عفيفى مطر" بعيد ميلاده، وقالت: كانت "رباعية الفرح" الصادرة فى لندن 1990 هى المجموعة الشعرية الأولى التى قرأتها للشاعر الكبير محمد عفيفى مطر، وشكلت فيما بعد لقاء متواصلاً بينى وبين قصيدته، ولم أكن قد التقيت صاحب المجموعة.. غير أنى وجدته يعمل "بأزميله" حافرًا فى الأرض، يرعى تربته، وحيدًا تحت شمس حارقة، يسقى نباتاته، ويبتسم وهو ينظر إليها تمطر فرحًا، ولأننى بسبب تنقلاتى الكثيرة لم أتعلق بمكان واحد.. ذلك أن الأرض تحب من يحفر فيها، كما تحب القدم الأرض التى تدل عليها.. وجدت فى شعر "مطر" ما افتقدته فى حياتى، ابن الأرض.. الشاعر الذى ترى فى كلمات قصيدته معنى الأرض وفرحها، كما ترى تمامًا استسلامها لأصابعه وحزنها عند غيابه أو سفره. وفيما بعد التقيته.. كانت ابتسامة كأنها قديمة تزين وجهه الأسمر بفعل الشمس، شخص يشبه شعره إلى حد كبير، لا يتعالى على القصيدة ولا تتعالى عليه القصيدة، ابنان لموعل واحد ولتراب واحد.. محمد عفيفى مطر.. شاعر كرمته القصيدة مرارًا.. وكرمت شعره الأرض فى كل صبيحة.. فى مرات كثيرة كنت أذهب لمعرض الكتاب الدولى فى القاهرة.. التقيه عند باب المعرض مصادفة، يغز السير باتجاه الكتاب.. وحيدًا تعتمره الأرض.. بابتسامته الأولى نفسها، وبشمس تتمايل على جبهته.. الشاعر الذى يمشى وهو يخاطب التراب، كأنما يملأ كفيه بتكريم عالمى، اسمه تكريم الأرض لإنسانها.. الشاعر وهو يبلغ الخامسة والسبعين تتباهى به الكلمات علانية.. فكل عام ونحن بك بخير. وقال الأديب العراقى خضير ميرى: أنا سعيد جدًا بعيد ميلاد محمد عفيفى مطر، وعلينا أن نعرف بأن "مطر" هو ثورة إبداعية عربية، وواحد من المجددين القلائل فى مجال الخطاب الشعرى المعاصر، وله الفضل بأنه قام بتربية طبقة جديدة من قراء الشعر، رابطًا ومتمثلاً للتراث والحداثة برابط يصعب الجمع بينهما، فهنيئًا له ميلاده الخامس والسبعين على أرض الشعر، وباتجاه سماء الحداثة. وأضاف الشاعر والصحفى عمر أبو الهيجاء فى رسالته من الأردن: إن عفيفى مطر شاعر من شعرائنا الكبار، ممن أثروا مكتبتنا العربية بالعديد من الإصدارات الشعرية والنقدية وقصص الأطفال، ومن الذين ساهموا فى ترجمة الشعر، ويعد أيضًا من أبرز وأهم شعراء العربية المعاصرين، فهو شاعر لم يحظ الاهتمام والتقدير، فبات شاعرًا مغيبًا، لم يقرأ بشكل جيد من الدارسين والنقاد لمواقفه المشرفة، فكان من الشعراء الذين كرّسوا حياتهم لمناصرة القضايا الوطنية والإنسانية، وسجن لمواقفه التى لم يتخل عنها، فكان شعره مسكونًا بالوحدة تظلله غيوم سوداء، لكن هذه الظلمة، وهذا السواد يفضى دائمًا فى أشعاره إلى البهجة والأمل المنشود، فتحية لهذا الشاعر فى ميلاده الخامس والسبعين، وننتظر منه الكثير والكثير، وسنبقى نغنى معه رباعية الفرح، ونحتفى معه بموميائه المتوحشة، ولغته الطازجة على خريطة الإبداع العربى. وقال الأديب والناقد السعودى أحمد الواصل فى رسالته ل"عفيفى مطر" التى جاءت بعنوان "اسمعوا المومياء تصرخ!": محمد عفيفى مطر، اسم يؤلفه الرنين من صوت الحكمة وإيقاع النغم. بدأ بصوت الصمت "من دفتر الصمت 1968" وتصاعد الصوت فى فيزياء الشعر، مرة فى الوجه وصراخه، والنهر وتياراته، وشهادة فى البكاء وزمن فى الضحك. "وأنا أسألُ صمتَكَ: هل صرختُكَ الملساءُ الحُبْلى تحملها عرباتُ خرابٍ مندفعةْ ينقلها بنَّاءون لصوصٌ من أعتابِ البيتِ لبناءِ السجنِ وتَعْليةِ الأسوارْ ؟! أم هذى الصرخةْ فجرٌ فَضَّاحٌ مكتومْ سيُشعْشِعُ حينَ يدقُ الولدُ الآتى - من ظلماتِ الغيبِ- نواةَ المشمشِ والخروبْ ؟!" هذا من ختام قصيدة "حجر الأجيال" وهى القصيدة التى استدرجتنى إليه، كما استدرجنى إليه حالة التوحش والترهبن يتعدى العزلة والوحدة. مطر يضىء خارج السرب، سرب السبعينات وأبواقه. صوت طلع من أرض صراخ الحق الإنسانى الذى تعصره هواجس الفناء والجنون والعدم.